وما زلنا نلعن الظلام

نكاد نجزم بأن 85% من أفراد الشعب الفلسطيني البالغين قد مروا ولو مرور الكرام على المواضيع التالية، أو حتى ذكروها بألسنتهم ولو مرة أو مرتين خلال الأيام القليلة الماضية

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/23 الساعة 05:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/23 الساعة 05:17 بتوقيت غرينتش

نكاد نجزم بأن 85% من أفراد الشعب الفلسطيني البالغين قد مروا ولو مرور الكرام على المواضيع التالية، أو حتى ذكروها بألسنتهم ولو مرة أو مرتين خلال الأيام القليلة الماضية:
* أسعار الدجاج اللاحم.
* الحرية الإعلامية.
* مناكفات حزبية سياسية عميقة التعصب اللامجدي.
* ريال مدريد وبرشلونة.

بينما في إسرائيل لن أقول أكاد أجزم، ولكنني سأقول ما أعرفه وما وصلنا في الإعلام عن خبر أكبر صفقة بالمجال التكنولوجي في إسرائيل وتقدر بـ15 مليار دولار أو ما يقاربها أكثر أو أقل؛ حيث كانت بعض معلومات الشركة التي أتمت الصفقة مع شركة إنتل كما يلي: "تأسست موبيل آي سنة 1999 وتمثل 70 بالمائة من السوق العالمية لأنظمة مساعدة السائقين والأنظمة المضادة للتصادم، ويعمل بها 660 شخصاً، وبلغ صافي الربح المعدل للشركة 173.3 مليون دولار العام الماضي".

ما يجب أن نتخيله هو 660 في شركة قاموا بإنتاج أرباح تقدر بـ173.3 مليون دولار أي 606.55 مليون شيكل، إذا احتسبنا الدولار بـ3.5 شيكل، أي أن الموظف أنتج 919 ألف شيكل لو احتسبنا متوسط الأرباح نسبة لعدد الموظفين، السؤال هو: كم عدد الموظفين لمؤسسة أو شركة فلسطينية وكم هو إنتاجهم من الأرباح؟ أم أنه لا يوجد هناك مجال للمقارنة بسبب التضخم الهائل في أعداد الموظفين في الشركة أو المؤسسة الواحدة أو بسبب قلة حجم المنتوج من الربح؟
من جانب آخر، ماذا لو تفكرنا أكثر برقم 15 مليار دولار، وأن الـ660 موظفاً قد أضافوا للسوق تقنيات تقدر بهذا المبلغ؟!

وأيضاً من جانب آخر، هل نتخيل معنى جملة (وتمثل 70 بالمائة من السوق العالمية لأنظمة مساعدة السائقين والأنظمة المضادة للتصادم)؟! وهي تقنيات حديثة في عالمنا المعاصر).
فهل علينا بالفعل أن نحزن على انشغال الفرد الفلسطيني بسعر كيلو الدجاج؟! أم نحزن على تأخرنا عن العالم لأننا ما زلنا في مرحلة المطالبة بالحريات العامة وحرية التعبير؟ أم نحزن لضخامة أعداد العاملين وقلة مردودهم وبساطة منتوجهم؟ أم نحزن على إصرارنا على الجدال بأن الرياضة هي أمر غير معيب، وأنها لا تتعارض مع الهم الوطني، حتى لو استشهد أحد الأفراد، وانشغل الباقي بمتابعة الرياضة والتزمير والتطبيل لأحد الفرق الرابحة؟ أم نحزن على الاستشراء في القدح والسب والذم سواء من القيادات أو تابعيهم؟! أم أن هذا المقال حتى مبالغ فيه ولم يكن من الضرورة نشره أو البوح بخلجات أفكاره؟!
فما هو السبب الذي جعل الفرد العربي إنساناً غير منتج؟! أم أنها جهة وليس سبباً؟!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد