من الصعب على المستثمرين الأجانب أن يجنوا المال في كوريا الشمالية، لكن شركة "أوراسكوم" المصرية حاولت أن تجد لنفسها مكاناً في بلد يقطنه 26 مليون مشترك محتمل في خدمات الاتصالات هناك.
أوراسكوم لتكنولوجيا الاتصالات والإعلام، هي الشركة التي تقف وراء الارتفاع القياسي لاستخدام الهواتف الجوالة في كوريا الشمالية المنغلقة على العالم الخارجي في السنوات الأخيرة.
فبعد الاستحواذ على حصة 75% من المشروع المشترك في 2008، قام 3 ملايين كوري شمالي بتسجيل أسمائهم للحصول على خدمات Koryolink للخدمات الهاتفية، مستخدمين هواتف ذكية صينية المنشأ.
ورغم أن أوراسكوم قدمت خدمة الجيل الثالث (3G)، إلا أنه لا توجد خدمة انترنت عامة في كوريا الشمالية، ومع ذلك، قدمت شركة Koryolink قناةً للتواصل بين سكان البلد الذي يملك القليلون فقط فيه إمكانية استخدام الهواتف الأرضية، ناهيك عن الهواتف الجوالة!
ومكّنت الهواتف التي قدمتها أوراسكوم سكان كوريا الشمالية من التواصل بسهولة أكبر مع سكان كوريا الجنوبية، وهو تغيير كبير في بلد يخضع السفر فيه لقيود صارمة، فكانت الهواتف مفيدة خاصةً في اقتصاد السوق الجديد.
وأوراسكوم هي أكبر مستثمر أجنبي في كوريا الشمالية، وقد عرضت أن تُصلح فندق Ryugyong، المبني على شكل هرم والذي بقي غير مكتمل لسنوات بسبب فتحات المصاعد غير المستقيمة.
وفي الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير تفيد بأن كوريا الشمالية لا تسمح لشركة أوراسكوم بنقل أرباحها إلى مصر، وأرادت الشركة أن تصرف أرباحها حسب سعر الصرف الرسمي للدولة – وهو ما يجعل أرباحها تقارب 540 مليون دولار- لكن السلطات الكورية أرادت أن يتم الأمر حسب سعر الصرف في السوق السوداء، وهو ما سيخفض أرباح الشركة المصرية إلى حوالي 8 مليون دولار، حسب ما أفاد مارتن ويليامز من موقع North Korea Tech Blog في تقرير نُشر في يوليو/تموز الماضي.
والآن كشفت الشركة أنها "ألغت" حصتها من المشروع المشترك المعروف رسمياً باسم Cheo Technology، ما يجعلها شركة مساهمة بدلاً من كونها شركةً فرعية، وهذا يعني أنها فقدت سيطرتها على الشركة رغم كونها تملك العدد الأكبر من الأسهم.
يأتي هذا بعد أن اكتشفت أوراسكوم أن كوريا الشمالية أسست شركة منافسة اسمها Byol، ثم بدأت بمفاوضات تهدف إلى دمج هذه الشركة الجديدة بشركة Koryolink، وهكذا تزيد خسائر أوراسكوم.
العقوبات الدولية على كوريا الشمالية ساهمت جزئياً في خلق المشاكل، إذ أنها تؤثر على تمكين "أوراسكوم" من فرض سيطرتها على المشروع المشترك، "كما تؤثر على تحويل الأموال وإعادة الأرباح".
وحاول الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم نجيب ساويريس، أن يبدو متفائلاً، فقال "نحن فخورون بنجاح مشروعنا، يوجد حوالي 3 ملايين كوري يستخدمون هواتفنا، لا زلنا نأمل أن بإمكاننا حل جميع المشاكل العالقة لكي نكمل رحلتنا الناجحة هذه".
لكن الأمور لا تبدو بخير بالنسبة لساويريس في كوريا الشمالية، وهي لا تبدو بخير بالنسبة لكوريا أيضاً، وهي البلد المحاصر مالياً والذي يعتمد على السيولة القادمة من دول أخرى.
– هذه المادة مترجمة عن صحيفة Washington Post الأميركية. للاطلاع على الموضوع الأصلي، اضغط هنا.