عفواً.. ليس هناك خطأ في العنوان.. فهذه الفتاة الأميركية السمراء ميكائيلا أولمر Mikaila Ulmer، والتي تبلغ الحادية عشرة من عمرها الآن، تصدرت صورتها منذ أيام (29 مارس 2016) ممسكة بأحد منتجات المشروع العائلي الذي كانت رائدته، وذلك عندما وقعت عقداً بمليون دولار لتوريد منتجات المشروع لأكبر سلسلة محال للمنتجات الطبيعية، هول فوودز Whole Foods
القصة كما ترويها ميكائيلا على موقع الشركة العائلية "بي سويت ليمونيد" BeeSweet Lemonade أو ليمونادة النحل المحلاة، بدأت عندما كانت في الرابعة من عمرها، وشجعها أهلها على المشاركة في مسابقة لشركات الأطفال بمناسبة إقامة (معرض أكتون لشركات الأطفال) واحتفاءً بيوم الليمونادة في مدينة أوستن بولاية تكساس الأميركية، ومن ثم بدأت تفكر في بعض الأفكار، وبينما كانت تفكر في الأمر، حدث شيئان: الأول أنها لدغت من النحل مرتين، أن جدتها التي تعيش في ولاية ساوث كارولاينا، أرسلت إليهم بكتاب طبخ قديم يعود لعقد الأربعينيات في القرن العشرين، والذي يحتوي على وصفة خاصة بليمونادة بذر الكتان.
وعلى الرغم من أنه قد أصابها الرعب في البداية من النحل نتيجة لتلك اللدغات، إلا أنها صارت مع الوقت مفتونة بالنحل، فتعلمت كل شيء يخص النحل وحياته، وما يقدمه للحياة ولنظامها البيئي من فائدة، لذلك فكرت في أن تصنع شيئاً يفيد نحل العسل، وتستخدم فيه وصفة جدتها، ومن هنا ولدت فكرة ليمونادة النحل المحلاة من مزج عسل نحل محلي بوصفة الليمونادة ببذر الكتان التي أرسلتها جدتها، وهي الفكرة التي ظلت تنمو على مدار الأيام، إذ صارت تبيع من منتج الليمونادة هذا في الفعاليات الخاصة بريادة الأعمال للشباب وتتبرع بنسبة تبلغ 20% من عائد البيع للمنظمات المحلية والدولية التي تعمل بجد من أجل الحفاظ على نحل العسل، وهو ما جعلها تستخدم شعاراً لمنتجاتها "اشتر زجاجة وأنقذ نحلة".
تضم قائمة المنظمات التي تدعمها ميكائيلا بانتظام كلاً من:
– هايفر إنترناشيونال Heifer International وهي منظمة دولية تأسست عام 1942 تسعى للقضاء على الجوع والفقر والعناية بالأرض، حيث يقوم مشروع ميكائيلا بدعم المجتمعات الفقيرة التي تعمل بها بشحنة من مستلزمات تربية النحل (نحل وخلايا، وصناديق) بما يساهم في توفير دخل للأسر الفقيرة، ويساعد في تلقيح مزروعاتهم.
– جمعية نحَّالي تكساس Texas Beekeepers Association وهي جمعية قديمة تأسست عام 1880 لتوفير بيئة يتبادل فيها النحالون خبراتهم في مجال تربية النحل، حيث يقوم مشروع ميكائيلا بدعم الأبحاث التي تجريها إحدى جامعات الولاية على الحفاظ على النحل
– مركز الغذاء المستدام Sustainable Food Center وهي منظمة تأسست في مدينة أوستن بولاية تكساس -حيث تسكن ميكائيلا- عام 1975، وهي معنية بتنمية وتطوير سوق الغذاء المحلي المستدام.
اليوم وهي في سن الحادية عشرة، فإنك إذا لم تجد ميكائيلا على منصة الليمونادة الخاصة بها تتحدث عن فوائد بذر الكتان للهضم، فإنك سوف تجدها في إحدى ورش العمل تتحدث عن الحفاظ على نحل العسل، أو مشاركة في لقاءات حول الريادة الاجتماعية، وقد دشنت ميكائيلا صفحتها الخاصة على فيسبوك، والتي يستطيع زوارها أن يُبدوا إعجابهم بما تحتويه من حقائق حول النحل أو العسل، أو ما تقدمه من معلومات حول منتجات الليمونادة الخاصة بها، والتي حازت على جائرة، إضافة إلى عقد توزيعها في محال هول فوودز، وفي غيرها من المطاعم ولدى باعة الأطعمة بالتجزئة ولدى شركات توزيع الطعام الطبيعي، واليوم تقدم ميكائيلا نفسها، إضافة إلى كونها رائدة أعمال، باعتبارها رائدة أعمال اجتماعية أيضاً، وسفيرة للنحل ومعلمة في الموضوعات التي تعمقت فيها، فضلاً عن كونها تلميذة ما زالت تتعلم في المدرسة الابتدائية.
للتأكيد، المشروع هو مشروع عائلي، وفي البداية قد تجفل من فكرة أن يتم دفع طفلة في الرابعة للدخول في عالم البيزنس، لكنك عندما تطالع الصورة كاملة، تدرك قيمة ما يحدث، فالأسرة التي شجعت ابنتها على ابتكار بسيط للدخول في مسابقة لريادة الأعمال للأطفال، ربت ابنتها أيضاً على قيم العطاء الاجتماعي والريادة الاجتماعية، والاستدامة، ودور النحل والحفاظ عليه في البيئة، وربت في ابنتها الثقة في الذات، والقيادة، والريادة، وحب اكتساب المعرفة ونشرها، ومن ثم فقد ربت وعلمت ابنتها بالمشروع وبالبيان العملي في دنيا الأعمال، والعمل الخيري، والتعليم، وأظن أنها تجربة جديرة بالتأمل لمن يبحثون عن بدائل للتعليم، ومكملات تربوية له لبناء شخصيات الأبناء.
للمزيد حول ميكائيلا أولمر طالع:
وطالع موقع الشركة العائلية:
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.