قال أقارب عمر مصطفاي، أحد منفذي الهجمات على مسرح "باتكلان" في باريس الجمعة 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، إن الأب قرر ترك فرنسا العودة إلى بلد الأصلي الجزائر، وذلك لأنه "يعيش ضغطا رهيبا".
أقارب مصطفائي، أكدوا أن الأب "لم يعد يطيق العيش في فرنسا"، وينتظر فقط انتهاء تحقيقات الأجهزة الأمنية الفرنسية معه، ومع أخ عمر وزوجته، حتى يعود للجزائر بشكل نهائي.
تجهيز المنزل في الجزائر
جمال مصطفاي، أحد أقارب الأب، قال في تصريح لـ"عربي بوست"، إن الوالد إسماعيل، اتصل بهم وطلب منهم تجهيز بيته بضواحي ولاية "الشلف" غرب العاصمة الجزائرية، وذلك استعدادا للعودة والاستقرار في الجزائر.
وأضاف جمال، أن البيت الذي طلب الأب تجهيزه، كان يستغل في وقت سابق للإجازات الصيفية فقط، حيث كان الأب يأتي في غالب الأوقات إلى الجزائر وحيدا، "ونادرا ما ترافقه زوجته أو إحدى بناته، أما عمر وأخوه الأكبر رفيق، فلم يكونا دائمين في زيارة الجزائر".
نفس الشيء أفاد به العمري مصطفاي، عم الأب، حيث قال لـ"هافينيغتون بوست عربي" إن العائلة "ملت الوضع في فرنسا بعد هجمات باريس، وأصبحت تفكر بجدية كبيرة مغادرة الأراضي الفرنسية والعودة إلى الجزائر".
إجراءات التحقيق تؤجل العودة
ووضعت أجهزة الأمن الفرنسية، حسب قول عمري مصطفاي، كل من والد عمر وأخوه وزوجته تحت الرقابة القضائية، حيث يتم التحقيق معهم بشكل يومي.
وذهب القريب الآخر إلى تأكيد ذلك أيضا، مضيفا "اتصل بنا عمي إسماعيل والد عمر، وأكد أن رجال الأمن لا يبرحون الشارع الذي يسكنون فيه منذ التفجيرات، كما أنهم يستدعون للتحقيق في اليوم أكثر من مرة".
هذه الإجراءات، حسب أقارب عمر، أجلت فكرة العودة إلى الجزائر إلى أن تنتهي الأجهزة الأمنية من إجراءات التحقيق، إذ يتم منعهم من مغادرة فرنسا في الظرف الراهن.
الأب خائف من الفرنسيين
ويعتبر الأب اسماعيل، أن العيش بفرنسا بعد كل ما وقع "أمر مستحيل"، فالسنوات الـ45 التي قضاها بضواحي باريس ذهبت في تفجير وقع في لحظات.
وبحسب مكالمة أجراها مع أقاربه، ونقلو مضونها لـ"عربي بوست"، فإن الأب يرى "أن الفرنسيين لن يتركوا العائلة على حالها حتى وإن مر على الحادث عشرات السنين".
غير أن رغبة الأب في المغادرة، يقابلها الرفض القاطع للأشقاء الـ4 لعمر، إذ حسب عم الأب، "قرر الأبناء البقاء في فرنسا، لأنهم مرتبطون لعقود عمل ودراسة، وأكبرهم له أملاكه الخاصة في مكان لا يبعد كثيرا عن العاصمة باريس".
الجزائر ترحب
وقال مصدر مسؤول من وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، رفص ذكر اسمه، إن عائلة مصطفاي "لا يجب أن تقع ضحية خطأ ابنها، ومرحب بها في الوطن وفق قوانين الدخول والخروج المعمول به مع الجزائرين في كل بقاع الأرض".
وأضاف أن العائلة لم تباشر بعد إجراءات العودة إلى الجزائر، "حيث أن جل القنصليات المنتشرة في فرنسا لم تستلم طلبا منها بخصوص ذلك".
وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قد أكد في حوار أجرته جريدة "لوموند" الفرنسية الجمعة 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وتناقلت فحواه قناة الشروق الجزائرية، أن الحكومة الجزائرية "لن تقبل باهانة أي جزائري في أي دولة في العالم".
ووصف سلال الجزائر بـ"الحض الآمن الذي يسع الجميع"، مطالبا حكومات العالم بعدم الخلط ما بين الإسلام والإرهاب.