أي شخص سوف يراقب الانتخابات النصفية، الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، يجب أن يكون على استعداد لقضاء ليلة انتخابية طويلة، بسبب الفروقات البسيطة جداً بين المتنافسين في أماكن عدة، بالإضافة لبُطء عملية فرز الأصوات في بعض الولايات مثل ألاسكا، واحتمالية وجود بعض جولات الإعادة، يعني أنه من المحتمل أن تظل بعض السباقات الانتخابية مضطربة لعدة أشهر.
قد تخدعك بعض النتائج الأولية للانتخابات التي قد تتسرب عشية تلك الليلة، ولكن يجب ألا تخدعك تلك النتائج، إذ إن الأرقام لن تخبرك بالكثير.
يُجري موقع "Edison Research" استطلاعاً أولياً للانتخابات كل سنتين لصالح الاتحاد الوطني للانتخابات، وهو شراكة بين عدد من المؤسسات الإعلامية، وهي: ABC وCBS وCNN وFOX وNBC وThe Associated Pressوتعد تلك الاستطلاعات مصدراً مفيداً بشكل كبير؛ إذ يمكن تحديد من الذي صوت، ولماذا فضلوا دعم أحد المرشحين عن الآخر، وهي وسيلة لتوقع نتيجة الانتخابات قبل إغلاق صناديق الاقتراع، في حين أن تلك الوسيلة ليست جيدة جداً، وغير معدة للاستخدام بتلك الطريقة.
نبذة مختصرة لتوضيح أسباب ذلك من خلال انتخابات 2012:
أولاً: لا تتعدى الاستطلاعات الأولية للانتخابات كونها مسحاً استقصائياً. ومثلها مثل العديد من استطلاعات الرأي الأخرى، تخضع لأخطاء العينة العشوائية، وبالتالي الاختلاف في عدد قليل من النقاط المئوية بين كلا المرشحين في العينة محل الاستطلاع في أي ولاية، لا يعني شيئاً.
ثانياً: لا يمكن لتلك الشبكات أبداً أن تؤكد صحة السباق الانتخابي من خلال نتائج الاستطلاعات الأولية وحدها؛ إذ يجب أن يتوافر في المحللين الذين يصدرون تلك القرارات الثقة الإحصائية العالية، وعادة ما يكون السبيل الوحيد لتلك الثقة، هي الفروقات البسيطة نسبياً، التي تظهرها استطلاعات الرأي الأولية بعد الحصول على نتائج التصويت الفعلية من العينات العشوائية لبعض الدوائر الانتخابية التي انتهت المقابلات فيها، وبعض العينات العشوائية الأخرى الأكبر في دوائر انتخابية أخرى، ثم يتم جمع كافة تلك البيانات في نماذج إحصائية متطورة جداً.
حتى تلك النقطة، إذا كان الفارق بين كلا المرشحين الذي يظهر من خلال النماذج الإحصائية مجردَ بضعة نقاط مئوية، كما تشير استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أنها ستكون في كل الولايات الأساسية، فإن تلك الشبكات عادةً ما ستنتظر حتى اقتراب انتهاء فرز جميع أصوات المرشح الفائز.
ثالثاً: هناك مشاكل متكررة تتعلق بعدم الإجابة لصالح أحد المرشحين عند إجراء مقابلات الاستطلاع الأولي للانتخابات، وهو ما يؤثر على النتيجة الأولية لهذا الاستطلاع، وهو ما نصفه بالبيانات المسربة، ومع ذلك لا نرى أياً من الحسابات المجراة المتعلقة بأخطاء الدائرة الانتخابية، ولا مستويات الثقة الإحصائية المرتبطة بأعداد التصويت، فنحن نبحث بدقة فقط عن النسب المئوية، متغافلين عن احتمال الخطأ.
تُحجب بيانات الاستطلاع الأولي للانتخابات عن وسائل الإعلام التابعة لتلك الشبكات، وتحتجز في غرفة شديدة الحراسة، حتى الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت الشرقي ليوم الانتخابات، ونعني بغرفة شديدة الحراسة، أنه لا يمكن نشر أي من هذه البيانات، لأن أي بيانات تعبر عن استطلاع أولي للانتخابات قبل الساعة الخامسة، هي بالتأكيد معلومات كاذبة.
قبل عام 2012، أظهرت استطلاعات الرأي الأولية باستمرار، ميل رافضي الإجابة لصالح أحد المرشحين أثناء الاستطلاع، إلى الديمقراطيين، ولكن هذه المشكلة قد تكون من الماضي، إذ يشير مايكل بارون الذي شاهد الاستطلاعات الأولية للانتخابات عن قرب كمحلل ليلة الانتخابات في قناة "فوكس نيوز"، إلى أن أرقام الاستطلاعات المبكرة للانتخابات كانت "قريبة جداً من الهدف" في 2012، بعد "إجراء بعض المقاربات البارعة" قبل إعلان النتيجة، وهو ما تبين كيف تم التعامل معه في 2014.
بغض النظر عن تزايد التعقيدات في التصويت المبكر الذي تتم به عملية استطلاعات الرأي، فإن ما يقرب من ثلث الناخبين قد أدلوا بأصواتهم مبكراً أو تغيبوا في عام 2012، وبالتالي لم يتسن إجراء المقابلات معهم في مراكز الاقتراع لأخذ استطلاع أولي كما هو معتاد.
أما هذا العام، فتنضم كولورادو إلى ولاية أوريجون، وولاية واشنطن ستصوت بالكامل عن طريق البريد الإلكتروني، بينما ستدلي 6 ولايات بأكثر من نصف أصواتها مبكراً، أو عن طريق الاقتراع الغيابي كما حدث في 2012، أما الولايات الست الأخرى، وفي محاولات لحصر هؤلاء الأشخاص، فقد أُجري استطلاع الرأي الأولي من خلال مقابلات باستخدام المكالمات الهاتفية لمعرفة آراء الناخبين خلال عطلة نهاية الأسبوع للناخبين المبكرين.
إذا كنت ترغب في معرفة الذين أدلوا بأصواتهم، ولماذا، ابحث في نتائج استطلاع الرأي الأولي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، ولكن إذا كنت ترغب في معرفة من الذي سيفوز، فسيتوجب عليك الانتظار حتى الانتهاء من فرز الأصوات.
– هذا الموضوع مترجم بتصرف عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.