لضمان استمرار علاقة ناجحة، لا بد العمل بجد للحفاظ عليها. فوجود قناعة حقيقية بأهمية الحب، وتوافر الرغبة لدى الطرفين، أهم عاملين للحفاظ على حميمية العلاقة.
للتمتع بعلاقة ناجحة قادرة على الاستمرار طويلاً، يحتاج الطرفان إلى تطبيق هذه الشروط:
1- تقبل الطرف الآخر: يركز الكثير على أهمية التسامح بين الطرفين في أي علاقة، ولكن مفهوم التسامح ليس موجوداً في العلاقات الناجحة، بل مفهوم "تقبل الطرف الآخر".
يتقبل الطرفان أشياء متشابهة ومتقاربة، وكذلك الاختلافات أيضاً، فإذا كنت قادراً على الارتباط بشخص يستطيع توفير وفهم 60% من احتياجاتك، فأنت حقاً شخص محظوظ.
2. الصدق والأمانة: الصادق قرارٌ شخصي ينبع من قناعاتك وثقتك بذاتك وإدراكك بتقبل الطرف الآخر لك ولأفعالك حتى مع بعض الأخطاء. الصدق بالتأكيد مرتبط إرتباطاً وثيقاً بالقبول بين الطرفين.
3. الاحترام المتبادل: يخلط الكثير بين الاهتمام والاحترام؛ الاهتمام مفهوم كبير يحمل في داخله الحب والرغبة والتواصل والشغف، ولكن الاحترام مفهوم أكثر عمقاً، حيث تقدر الطرف الآخر وقيمته بشكل طبيعي دون انتظار المعاملة بالمثل.
4. الإخلاص: مع سيطرة نمط العلاقات العابرة على الفترة التي نعيشها حالياً، أصبح مفهوم الإخلاص والولاء في العلاقات مفهوماً عابراً أيضاً. فإذا توافرت العلاقة على الصفات السابقة كالأمانة والصدق والاحترام المتبادل، فإن الإخلاص سيكون صفةً تلقائية.
5. مواكبة العصر: أصبح استخدام التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية أمراً لا غنى عنه في كل جوانب الحياة، حتى وصل إلى العلاقات أيضاً. ورغم أن استخدام الهواتف الذكية والشبكات الاجتماعية سيقرب الطرفين، لكن العلاقة الذكية هي تلك التي سيسخر طرفاها هذه التكنولوجيا من أجل علاقة ناجحة بدلاً من جعلها سبباً في التباعد.
6. العاطفة والرغبة: بالتأكيد كل منَا يرغب في الشعور بالحب، والاتصال الروحي والجسدي هو جزء كبير من تحقيق هذا الأمر. سواءاً كان عمر العلاقة طويلاً أو قصيراً، فإن أشياء بسيطة كمسك اليدين تحدث فارقاً كبيراً.
7. الدعابة: تواجد هذه الروح يعد بمثابة العصا السحرية لتجاوز المشكلات وبناء علاقة مستقرة وثابتة، لا يجب أن تسير العلاقة على نفس النمط من الجدية والنقاشات الحادة. قد يكون الضحك وربما بعض المحادثات غير الهادفة هو طوق النجاة لتخفيف الضغوط وزيادة التواصل.
8. الخلاف البنّاء: الجدل والاختلاف أمر طبيعي في أي علاقة، لكن الأهم هو الطريقة التي يتم بها النقاش حول هذه الاختلافات، إذ يمكن أن يكون هذا الاختلاف سبباً في تقوية العلاقة واستمرارها بدلاً من أن يصبح سبباً للتباعد.
لا بد أن يكون الطرفان صريحين حول ما يواجهان من صعوبات في العلاقة، وعلى الطرف الآخر الاستماع الجيد، فحسن الاستماع بمثابة المفتاح للعلاقة الناجحة. هناك دائماً سؤال يحدد الفارق بين العلاقات الطويلة وتلك التي تصل إلى النهاية سريعاً: هل تفضل أن تكون سعيداً أم تفضل أن تكون على حق؟ إذا اخترت الاختيار الأول، فبالتأكيد ستحظى بعلاقة ناجحة.
9. الخصوصية: تفشل الكثير من العلاقات بسبب مشاركة التفاصيل بين الطرفين وبين من هم خارج العلاقة أكثر مما ينبغي مشاركته وعدم توفر الخصوصية.
لنجاح العلاقة، لا يجب أن تصبح علاقتك أمراً عاماً يعرف الجميع كل تفاصيله، يجب الحفاظ على تفاصيل العلاقة بين الطرفين دون الآخرين، كما يجب إبعاد الأهل والأصدقاء وحتى الأبناء عن تفاصيل ومشكلات العلاقة.
10. الحفاظ على شخصيتك: العلاقة الناجحة تتكون من شخصيتين فريدتين منفصلتين، يجب أن يحافظ الطرفان على نمط شخصيتهما بعد الارتباط: كالأشياء التي يحبها كل منهما. كما لا بد أن يكون لديك شخصية مستقلة خارج العلاقة، في حين أن فقدان شخصيتك واهتماماتك سيؤدي إلى الفشل بالتأكيد.
11. الدعم والمشاركة: أن تكون مهتماً بما يقوم به شريكك ومشاركته بما يهتم به سيساعدك على تحقيق اتصال فعاًل مع شريكك في كل أمور الحياة. أما محاولة فرض الرأي أو التحكم فلن يؤدي إلى بناء علاقة ناجحة، لكن عندما تهتم بالطرف الآخر وبما يفكر فيه ستنجحان في تحقيق أهدافكما.
12. التقدير والامتنان: في اللحظة التي لا تقدر فيها ما يقوم به الطرف الآخر لإسعادك، يبدأ الشعور بالاستياء وينقطع الاتصال. تقدير ما يقوم به الطرف الآخر لأجلك وأن تكون ممتناً لذلك هو أحد أسرار السعادة، حيث سيجبر ذلك الطرف الآخر على بذل المزيد لأجل إسعادك.
من السهل الوصول إلى علاقة ناجحة ومستمرة عبر تطبيق هذه النصائح مع التركيز على أمر أخير: أدق التفاصيل هي ما يصنع الفارق دائماً، فقد تكون الهدايا أو الرحلات أمر رائع، لكن هناك تفاصيل في الحياة اليومية تعد أكثر أهمية بكثير. ولتكوين أسرة ناجحة فيما بعد فإن التواصل الجيد هو سبيل النجاح.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على الموضوع الأصلي، اضغط على هذا الرابط.