أعلنت "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مسؤوليتها عن إسقاط طائرة الركاب الروسية قرب مدينة العريش المصرية في شمال سيناء وذلك بعد قليل من إقلاعها من مطار شرم الشيخ وعلى متنها نحو 224 راكبا.
وأفادت وكالة أعماق المقربة من تنظيم "الدولة الإسلامية" بأن مقاتلي التنظيم تمكنوا صباح السبت 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 من إسقاط طائرة ركاب روسية من طراز (A321) وذلك إثر استهدافها في أجواء سيناء المصرية بعد إقلاعها من شرم الشيخ متجهة نحو روسيا بأقل من نصف ساعة.
#وكالة_أعماق مقاتلو الدولة الإسلامية يسقطون طائرة ركاب روسية في أجواء #سيناء المصرية https://t.co/KHSMObfcHv
— وكالة أعماق (@a3maqagency_) October 31, 2015
مصدر بحسب وكالة أعماق قال "إن هذه العملية تأتي رداً على غارات الطائرات الروسية التي تسببت بمقتل مئات المسلمين على الأراضي السورية غالبيتهم من النساء والأطفال".
من جانبه قال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف إن الادعاء بأن إرهابيين هم سبب تحطم الطائرة الروسية "لا يمكن اعتباره دقيقا."
وقال لوكالة انترفاكس الروسية للأنباء "الآن تنتشر في عدد من وسائل الإعلام معلومات بأن الطائرة الروسية، يفترض أن إرهابيين اسقطوها بصاروخ مضاد للطائرات، لا يمكن اعتبار هذه المعلومات دقيقة."
الجميع قتلوا
إلى ذلك قالت مصادر طبية وأمنية مصرية، السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، إن جميع من كانوا على متن الطائرة الروسية، وعددهم 224 شخصاً بين ركاب وأفراد الطاقم، قتلوا في حادث تحطم الطائرة في شبه جزيرة سيناء.
وسقطت الطائرة قرب مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي .
وفيما يعكس تضارباً حول عدد الركاب على متن الطائرة أفاد بيان أصدره مجلس الوزراء المصري بأن الطائرة كانت تقل 214 روسياً و3 أوكرانيين.
وأضاف البيان أن من بين إجمالي 217 راكباً كانت هناك 138 امرأة، و62 رجلاً، و17 طفلاً.
الأخطاء البشرية مستبعدة
وكالتا أنباء روسيتان أشارتا الى أن شركة كوجاليمافيا الروسية للطيران المالكة للطائرة المنكوبة قالت إنها لا ترى سبباً يدعو للاعتقاد بحدوث خطأ بشري في الحادث.
ونقلت وكالتا "نوفوستي" و"إنترفاكس" عن المتحدثة باسم الشركة قولها إن الطيار لديه خبرة تصل إلى 12 ألف ساعة طيران، وإن الطائرة خضعت لكل إجراءات الصيانة.
وأفادت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن هيئة روسترانسنادزور الروسية للنقل ستجري تحقيقاً في مدى التزام شركة كوجاليمافيا الروسية للطيران بقواعد سلامة الطيران.
ونقلت انترفاكس عن الهيئة قولها إنها وجهت مخالفات في آخر تفتيش روتيني لإجراءات سلامة الرحلات في الشركة خلال مارس/ آذار 2014 لكنها أوضحت أن كوجاليمافيا أصلحت المخالفات قبل حلول الموعد النهائي الذي حددته الهيئة.
حداد عام
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني يوم حداد عام بعد تحطم طائرة ركاب روسية في مصر.
من ناحية أخرى قال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة حادث تحطم الطائرة، وأشار البيان إلى أن السيسي وعده بتوفير الظروف لأوسع مشاركة ممكنة لمتخصصين روس في التحقيق في سبب الحادث.
وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن متحدث باسم لجنة تحقيق روسية القول إن اللجنة تفحص عينات وقود من أخر مكان توقفت فيه الطائرة للتزود بالوقود وهو مدينة سمارا الروسية.
وقال المتحدث فلاديمير ماركين إن المحققين يستجوبون الأشخاص الذين شاركوا في توفير الخدمات الأرضية للطائرة وطاقمها وينفذون عمليات بحث في مطار دوموديدوفو في موسكو حيث يوجد مقر الشركة التي تدير الطائرة.
روسيا تشارك في التحقيقات
وقالت بوابة الأهرام (المملوكة للدولة) إن النائب العام المصري سيسمح لجهة حكومية روسية بالمشاركة في التحقيق.
وأضافت أن نيابة شمال سيناء الكلية قررت "استدعاء مسؤولي أبراج المراقبة الأرضية ومراقب الانطلاق للطائرة الروسية المنكوبة ومراقب المنطقة لسماع أقوالهم".
العثور على الصندوق الأسود
أعلنت رئاسة الوزراء المصرية العثور على الصندوق الأسود للطائرة الروسية المنكوبة.
بيان رئاسة الوزراء أشار إلى انتشال الصندوق الأسود من ذيل الطائرة، وأضاف "جاري نقل الصندوق لتحليل البيانات الخاصة بالحادث بواسطة خبراء الطيران المدني (المصريين) والخبراء الدوليين الروس وخبراء الشركة المصنعة للطائرة، وذلك وفقا للاتفاقيات الدولية المتعارف عليها".
و قال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل "من المستحيل تحديد سبب تحطم الطائرة الروسية قبل فحص الصندوق الأسود" لكنه أضاف أنه لا توجد أنشطة "غير عادية" يعتقد أنها وراء الحادث.
وقال إسماعيل في مؤتمر صحفي إن فرص العثور على ناجين أصبحت الآن شبه مستحيلة وإن فريقا روسيا سيصل إلى مصر مساء اليوم، وتستعد مصر أيضا لاستقبال عائلات الضحايا وجرى انتشال 129 جثة من موقع التحطم حتى الآن.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان عمل إرهابي وراء تحطم الطائرة اكتفى بالقول إن "الخبراء أكدوا أنه فنيا لا يتم إسقاط الطائرة من هذا الإرتفاع وأن الصندوق الأسود هو من يحدد سبب سقوط الطائرة، وفي الوقت الحالي هناك تقييم فني وفق الأسس المتعارف عليها".