رسالة لسامح صاحب “الميكرفون”

ونصيحة لك سيد شكري دع الكبار يصنعون التاريخ والأحداث وتفرغ أنت لمواجهة ميكرفون قناة الجزيرة، فهذا ما تبرع فيه.

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/08 الساعة 05:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/08 الساعة 05:59 بتوقيت غرينتش

سامح شكري، وزير الخارجية المصري، في مجال ردّه على تركيا والرئيس أردوغان قال: "أنتم تتخبطون إقليمياً، والقيادة في مصر منتخبة". انتهى كلام وزير الخارجية المصري، وحقيقة كمواطن مصري استفزني هذا التصريح.

وسؤالي لوزير الخارجية المصري: من المتخبط يا سيد شكري؟ من الذي مد يده لمن هبّ ودبّ يشحذ باسم المصريين؟ من الذي" فتشته" الدول وابتزته ليأخذ شرعية مقابل عشرات المليارات من أجل تثبيت نظام عسكري فاشي أقصى كل المعارضين وسجن كثيرين وطارد البعض وقتل بعضاً آخر؟

سيد شكري أنت تتحدث عن التخبط الإقليمي وإفريقيا تستقبل إسرائيل وتدشن خططاً لتحجيم مصر مادياً ومعنوياً، وأنت تتحدث عن الإقليم، فأين أنت من الإقليم ودوّل حوض النيل تركتكم وولّت قبلتها تجاه عدوكم التاريخي؟ ما حجم اقتصاداتك يا سيد شكري وحجم اقتصادات الآخرين الذين لا ندافع عنهم وإنما استفزنا أن يتحدث أمثالك باسم الشعب المصري وأن يقولوا كلاماً مرسلاً سمعنا مثله آلاف المرات والنتيجة هي أن يذهب أمثالك وأمثال قيادتك ويأتي آخرون بوجوه جديدة وتدفع مصر وشعبها ثمن مغامراتكم ومصائبكم.

يا رجل الدبلوماسية هل رأيت وزيراً للدفاع يعزل رئيساً مدنياً منتخباً ويرشح نفسه ويمنع الآخرين من الترشح ويكتفي بكومبارس كان يمثل الدور نفسه في السينما وتسمي ذلك انتخاباً؟

يا شكري ماذا فعلت في دول الحوض وإسرائيل تتوسع وتتوسع ورئيس وزرائها يدخل إفريقيا فاتحاً محاصراً مصر في حوض نيلها بفضل سياستكم الإقليمية ليست المتخبطة وإنما الخاطئة والمجرمة في حق الوطن والتي لابد أن تحاكموا عليها؟

يا شكري الكلام كثير ولا يوجد من يحاسبك الآن أنت وقيادتك على الكلام بعد أن أسكتم وكممتم الأفواه وأقول لك هذا لأنني أعلم يقيناً أن الفعل أمر صعب على أمثالك أنت وقيادتك.. ففي الوقت الذي تقول أنت كلاماً مرسلاً عن تركيا تعتذر إسرائيل لتركيا وتقدم تعويضات عن ضحايا سفينة مرمرة، بل ويعلن قادة إسرائيل أنهم سعداء بعودة العلاقات مع تركيا.

والسؤال لك يا شكري أنت وكل مشايخ الخارجية المصرية من عمرو موسى لنبيل العربي وأبوالغيط وأحمد ماهر وأنت: ماذا فعلتم في حقوق آلاف الأسرى الذين قتلتهم إسرائيل أحياءً في حرب يونيو 67؟ ماذا فعلت يا سامح مع مَنْ اعتبرتها قيادتك دولة صديقة وسلامها دافئاً بينما هم اعتبروكم كنزاً استراتيجياً لمصالح إسرائيل؟

ولابد أن أؤكد لك يا سيد شكري أنني هنا لا أدافع عن تركيا وأردوغان لأنها ليسا في حاجة لذلك وإنما استفزني هذا الكذب الذي صنعتموه وركبتوه وصدقتم أنفسكم. تركيا يا سيدي تنمو اقتصادياً بمعدل 3.8٪ وهي الدولة الثالثة من حيث النمو في أوروبا وتعتبر صاحبة النمو رقم 2 على العالم بعد الصين، ويعتبر اقتصادها الأول على مستوى دول الشرق الأوسط والـ17 على العالم وجذبت تركيا استثمارات أجنبية بـ150 مليار دولار وتضاعف دخل المواطن التركي ليصل الى 11 ألف دولار، وبلغت صادراتها في شهر واحد فقط هو شهر فبراير/شباط الماضي 12 مليار دولار.

لقد بلغ حجم الناتج القومي لتركيا يا سيد شكري تريليون و100 مليار دولار، وهنا لن أتحدث عن مصر لأن الحديث عن مصر في ظل قيادتكم وسياستكم يعتبر ظلماً فادحاً لهذا البلد العظيم الذي أصبح بفضلكم مديوناً للجميع واحتياطاته الأجنبية لا تتجاوز 16 مليار دولار أغلبها ودائع لدول أجنبية.

عموما أنت تراهن على أن الشعب المصري باعتباره شعباً طيباً وينسى ولا يحاسب لكن ما صنعتموه بالمصريين يا سيد شكري سيخلق جيلاً مصرياً فتياً لن يحاسبكم فقط على مافعلتموه بمصر وأهلها بل سيعلقكم على أعواد المشانق جراء هذا التضليل وبيع أراضي مصر ومواردها والتفريط في حقوقها المائية التاريخية.

ونصيحة لك سيد شكري دع الكبار يصنعون التاريخ والأحداث وتفرغ أنت لمواجهة ميكرفون قناة الجزيرة، فهذا ما تبرع فيه.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد