وجدت دراسة حديثة أن حبوب مكملات فيتامين "د" هي دواء نافع لكل من يعاني من أمراض القلب.
وكانت الدراسة قد أجريت على 163 مريضاً مصاباً بالقصور القلبي، ووجد أن تناولهم لمكملات فيتامين "د" -الذي يصنعه الجلد لدى تعرضه لضوء الشمس- يحسن من مقدرة القلب لديهم على ضخ الدم، بحسب تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، الاثنين 4 أبريل/نيسان 2016.
الفريق الذي أجرى الدراسة هو من مستشفيات مدينة ليدز التعليمية، وقُدمت نتائج الدراسة أثناء اجتماع للكلية الأميركية لأمراض القلب، حيث وصفت نتائج هذه الدراسة بـ"الباهرة".
إثر ذلك دعت مؤسسة الصندوق البريطاني لأمراض القلب إلى مزيد من الأبحاث والتجارب للوقوف على تقييمٍ دقيق لجدوى الحبوب.
ويعد فيتامين "د" من الفيتامينات التي لا غنى عنها من أجل صحة العظام والأسنان، كما أن له فوائد أخرى في أنحاء الجسم. لكن يعاني معظم الناس من نقص في هذا الفيتامين.
فقد كان متوسط أعمار المشاركين في الدراسة 70 عاماً، وهم مثل سواهم في هذا العمر تنخفض لديهم مستويات هذا الفيتامين حتى في أشهر الصيف.
وقال استشاري أمراض القلب د. كلاوس ويت "إنهم يقضون وقتاً أقل خارج المنزل، بيد أن مقدرة الجلد كذلك على تصنيع فيتامين "د" تنخفض فاعليتها مع التقدّم في السن ولسنا نفهم تماماً لماذا."
وقد أخضع المشاركون في الدراسة إلى تناول إما حبة 100 ميكروغرام من فيتامين "د" أو حبة سكر كاذبة يومياً ولمدة عام كامل.
وقام العلماء الباحثون بقياس تأثير ذلك على قصور القلب – وهي حالة صحية يضعف فيها القلب فلا يقوى على ضخّ الدم بشكل جيد.
وقد كان المقياس الأساسي لهم "الكسر القذفي" والذي يعني كمية الدم الذي يُضخ خارج حجرات القلب مع كل دقة.
ففي الأشخاص اليافعين الأصحاء يكون المقياس بين 60% إلى 70%، أما في حالة المصابين بالقصور فربع الدم فقط هو الذي يُضخ بنجاح خارج القلب.
لكن مع تناولهم لحبوب فيتامين "د" قفز مقدار الكسر القذفي لدى هؤلاء من 26% فقط إلى 34%.
وقال د. ويت متحدثاً إلى بي بي سي "الخبر هام لأن له نفس الأثر الذي نحصل عليه من علاجات أغلى ثمناً وأعلى تكلفة. ولهذا فنتيجته مبهرة، حيث أن سعره رخيص ككيس من البطاطا المقرمشة، ولا آثار جانبية له، كما يحدث تحسناً باهراً لدى من يخضعون للعلاج الطبي السليم. إنها أول مرة نرى فيها نتائج بهذه الروعة منذ 15 عاماً."
كما كشفت الدراسة أن قلوب المرضى تصغر حجماً مع تناول الفيتامين، ما يشير إلى أنها تزداد قوةً وكفاءة.
وليس من الواضح بعد كيف يعمل فيتامين "د" على تحسين وظائف القلب، لكن خلايا الجسم عموماً تتجاوب مع ذاك الفيتامين.
ومصدر فيتامين د هو الشمس بصورة رئيسية إلا أن له مصادر أخرى كالأسماك الزيتية والبيض، كما تتم إضافته إلى حبوب الإفطار.
بيد أن البرفيسور بيتر وايسبرغ من مؤسسة الصندوق البريطاني للقلب، حذّر من أن أداء المرضى للتمارين لا يبدو أفضل من ذي قبل، وختم قائلاً "إننا الآن بحاجة إلى دراسة أكبر وأوسع وأطول زمناً لتحديد ما إذا كانت هذه التغيرات في الوظائف القلبية ستترجم إلى انخفاض في الأعراض وإطالة أعمار مرضى قصور القلب."
– هذه المادة مترجمة بتصرف عن موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.