أسرعوا واكتبوا طلباتكم.. فهناك أمطار ورعد يمهِّدان إلى أن الأبواب ستُفتح.. قد أعلن الآن مالك الدنيا أن الأبواب قد فُتحت، وأنه جاهز لتلقي طلبات العاملين بالدنيا.
أعتقد أنها فرصة جيدة لي لأتقدم بطلبي له وأنا موقنة أنه سيُقبل.
ارتديت ملابس أنيقة لتليق بالمقابلة.. وذهبت لأتحدث إليه، وفي طريقي له شعرت بوخز يؤلمني، أخذ جسدي يرتجف، يبدو أن الإله علم ما بداخل رسالتي له فأصدر قراره بالموافقة على مطلبي.. فأغمضت عيني.
قررت النطق بترنيمة الرحيل، غمرتني السعادة؛ لأنني اعتقدت أن هذا الوخز هو بكاء جسدي حزناً على فراق روحي له.
اعتقدت أن هذه الرجفة هي بداية رحلة صعودي إلى المالك، ولكن هناك مَن أفسد رحلتي.. فجسدي منع روحي أن تغادره..
جسدي يرتعش رافضاً فراق روحي له.. روحي تتفاوض مع جسدي وتحاول إقناعه بأن يسمح لها بالرحيل، ولكن كان رفضه هو القرار النافذ، فأنا ما زلت هنا.
يحول بيني وبين لقاء طال انتظاري له عمري الذي لم ينفد، ولكني لم أستسلم، كتبت كل ما أردت أن أقوله للمالك، وتوجهت برسالتي؛ لأقدمها للمرة المائة بعد الألف، عسى أن تُقبل هذه المرة.. بالفعل قد وصلت إلى نافذة غرفتي، فتحت النافذة، نظرت إلى مقر الخالق.. وقرأت له رسالتي:
"سيادة مالك الدنيا.. لقد تأخرت في إجابة طلبي كثيراً يا سيدي.. يا سيدي أنا أتمنى أن تقوم بنقلي وسريعاً إلى مكاني في حياتي الأخرى.. إلى حياة في عالمٍ بلا هو وبلا هي.. عالم لا أكون أنا فيه.
يا سيدي الإله.. يا مالك الدنيا.. أعلم أنك لن تهمل رسالتي إليك؛ لأنك تعلم أنها رسالة صادقة.. أتمنى قبول طلبي بسرعةٍ تتناسب مع شوقي لك..".
أغلقت النافذة بعد أن انهمر المطر بغزارة داخل غرفتي، وجهي كان مغموراً بمياه.. مياه لا أعلم إن كانت من عيني أم من عين السماء.. وبعد أكثر من ساعة انتهت الأمطار، وغُلِقت الأبواب.
جسدي كان ينتفض بشدة بعد أن ابتلت ملابسي كلها من بكاء السماء، أما عيناي فكان بهما بقايا أضواء برق احتفال السماء بفتح المالك بابه للعاملين.
ذهبت واستبدلت ملابسي.. أما عن رسالتي فهي معلقة بين السماء والأرض.. إما أن تصل للمالك.. وإما تُفقد كما فُقدت صاحبة الرسالة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.