أتلقى دائماً سؤالاً يقول: "ما هو السر؟" بشأن فقداني 64 كيلوغراماً حتى الآن في التحول الذي حدث لجسدي.
يبحث معظم الناس عن هذا "الشيء الواحد" الذي سيغيِّر حياتهم؛ كي يتحولوا إلى أحدث الحِميات الإبداعية، أو كي يتناولوا مسحوق وحبوب التخسيس المناسب. كان النجاح في فقدان الوزن، بالنسبة إليَّ، عبارة عن توليفة من الأشياء، ولكن إن كان عليَّ أن أُضيّق النطاق لأختزلها في "شيء واحد"، فسأقول إنه "حب النفس".
لقد كنت دائماً نوعاً من الأشخاص الذين يسيرون وفقاً لشعار "سأكون سعيدة عندما…". فعلى سبيل المثال: سأكون سعيدة عندما أنهي دراستي الجامعية، أو سأكون سعيدة عندما أتحرك إلى شقتي الخاصة، أو سأكون سعيدة عندما أبدأ إجازة…
كلما حققت هدفاً، فإنني أرفع على الفور سقف الأهداف. إنني لا أستمتع بإنجازاتي، وأركز بدلاً من ذلك على الهدف القادم. فقد وصل بي الأمر إلى مرحلة لم يكن هناك حقاً أي نقطةٍ لإنجاز أي شيء من الأشياء التي وضعتها على قائمة المهام؛ لأنني بمجرد وصولي إلى الهدف أصبُّ تركيزي فعلياً على "الشيء القادم".
كان أكبر (ولا أقصد التورية) مثالٍ على هذا هو وزني.
فقد كنت بدينة (أو زائدة في الوزن) لأطول فكرة يمكنني تذكُّرها. واتبعت حِمية وراء حمية منذ أن كان عمري 4 أعوام. وعندما كان وزني ينقص أو يزيد، لم أثبُت على الوزن نفسه إطلاقاً. فأنا من القدامى في عدم الثبات على اتباع الحمية.
عندما كنت أفقد وزناً في الماضي، تضمن الأمر قدراً كبيراً من كراهية الذات. فكنت أعاقب نفسي بالنحافة. حسناً، يمكنكم أن تشاهدوا مآلات الأمر. كانت دائرتي الاعتيادية أنني سأصل إلى نقطة لن أطيق نفسي بعدها، ولذا سأبدأ الحمية عند هذه النقطة.
فكنت أطبق الحمية بحذافيرها وأعاقب نفسي بأداء التمارين، وكنت أقف أمام المرآة وأبغض ما أرى، وكنت في الغالب أمسك بطني وساقي وأقول أشياء فظيعة لنفسي.
احتاجت كل هذه السلبية إلى مخرج، وكنت محِبّة كبيرة للأكل بشراهة. فكانت حقاً دائرة مخيفة، وأنا على الجانب الآخر لم أكن أعرف كيف أنني لم أفكر من قبلُ في أنني ربما أكره الجانب السعيد من نفسي. وكيف لم يُفضِ إطلاقاً قول أشياء كريهة إلى نفسي وعقاب نفسي بالتمارين واحتقار التمارين إلى الشعور بالسرور؟ كان هذا عبثاً بحق، إلا أن كثيراً منا يفعله.
لا يمكنني أن أحدد، بدقة، نقطة التحول بالنسبة إليّ. فأنا لم أستيقظ من النوم في يوم ما وأقرر أن هذا هو اليوم الصحيح، وسأحبّ نفسي؛ بل كان الأمر أقرب إلى الوصول التدريجي. كنت أمرّ على هذه الرسالة مرةً تلو الأخرى في مجهود التطوير الشخصي الذي أبذله. بزغ فجر الرسالة تدريجياً إلى حد ما، ولم أستطع أن "أكره الجانب الصحي من نفسي". لم أستطع أن أفعل الأشياء التي أحتقرها، ثم أعيش الحياة التي أحبها.
بدا الأمر واضحاً مع الإدراك المتأخر. ولكن في ذلك الوقت، كنت منشغلة بنوع من الوهم، مفاده أنني سوف أفقد كل وزني الزائد وكل شيء سيكون على ما يرام، وأعتقد أن هذا هو ما قادني إلى عدم ثبات وزني سنواتٍ عديدة. فقد كنت أفقد وزناً كبيراً ثم أدرك أنني ما زلت على الحال نفسه، ثم أفزع وأستعيد هذا الوزن المفقود مرة أخرى.
ولذا، إليكم النصائح الأربع الأفضل لديَّ عن الطريقة التي تحبون بها أنفسكم الآن، واتركوا الوزن يعبأ بنفسه:
افعلوا الأشياء التي تريدون القيام بها الآن ولا تنتظروا!
الآن، يوجد بعض الأشياء التي ربما لا تستطيعون القيام بها في الوقت الحالي، وذلك حسب وزنكم. ولكني سأخاطر قليلاً بأن هناك أشياء يمكنكم القيام بها لكنكم لن تفعلوها؛ لأنكم تتراجعون.
كان هذا الشيء بالنسبة إليَّ هو السباحة، فلم أكن أسمح لنفسي بالذهاب إلى حمام السباحة؛ بسبب ما سيفكر فيه الناس عندما يرونني بملابس السباحة! كما شكّل ابتياع لباس بحر بمقاس مناسب تحدّياً أمامي. لكني سعيدة بأنني فعلت؛ لذا فإن نصيحتي لكم أن تفعلوا شيئاً كنتم تتراجعون عنه، ثم افعلوا الشيء الذي يليه عندما تشعرون بالراحة مع هذا الشيء.
ضعوا قائمة بالأهداف الصغيرة وخطِّطوا للاحتفال عندما تحققونها وافعلوا ذلك
ليس عليكم أن تحتفلوا فقط بهدفكم النهائي المتعلق بالوزن؛ بل احتفلوا على طول الطريق حتى تبلغوه؛ إذ إنكم تتناولون الفيتامينات المتعددة كل يوم لمدة أسبوع، أليس كذلك؟ رائع، احصلوا لأنفسكم بعد هذا الإنجاز على حمام دافئ. وعندما تشربون القسط المحدد لكم من المياه يومياً لمدة أسبوعين، احتفلوا بهذا من خلال شراء كتاب جديد لكم (يمكن لأي منكم أن ينظر إلى أرفف الكتب خاصتي؛ ليرى عدد المرات التي احتفلت فيها بالنجاحات الصغيرة من خلال شراء كتب).
تكمن العظة في الاحتفال بكل شيء، وكلما تزيد احتفالاتكم يزيد معها السرور الذي تجلبونه إلى حياتكم؛ لذا اذهبوا وافعلوا ذلك!
اشتروا لأنفسكم ثياباً جميلة الآن ولا تشتروها بمقاس صغير من أجل أن ترتدوها عندما تفقدون الوزن
لم أعد أشتري ثياباً صغيرة للغاية قط؛ فقد ذهبت الأيام التي كنت أفعل هذا فيها؛ لأنه أولاً محزن، أعني أنني أريد الاحتفال بنفسي الآن وليس بعد أن أفقد 10 كيلوغرامات! الأمر الثاني أنني لا أعرف أين سأفقد وزني في المرة القادمة، فليس هناك أكثر حزناً من أن أفقد ثياباً جميلة لأني لم أتخلص من وزني في المكان الذي كان من المفترض أن يحدث هذا فيه!
اشتروا ثياباً تجعلكم تشعرون شعوراً جيداً الآن. وعندما لا يناسب وزنكم هذه الثياب، اشتروا ثياباً جديدة. أقترح عليكم محال الملابس المستعملة؛ فالصفقات فيها مذهلة.
تحدَّثوا مع أنفسكم كأنكم تتحدثون مع أفضل صديق لكم
أنصتوا حقاً إلى محادثاتكم الذاتية. وإن كنتم تقولون شيئاً لأنفسكم لم تكونوا لتقولوه إلى أفضل صديق لكم، فتوقفوا وتساءلوا عن الأمر. عندما تفكرون في الأمر، ستجدون أن ذواتكم هي الوحيدة التي ستقضون حياتكم كلها معها؛ لذا فربما عليكم أن تستمتعوا أيضاً.
لا يريد أي شخص أن يكون سبب الشكوى أو أن يكون مذنباً في كل الأوقات. إن كنتم تفعلون شيئاً تندمون عليه، فتعاملوا معه باعتباره تجربة للتعلّم، وتخيَّلوا ما ستقولونه إلى أفضل صديق لديكم إذا جاءكم بذلك الموضوع، وقولوا لأنفسكم ما ستقولونه إلى الصديق.
أودُّ أن أقول في الختام، إن هذه العملية تدريجية. فأنتم لم تصِلوا إلى ما أنتم عليه الآن بين ليلة وضحاها؛ ولذا فلن تقرأوا مقالة واحدة ثم يتغير كل شيء وتصير حياتكم مثالية (لا يحدث هذا سوى في الأفلام). ثقوا بالعملية، واتخِذوا هذه الخطوة الواحدة في كل مرة على حدة.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.