شوَّه أسنانه وتعلَّم الملاكمة وعمل سائق تاكسي! تعرَّف على أغرب استعداداتٍ قام بها دي نيرو لتقمُّص أدواره

عرف دي نيرو بإخلاصه في تلك الاستعدادات، فهو أحد أعظم النجوم تفانياً في تقمص أدواره مهما بلغت من جموح، وأقوى فنان يبلغ معه الإتقان مداه حتى ليخرج أداؤه متفرداً، متماهياً مع شخصيته بكل سلاسة مثيرة للإعجاب والتقدير.. إليكم أغرب تحضيرات لأدواره.

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/01 الساعة 01:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/01 الساعة 01:49 بتوقيت غرينتش

في السابع عشر من أغسطس/آب بلغ النجم المخضرم روبرت دي نيرو عامه الرابع والسبعين، وهو أحد رواد مدرسة أستديو الممثل، التي تقوم على الإغراق في تجربة الشخصية لتحقيق تقمص متقن لها.


عرف دي نيرو بإخلاصه في تلك الاستعدادات، فهو أحد أعظم النجوم تفانياً في تقمص أدواره مهما بلغت من جموح، وأقوى فنان يبلغ معه الإتقان مداه حتى ليخرج أداؤه متفرداً، متماهياً مع شخصيته بكل سلاسة مثيرة للإعجاب والتقدير.. إليكم أغرب خمسة تحضيرات لأدواره.

1- Taxi Driver



ترافيس شخص يعاني من الوحدة والأرق، فيلجأ إلى امتهان القيادة ليلاً في تاكسي يجوب به شوارع نيويورك، ويكتشف بالتدريج وجهها القبيح الذي تسفر عنه في ذلك الحين.

استعد دي نيرو لتأدية هذا الدور، فخاض بالفعل تجربة مثيرة للعمل سائق تاكسي لمدة ستة أشهر، ليس هذا فقط بل استخرج رخصة قيادة باسمه؛ كي يستطيع الاندماج الكامل مع الشخصية بكُل أبعادها وجوانبها.

2- Raging Bull



في تعاون آخر له مع صديق عمره مارتن سكورسيزي، جنح دي نيرو إلى مدى كبير في تقمص شخصية الملاكم الإيطالي جاك لاموتا، فمارس تمارين الملاكمة بشكل يومي على يد لاموتا نفسه ليكتسب الهيئة الرياضية المتناسقة، وخاض معه ثلاث مباريات تدريبية، حتى أنه أصيب إصابة بالغة في أسنانه وكسر في الضلوع خلال إحدى هذه المباريات.

وفي الشطر الثاني من الفيلم الذي يجسد فيه شخصية لاموتا بعد ترك الملاكمة، عمل دي نيرو على زيادة وزنه بشكل مفرط، فأضاف إليه ما يقرب من 30 كيلوغراماً، كي يقترب كثيراً من هيئة لاموتا في تلك الفترة من حياته، الأمر الذي كان له تأثير سلبي على صحة دي نيرو وأقسم أنه لن يكرر الأمر مرة أخرى.

3- The Godfather Part II



حتى هذه اللحظة يظل هذا الفيلم هو الوحيد الذي حصل بطله على الأوسكار عن الشخصية نفسها التي سبق وأن حصل بها ممثل آخر على جائزة الأوسكار، وهي الدون فيتو كورليوني.

في ذلك الفيلم، عاد فرانسيس فورد كوبولا إلى بدايات حياة كورليوني ونشأته في جزيرة صقلية، ومن ثم هجرته إلى نيويورك في بداية القرن العشرين، وفي تلك الآونة لم يكن يجيد الإنكليزية وكانت أغلب محادثاته بالإيطالية.

من أجل تجسيد الشخصية بتلك الدقة، سافر دي نيرو لصقلية وأقام بها لفترة كي يتعلم اللغة الإيطالية بلهجة الصقليين، حتى يتقن الشخصية ويؤديها بكُل واقعية دون افتعال زائد.

لم يكن ذلك أهم تحدٍّ أمام دي نيرو فقط، فالتحدي الأكبر كان في الإتيان بنبرة الصوت المبحوحة نفسها التي كان يتحدث بها "مارلون براندو" في الجزء الأول.

وقد استطاع دي نيرو بالفعل الاقتراب منها بشكل يضاهي تلك النبرة، بل وأجاد التحدث بها بشكل أدهش كُل من شاهد الفيلم، ليستحق الأوسكار بجدارة عن دوره، ويخلد فيتو كورليوني تلك الشخصية الأيقونية في تاريخ السينما العالمية.

4- Cape Fear



كي يصل روبرت دي نيرو إلى شخصية "ماكس كادي" طلب من طبيب أسنانه أن يقوم بتشويه منظر أسنانه كي تبدو مثل الشخصية التي يؤديها في الفيلم، ودفع له 5000 دولار كي يقوم بهذا الأمر! وظل على هذا الوضع لعدة أشهر طوال تصوير الفيلم، ثم بعد أن انتهى من تصوير الفيلم، عاد إلى طبيبه ودفع له 20 ألف دولار كي يعيد أسنانه إلى وضعها الأول.

5- Awakenings



لم يستطع دي نيرو أن يتواصل مع بطل القصة الأصلي؛ الذي كان يعاني من نوع من التهابات المخ يسمّى Encephalitis Lethargica، وتسبّب في إصابة بطل الفيلم ليونارد لوي بتصلب عام في الجسم، لكنه رجع إلى الفيديوهات التي سجلها "أوليفر ساك" الطبيب المعالج لليونارد، في الفترة التي حدثت فيها تلك الاستفاقة المفاجئة عام 1969، التي جاء منها اسم الفيلم.

برع دي نيرو في تأدية التشنجات التي أصيب بها ليونارد خلال العلاج، وتصويرها بشكل واقعي لا يبدو فيها افتعال زائد، بل كان أداؤه مُتقناً بشكل أشاد به كثير من الأطباء، إضافة إلى إتقانه لتفصيلة التحدث ببطء، وهو ما يليق بمريض ظل ثلاثين عاماً لا يتحدث، وكأنه يكتشف الحياة لأول مرة.

ويقول دي نيرو عن هذا الدور: "هذا هو أحد أصعب الأدوار التي أديتها؛ فالدور لم يكن يتطلّب مني أن أكون مشلولاً فحسب، بل أن أظن ساكناً بلا حراك أو حياة، إضافة إلى وضع يدي وقدمي في مكانهما الصحيح لشخص يبدو وكأنه قد علِق في صمغ. هؤلاء المرضى أعطوني شعوراً عارماً بأنني محظوظ للغاية لتمكني من فعل أشياء في حكم المستحيل بالنسبة لهم، مثل تحريك أذرعهم مثلاً، وهو ما جعلني أحس بقيمة الحياة التي نعيشها ولا ندرك روعتها".

علامات:
تحميل المزيد