هناك بعض المسلَّمات عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الناجحة؛ فقد يخطر ببال البعض على الفور أنها علاقات مثالية خالية من الشجار، أو أن الخلافات الكبيرة ستُحلّ بعد الزواج والإنجاب؛ لأن الطفل سيقوي الرابط بين الأم والأب.
الباحثة الاجتماعية دارسي ستيرلنغ تفنِّد 11 فكرة خاطئة متوارثة عن مفهوم العلاقات الناجحة في تقرير نشره موقع "هاف بوست" بنسخته الأميركية، ومنها أيضاً أن العلاقات التي تواجه مشاكل حقيقية يمكن أن تُحلَّ بواسطة الطرفين وحدهما.
لكن تنفي ستيرلنغ هذه النقطة أيضاً، ضاربةً المثل بأننا نلجأ إلى الطبيب لعلاج أسنان مصابة، أو نذهب لمختص لصبغ شعرنا، فلماذا نتجاهل دور الأخصائي في العلاقات الإنسانية حين نريد أن ننقذ علاقاتنا؟
إليك بعض الاعتقادات التي ينبغي أن تتوقف عن تصديقها، حسب الخبيرة.
1 – العلاقات الجيدة لا تتطلب مجهوداً
على العكس، فالعلاقات الجيدة هي الأكثر إجهاداً، في الغالب؛ لأنها تتطلب منا العمل على أنفسنا.
إذ ترى دارسي أن الأشخاص غير الأسوياء نفسياً لا يمكن أن يبنوا علاقة سليمة، والأشخاص الأسوياء لا يدخلون في علاقات مشوهة.
2. الشجار هو علامة على علاقة سيئة
الشجار هو علامة على وجود علاقة طبيعية؛ لأنه لا شريك يملك مهارات حل الخلافات المتطورة، فكل علاقة صحية فيها خلافات.
غير أن الفكرة هي التعبير عن الخلافات وحلها بطريقة تعزز الفهم، فالأزواج الذين يخافون من التعبير عن الاختلافات في الرأي أو الذين يتجنَّبون الخلافات "يُقلقونني في الواقع أكثر من أولئك الذين يتشاجرون؛ لأن الأمر يعني أنهم يفتقرون إلى الثقة والأمان اللازمَين للتحدث عن حقيقتهم"، حسب دارسي.
3. الغيرة هي علامة على أن شريكك يحبك
ترى الباحثة أن الغيرة علامة على انعدام الأمن وليس لها أي علاقة بالتعبير عن الحب، فالشخص الغيور إن كان غيوراً في علاقات سابقة فسيكون غيوراً في علاقات مستقبلية، سواءً أحب حقيقة أم لم يفعل.
وتكمل: "لا شيء أقل إثارةً من شريك غيور ولا شيء دافئاً أكثر من شريك واثق". وأكثر من ذلك، فهي تنفي وجود طريقة عاقلة لكسب ثقة شخص غيور؛ لأنه المتحكم في العلاقة وهو الذي يحدد متى يكتسب شريك حياته ثقته ومتى يفقدها، وهو أمر يستمر إلى ما لا نهاية.
4. "عليك أن تختار معاركك"
تقول الباحثة إن "هذا هو شعار الناس الذين يريدون منك أن تتعود الحصول على أقل مما تستحق".
فهي تعتقد أنه ليس من فرط التفاؤل أن يظن الناس أنه يمكنهم الحصول على كل شيء، وأنه طالما كان الزواج شراكة، فلا يمكن أن تكتمل الشراكة دون تفاوض وتنازل، فحذاري من الإفراط في التنازل.
5. "العلاقة ستقوى بعد الزواج عندما يكون لديكما طفل"
تقول دارسي إن الأبحاث أثبتت أن السعادة تنخفض مع كل طفل ينجبه الزوجان؛ لتزايد المسؤولية.
إلا أن هذا "لا يعني أنكما لن تكونا أقرب من بعضكما بعد المرور من نقطة تحول في الحياة"، إنما يعني أنه يجب تحديد ما إذا كان شريك الحياة هو شخص يمكنك أن تعيش معه قبل الالتزام بهذه العلاقة، وبالتأكيد قبل إنجاب أي طفل.
6- إذا كان شريكك يحبك فسيتغير من أجلك
تصف دارسي هذا الاعتقاد بأنه "غباء، غباء محكم".
فهي تطلب من صاحب هذا الاعتقاد أن يطبق القول على نفسه، فهو "لن يفعل"؛ لذا لا تتوقع من الآخرين أن يفعلوا.
7- إذا كنت تحب حقاً فلن يخبو الشغف أبداً
"الشغف أمر معقد".
يتراجع الشغف في أوقات معينة خلال الشهر أو خلال السنة أو خلال العمر، في أثناء التوتر، وفي أثناء الإرهاق، وفي أثناء الانهماك أو الارتباك.
فالحياة منهكة؛ لأنها تتأرجح صعوداً ونزولاً.
تنصح دارسي أن تفعل ما بوسعك لتبقي الشغف حياً في العلاقة، ولا تخرج باستنتاجات قاطعة في الأوقات التي يكون منخفضاً فيها.. اسأل أي شخص خاض علاقة طويلة الأمد إذا كان الشغف يبقى على حاله دائماً.
8. عندما تكون مع الشخص المناسب فإنه يعرف ما تحتاجه وما تشعر به
تقول دارسي إن هذا الاعتقاد "فقط في الأفلام. في الحياة الحقيقية، علينا التواصل لأن شركاءنا لا يمكنهم قراءة أفكارنا".
وبقدر ما هو أمر مخيِّب للامال بقدر ما هو أمر محرر؛ لأنه يعني أنك لست بحاجة لانتظار شخص تتلاقى أفكاركما معاً أن يأتي لحياتك.
9- كان/لم يكن مقدَّراً للأمر أن يستمر
العلاقة الناجحة هي انعكاس مباشر لمدى الجهد الذي يبذله الشريكان أو المستعدان لبذله.
10. أن تحب يعني أن تكون سعيداً دائماً
تقول دارسي إنه لا أحد يشعر بالسعادة طوال الوقت، حتى لو كان الحب مستمراً؛ لأن الشريك قد يسبب الإزعاج أحياناً، أو يتسبب في جرح المشاعر إلى الدرجة التي يتمنى معها البعض أن يكون وحيداً، إلا أنه يبقى جزءاً من الحياة.
ما تنصح به الخبيرة هنا أن يعبر الشريك عما يزعجه؛ لأن السعادة تأتي من القدرة على الإفصاح عن المشاعر بشكل مناسب.
فتلك اللحظات السلبية تشكل نسبة صغيرة من الوقت، لكن في معظم الأحيان وفي العلاقات السوية، فشريك الحياة هو الشخص المفضل لقضاء الوقت معه.
11 إننا قادرون على إصلاح علاقاتنا بأنفسنا
"هذه أكثر الخرافات التي تستحق أن نتخلص منها"، فهي مغلَّفة بالأحكام غير العادلة وتستحثُّ الشعور بالندم.
"عندما أُصاب بتسوس الأسنان لا أحضر مِثقاباً وأبدأ في علاج نفسي. لا أصبغ شعري بنفسي، وادفع لابنة أخي؛ لكي توضب لي خزانة ملابسي".
تختم الخبيرة نصائحها باللجوء إلى المختصين؛ لأنهم أصحاب تجربة عملية مجرَّبة، ستوفر عليك الكثير من الوقت والجهد.
– هذه المادة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.