أجواء توتر بين الثلاثة الكبار.. نشر صواريخ أميركية في كوريا الجنوبية يثير قلق روسيا والصين

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/08 الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/08 الساعة 05:01 بتوقيت غرينتش

حذرت روسيا، الجمعة 8 يوليو/تموز 2016، من أن نشر درع صاروخية أميركية في كوريا الجنوبية "يضر بالتوازن في المنطقة"، وقد تكون له "عواقب لا يمكن إصلاحها".

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن "هذا النظام الدفاعي الصاروخي يضر بالتوازن في المنطقة". وأضافت: "نأمل في أن يتجنب شركاؤنا القيام بتحركات ستكون لها عواقب لا يمكن إصلاحها".
وأوضحت أن "مثل هذه التحركات أياً تكن مبرراتها لها تأثير سلبي على الاستقرار العالمي وتثير خطر تفاقم التوتر، وستخلق مشاكل جديدة في شبه الجزيرة الكورية".

الصين ترفض

وأعربت الصين، الجمعة، عن "رفضها التام" لقرار سيول وواشنطن نشر درع صاروخية أميركية في كوريا الجنوبية، محذرة من أن تنفيذ هذا المشروع "سيلحق ضرراً بالغاً" بالأمن الإقليمي.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ "سيلحق ضرراً بالغاً بالمصالح الأمنية الاستراتيجية لدول المنطقة بما فيها الصين". وأضافت أن الصين "تعرب عن معارضتها الشديدة ورفضها التام" لهذا المشروع.

وأتى رد الفعل الصيني بعيد إعلان واشنطن وسيول في بيان مشترك، الجمعة، أنهما توصلتا الى اتفاق تنشر بموجبه الولايات المتحدة درعاً متطورة مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية للتصدي للتهديدات المتزايدة من جانب كوريا الشمالية.

منظومة "ثاد"

وكانت سيول وواشنطن بدأتا في فبراير/شباط المباحثات بشأن نشر منظومة "ثاد"، وذلك بعد شهر من إجراء كوريا الشمالية تجربتها النووية الرابعة.

ولم يوضح البيان متى وأين تحديداً ستنشر هذه الدرع، مكتفياً بالإشارة الى أن البلدين أصبحا في المرحلة الأخيرة من عملية اختيار المكان.

وحاولت سيول وواشنطن تبديد مخاوف قوى أخرى مثل الصين وروسيا اللتين تنظران الى المشروع بعين الريبة وتعتبرانه استعراضاً لقوة الولايات المتحدة العسكرية في المنطقة.

وقال البيان الأميركي-الكوري الجنوبي إنه "عندما ستنشر منظومة ثاد في شبه الجزيرة الكورية سيكون تركيزها محصوراً فقط بالتهديدات النووية والصاروخية الكورية الشمالية ولن توجه باتجاه أي دولة ثالثة".

وأعربت بكين مراراً عن رفضها لنشر منظومة ثاد في كوريا الجنوبية، معتبرة أن نطاق هذه الدرع الصاروخية المتطورة يزيد بكثير عن الحاجات الدفاعية لسيول.

وفي بيانها، الجمعة، حضت الخارجية الصينية واشنطن وسيول على وقف تنفيذ هذا المشروع.

وقالت الخارجية إن "الصين تحض بقوة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على وقف عملية نشر المنظومة المضادة للصواريخ"، معتبرة أن هذا المشروع "لن يساعد في جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي".

أجواء من التوتر

وجاء الإعلان عن نشر منظومة الصواريخ الأميركية في أجواء من التوتر الشديد بين الصين والولايات المتحدة بسبب ملف آخر هو الخلاف على بحر الصين الجنوبي الذي يفترض أن تصدر محكمة دولية الثلاثاء قراراً بشأنه.

وتطالب الصين بالسيادة على كل هذا البحر تقريباً على الرغم من معارضة دول أخرى واقعة عليه، خصوصاً الفلبين الحليفة العسكرية للولايات المتحدة.

ولتأكيد مطالبها، قامت الصين بتوسيع جزر صغيرة بشكل اصطناعي وأقامت عليها مدرجات هبوط للطائرات ومرافئ ومنشآت أخرى.
رداً على ذلك نشرت البحرية الأميركية سفناً حربية قرب المكان في الأشهر الأخيرة. وتجوب حاملة الطائرات الأميركية رونالد ريغن حالياً في المنطقة.

بحر الصين الجنوبي

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية نهاية يونيو/حزيران أن بكين سترفض القرار الذي ستصدره محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بشأن خلافاتها البحرية مع الفلبين التي أكدت، الجمعة، استعدادها لتقاسم البحر.

وأعلنت المحكمة، الأربعاء، أنها ستصدر في 12 يوليو/تموز حكمها النهائي في قضية تعترض فيها مانيلا على مطالب تقدمت بها بكين بالسيادة على جزر في بحر الصين الجنوبي.

وحذرت صحيفة "غلوبال تايمز"، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني، من أنه "إن كانت الولايات المتحدة والفلبين تتحركان باندفاع وتجازفان بتحركات استفزازية فاضحة، فإن الصين لن تتراجع قيد أنملة".

علامات:
تحميل المزيد