فتحت مكاتب الاقتراع في تسع ولايات على الساحل الشرقي للولايات المتحدة أبوابها عند الساعة السادسة من صباح الثلاثاء (11,00 ت غ)، للانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون، كما سيصوت الأميركيون أيضاً لتجديد مقاعد في الكونغرس، وانتخاب حكام للولايات، وسيشاركون في عدة عمليات استفتاء محلية.
Wow 80+ voters lined up early to cast their ballots #ElectionDay #PS59 #Manhattan where @realDonaldTrump will be voting also #NBC4NY pic.twitter.com/K8JUf1kv8h
— Katherine Creag (@katcreag4NY) ٨ نوفمبر، ٢٠١٦
وبدأ الناخبون بالإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في كونيكتيكت وإنديانا وكنتاكي وماين ونيوهامشير ونيوجيرسي وولاية نيويورك وفيرمونت وفرجينيا. وستفتح مكاتب الاقتراع في ولايات أخرى في وقت لاحق. ويصوت الأميركيون أيضاً لتجديد مقاعد في الكونغرس وفي عدة عمليات استفتاء محلية.
وكانت قرية ديكفسيل نوتش، شمال شرقي الولايات المتحدة، قد بدأت التصويت في وقت مبكر، معلنة بذلك "رمزياً" انطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك في تقليد متبع منذ 1960، أدى إلى منح هذه البلدة صفة "الأولى في البلاد".
Fairly short line to vote in Jersey City this morning at 6am sharp. pic.twitter.com/ubXeJ520fz
— Carrie Brown (@Brizzyc) ٨ نوفمبر، ٢٠١٦
ولا يقتصر تصويت الأميركيين اليوم على اختيار رئيسهم؛ بل يشمل أيضاً تجديد مجلس الشيوخ (الكونغرس)، واختيار حكام الولايات، إضافة إلى عشرات آلاف المسؤولين المحليين، كما وتشمل أيضاً التصويت على 154 استفتاء تتنوع مواضيعها من تشريع الحشيشة إلى الحد الأدنى للرواتب والصحة والأسلحة الفردية وغيرها.
المتنافسون على منصب الرئيس
المتنافسان الأوفر حظاً في هذه الانتخابات هما المرشحة الديمقراطية، وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، إضافة إلى منافسها الجمهوري، رجل الأعمال الملياردير دونالد ترامب، حيث يدعمهما أكبر حزبين في البلاد، فضلاً عن شخصيات ومؤسسات مالية نافذة.
لكن يوجد منافسان آخران لا يتمتعان بأي فرصة للفوز، وهما الحاكم السابق لولاية نيو مكسيكو، رجل الأعمال، مرشح الحزب الليبريتاري (التحرريين)، غاري جونسون، إضافة إلى الطبيبة والناشطة السياسية، المرشحة عن حزب الخضر، جيل ستاين.
وعلى منصب نائب الرئيس، الذي يشغله حالياً جوزيف بايدن، يتنافس الديمقراطي تيم كاين على بطاقة كلينتون الانتخابية، بينما يخوض مايك بنس السابق على بطاقة ترامب.
وجورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، هو الرئيس المستقل الوحيد الذي لم ينتمِ لحزب، لكن لم يستطع أي مرشح آخر من خارج الأحزاب أن يبلغ مقعد الرئاسة.
الكونغرس
ويضم الكونغرس مجلسين متوازيين في السلطة، هما مجلس النواب ومجلس الشيوخ. وفي حال عدم سيطرة حزب الرئيس المقبل على أي منهما فسيكون من شبه المستحيل تمرير إصلاحاته.
فيما يتعلق بمجلس النواب، فإنه سيتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب، البالغ عددهم 435 لسنتين، بحسب الدوائر الانتخابية. وتسيطر على المجلس حالياً غالبية جمهورية مع 246 مقعداً، مقابل 186 للديمقراطيين، و3 مقاعد شاغرة نتيجة استقالتين ووفاة. ولا يرجِّح الخبراء تغيير الأكثرية في هذه الانتخابات.
أما بمجلس الشيوخ فسيتم تجديد 34 مقعداً من أصل 100 لولاية من 6 سنوات. ينتخب الشيوخ في تصويت لجميع ناخبي الولاية، ولكل ولاية عضوان في مجلس الشيوخ أياً كان حجمها.
ويملك الجمهوريون الغالبية حالياً مع 54 مقعداً مقابل 44 ديمقراطياً ومستقلين اثنين متحالفين مع الديمقراطيين. ويكفي الديمقراطيين الفوز بأربعة مقاعد لاستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ، في حال انتخاب كلينتون إلى البيت الأبيض، لأن نائب الرئيس يضيف صوته في حال الانقسام المتوازي 50 – 50.
حكام الولايات
تنتخب 12 ولاية من أصل 50 حاكماً جديداً. يتولى السلطة التنفيذية في ولايته وهو يتمتع بصلاحيات كثيرة غير مناطة بالحكومة الفدرالية. كما أنه أقوى شخصية سياسية في الولاية، رغم تمتع الشيوخ الذين يتنقلون بكثافة بين ولايتهم وواشنطن بنفوذ كبير محلي.
الاستفتاءات
يتعين على الناخبين في حوالي 30 ولاية التصويت أيضاً في 154 استفتاء، بحسب موقع "بالوتبيديا". وتتنوع مواضيع الاستفتاءات من تشريع الحشيشة إلى الحد الأدنى للرواتب والصحة والأسلحة الفردية، وأحياناً تتطرق إلى قضايا أكثر تخصصاً، على غرار إلزام ممثلي الأفلام الإباحية في كاليفورنيا باستخدام الواقي الذكري.
الانتخابات المحلية
سيتم انتخاب آلاف الأشخاص لتجديد مناصب محلية، على غرار المجالس التشريعية للولايات وقضاة ومجالس بلدية ورؤساء بلديات ومقاطعات وغيرها.
احتدام الصراع
وقبل أيام من موعد الاقتراع، ازداد الصراع الانتخابي شراسة، فبفارق ضئيل يتراوح بين نقطة و6 نقاط، أظهرت استطلاعات للرأي أن كلينتون (69 عاماً) هي الأوفر حظاً من ترامب (70 عاماً) للفوز بالرئاسة؛ لتصبح -إن تحقق ذلك- أول سيدة تجلس على مقعد الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة.
لكن الاستطلاعات تُظهر أيضاً تقلص الهوة بين كلينتون وترامب، لا سيما مع قرار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، الجمهوري الهوى، جيمس كومي، بالتحقيق في مجموعة جديدة من المراسلات الإلكترونية، على خلفية اتهام كلينتون بتداول معلومات سرية، حين كانت وزيرة للخارجية (بين عامي 2009 و2013)، عبر بريدها الشخصي، وليس بواسطة البريد الحكومي.
وإضافة إلى اختيار الرئيس رقم 45 ونائب له، يختار الناخبون الأميركيون، اليوم، الذي يعرف عادة بـ"الثلاثاء الكبير"، أعضاء مجلس النواب، وهم 435 عضواً، إضافة إلى 34 من أصل 100 عضو في مجلس الشيوخ انتهت ولايتهم، وهم 24 جمهورياً و10 ديمقراطيين، فضلاً عن أعضاء عددٍ من المجالس المحلية تبعاً للولاية والمقاطعة والمدينة والمنطقة الانتخابية.
عملية الاقتراع
والانتخابات الرئاسية الأميركية هي عملية غير مباشرة، فالناخبون يختارون مندوبين يشكلون "المجمعات الانتخابية"، التي تنتخب الرئيس.
وليفوز المرشح بالرئاسة، عليه أن يحصد 270 صوتاً (النصف +1) في المجمع الانتخابي (538 عضواً)، المكون من ممثلين عن الولايات الخمسين، يساوي عددهم مجموع ممثلي هذه الولايات في مجلسي النواب والشيوخ (الكونجرس)، إضافة إلى 3 ممثلين لمقاطعة كولومبيا، التي تضم العاصمة واشنطن؛ لأنها غير ممثلة في الكونجرس.
وتختلف آليات اختيار مندوبي الولايات في المجمع الانتخابي حسب قوانين كل ولاية، فبعض الولايات مثلاً تختار ممثليها بالتصويت الشعبي، بينما تختارهم ولايات أخرى خلال المؤتمرات العامة للأحزاب في الولاية، أو يختارهم الكونجرس المحلي لكل ولاية.
ومن يفوز من المرشحين للرئاسة بأكثرية الأصوات الشعبية في الولاية، يفوز بجميع أصوات الولاية في المجمع الانتخابي، وهو نظام تتبعه كل الولايات، عدا ولايتي نبراسكا وماين، اللتين تقسم فيهما الأصوات بحسب نسب التصويت الشعبي.
وعقب اقتراع اليوم، تعلن كل ولاية نتائج الانتخابات الرئاسية فيها، إضافة إلى اختيار مندوبيها، الذين ينتخبون في 19 من الشهر الجاري الرئيس الأميركي المقبل ونائبه عبر أوراق اقتراع.
بعدها، ترسل الولايات أوراق الاقتراع إلى رئيس مجلس الشيوخ في العاصمة، في موعد لا يتجاوز 28 ديسمبر/كانون الأول 2017.
وفي هذا اليوم، يجتمع الكونجرس الأميركي بغرفتيه (الشيوخ والنواب)، برئاسة نائب الرئيس المنتهية ولايته (جوزيف بايدن)، لإعلان ترشيحات المندوبين، واسمي الفائزين بمنصب الرئيس ونائبه، على أن يتم تنصيب الرئيس المنتخب يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017.
وإذا حدث تعادل بين مرشحين في عدد الأصوات، أو أن أحدهما لم يحصل على 270 صوتاً، فإن مجلس النواب ينتخب الرئيس، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس.
الولايات المتأرجحة
وقبيل بدء الاقتراع العام، احتدم الصراع الجمهوري- الديمقراطي في ولايات عدة، تعرف بـ"الولايات المتأرجحة"، وهي ولايات يقترب فيها مستوى تأثير أحد الحزبين الكبيرين من مستوى تأثير الآخر على ناخبيها، ولذا يسعى المتنافسون عادة إلى الفوز بأكبر عدد من الأصوات فيها، ويكرسون لها الكثير من ميزانياتهم وأنشطتهم الانتخابية.
وبحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية، المتخصصة في الشأن السياسي، فإن "الولايات المتأرجحة" هي: فلوريدا، وتمتلك 29 مندوباً في المجمع الانتخابي، بنسلفانيا (20)، أوهايو (18)، ميشيجان (16)، كارولينا الشمالية (15)، فيرجينيا (13)، يسكونسن (10)، كولورادو (9)، آيوا (6)، نيفادا (6)، ونيو هامبشاير (4).
واستطاعت كلينتون جذب 6 من الولايات الـ11 المتأرجحة لصالحها، بحسب استطلاعات للرأي، حتى إنها باتت تُعرف بمجموعة "الجدار الناري" للمرشحة الديمقراطية، وتضم: ميشيجان، ويسكونسن، فيرجينيا، كولورادو، بنسلفانيا، ونيو هامبشاير، وتمتلك 72 صوتاً في المجمع الانتخابي.
وخلال الأيام الماضية، قامت كلينتون بجولات في ولايات استراتيجية، برفقة نجوم لامعين، حيث ظهرت معها مطربة الروك كيتي بيري، في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وأحيت حفلاً غنائياً لصالح المرشحة الديمقراطية. فيما رافق كلينتون لاعب كرة السلة الشهير ليبرون جيمس، في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو.
بينما انشغل ترامب بمحاولات استقطاب ناخبين جدد لصالحه في ولايات معروفة بكونها غالباً ديمقراطية التأييد، مثل مينيسوتا، وميشيجان، وبنسلفانيا؛ بسبب تأرجح موقفه في ولايات أخرى مهمة له، مثل كارولينا الشمالية وأريزونا وأوهايو وفلوريدا.
وتبلغ القيمة الإجمالية للنفقات الانتخابية للمرشحين الأربعة، بحسب تقديرات مؤسسات متخصصة حوالي 6.5 مليار دولار، يتألف ثلثها من نفقات الحملات الإعلانية لهؤلاء المرشحين.
ومن المتوقع أن يدلي بأصواتهم في هذه الانتخابات حوالي 150 مليون ناخب من أصل 230 مليون ناخب مسجل.
وأدلى أكثر من 40 مليون ناخب أميركي بأصواتهم في تصويت مبكر عبر البريد العادي أو الإلكتروني أو الفاكس أو الاقتراع العادي، ولا يتم إعلان النتائج إلا مع انتهاء التصويت العام.