أجرت بيونغ يانغ، الإثنين 29 مايو/أيار 2017، تجربة جديدة لإطلاق صاروخ تحطم في المياه الإقليمية اليابانية مما أثار إدانات دولية على خلفية توتر شديد في شبه الجزيرة الكورية.
وهذه ثالث تجربة لإطلاق صواريخ يجريها الشمال في غضون 3 أسابيع رغم سلسلة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والتي تحظر على بيونغ يانغ مواصلة برنامجيها البالستي والنووي، وتلويح واشنطن بتدخل عسكري.
وتأتي التجربة بعد يومين على إعلان قادة دول مجموعة السبع خلال اجتماعهم في توارمينا (إيطاليا) السبت أن التجارب النووية والبالستية لكوريا الشمالية تشكل "تهديداً خطيراً".
وأوضحت القيادة الأميركية في المحيط الهادئ أن شاشات الرادار تتبعت الصاروخ القصير المدى لمدة 6 دقائق قبل تحطمه في بحر اليابان، مضيفة أنه لم يكن يشكل خطراً على أميركا الشمالية.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا أن الصاروخ سقط على ما يبدو في المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان، وهي منطقة بحرية تمتد حتى بعد مئتي ميل بحري (370 كلم تقريباً) عن سواحل البلاد.
وصرحت هيئة الأركان الكورية الجنوبية أن الصاروخ أطلق عند الساعة 05,09 (21,39 ت غ الأحد) من مكان غير بعيد عن مدينة وونسان الحدودية في الشمال واجتاز مسافة 450 كلم.
إدانة دولية
وكالة الإعلام الروسية نقلت عن نائب وزير الخارجية فلاديمير تيتوف قوله إن موسكو أدانت التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية ودعت المجتمع الدولي إلى ضبط النفس.
ونقلت الوكالة عنه قوله "ندعو في الوقت ذاته شركاءنا الذين نعمل معهم إلى ضبط النفس بما في ذلك تجاه النشاط العسكري في هذه المنطقة".
كما وسارع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى التنديد بعملية الإطلاق الجديدة معرباً عن أمله في "رد ملموس" من الولايات المتحدة.
وصرح آبي أمام صحافيين "لن نسمح أبداً بأن تواصل كوريا الشمالية استفزازاتها وتجاهلها للتحذيرات المتكررة للأسرة الدولية".
وأضاف "المشكلة الكورية الشمالية تشكل أولوية للأسرة الدولية بموجب الاتفاق في قمة مجموعة السبع".
وهذه المرة الثانية هذا العام التي يسقط فيها صاروخ كوري شمالي بشكل قريب جداً من اليابان.
رغم التصريحات الصارمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعرب عن استعداده لتسوية المشكلة الكورية الشمالية بشكل أحادي، إلا أن وزير الدفاع الأميركي قال في مقابلة بثت الأحد قبل التجربة الأخيرة إن حرباً مع بيونغ يانغ ستكون "كارثية".
وصرح ماتيس لشبكة "سي بي إس نيوز" أن "النظام الكوري الشمالي لديه مئات المدافع وقاذفات الصواريخ التي يمكنها بلوغ إحدى أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان في العالم وهي عاصمة كوريا الجنوبية".
ومضى ماتيس يقول "هذا النظام يشكل تهديداً بالنسبة إلى المنطقة وإلى اليابان وكوريا الجنوبية. كما سيشكل خطراً بالنسبة إلى الصين وروسيا في حال اندلاع حرب".
حرب "كارثية
وتابع ماتيس "ستكون حرباً كارثية إذا تدهور الوضع إلى القتال وإذا فشلنا في حل الوضع بالسبل الدبلوماسية".
ورفض ماتيس تحديد ما يمكن أن يمثل "خطوطاً حمراً" بالنسبة إلى واشنطن.
في سيول، دعا الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جان-ان الذي يعتبر أقل تشدداً من سلفته إزاء بيونغ يانغ إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي، بحسب وكالة يونهاب.
وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن "قيام الشمال بمثل هذا الاستفزاز مجدداً بعد تولي إدارتنا الجديدة الحكم.. يشكل تحدياً مباشراً لمطالبنا بإحلال السلام ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".
وتأتي التجربة الصاروخية غداة إعلان وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون أشرف على تجربة نظام جديدة للمضادات الجوية.
في الأشهر الأخيرة، أشرف كيم على تجارب عدة ذات طابع عسكري من بينها تجربة إطلاق صاروخ بالستي متوسط المدى الأسبوع الماضي.
وكان مجلس الأمن الدولي ندد بإطلاق الصاروخ آنذاك وهدد بيونغ يانغ بتشديد العقوبات المفروضة عليها. ويخشى بعض الخبراء من أن تقوم بيونغ قريباً بتجربة صاروخية جديدة.
وكان ترامب أكد خلال لقاء ثنائي مع شينزو آبي الجمعة أنه "سيتم حل المشكلة الكورية الشمالية في مرحلة ما".
وتتفاوض الصين الحليف الوحيد للشمال مع الولايات المتحدة منذ أسابيع حول مشروع قرار دولي جديد يشدد العقوبات لكن لم يتم التوصل بعد إلى أي نص.