أحزن كثيراً عندما أجد أي علامة من علامات التفرقة أو عدم التقبل للطفل الذي يعاني من التوحد! فللأسف كثيراً ما يشتكي الأهالي من وجود طفل مختلف القدرات في فصل ابنهم أو ابنتهم، ويطلبون نقل الطفل أو نقل نجلهم. فلهؤلاء الأهالي أحب أن أقول؛ أولاً وجود الاختلاف في الفصل لن يضر أولادكم ذهنيًّا، وحتى إذا قلد الطفل بعض الحركات، فستكون لفترة قصيرة، ولن تتسبب في أي أثر عقلي أو نفسي. ثانيًّا، وجود هذا الاختلاف سيكون مفيداً جدًّا، نعم.. مفيدٌ لأن طفلك سيتعلم كيف يتعاطف مع الآخر، وهذا سيكون من أهم خصائصه الإنسانية في المستقبل وسيتعلم كيف يساعد الآخر.. فيصبح عضواً مؤثراً في المجتمع، وسيتعلم أيضاً أن يشكر نعمة ربه ويزكي عن علمه وقدراته التي منحها الله له.
وبمناسبة القدرات فالطفل الذي يعاني التوحد عنده اختلاف في القدرات وليس عديم القدرات. وقد يصل مستوى قدراته إلى درجة العبقرية، وذلك واجب على الأهل والمدرسين أن يؤمنوا به ويشجعوه.
وبذلك أصل لنصيحتي لأهل الأطفال المختلفين في القدرات:
١- أرجوكم انظروا لهم كمتميزين وسيحققون الامتياز ولا تخجلوا أبداً أبداً من الاختلاف، فالذي لا يقدر هذا الاختلاف هو من يجب أن يخجل من نفسه مليون مرة.
٢- هناك أمل كبير في التدخل المبكر، فإن كان طفلك في سن الحضانة فلا تدخر مجهوداً لتكثيف التدريب في المجالات المختلفة، فإنه يأتي بنتائج رائعة واستمر في المجهود والإيمان بقدرات طفلك حتى سترى بعينك الإعجاز.
أما عن نصيحتي للمؤسسات التعليمية والمدرسين:
فمهمتكم كبيرة ومسؤليتكم أكبر، فيجب تعيين الإخصائيين لوضع البرنامج السنوي المناسب لكل طفل ويجب تحضير الأطفال في الفصل لتقبل وتشجيع أي طفل مختلف، وأكبر مهمة هي الإيمان الحقيقي بأن كل إنسان خلق لتحقيق فرق في العالم، فواجب المدرسة الأول بعد التربية هو مساعدة كل طفل في اكتشاف قدراته، ويا حبذا لو كانت هذه القدرات خاصة وليست القدرات العامة التي نقيم بها كل الأطفال كأنهم مكينة تقاس قوتها بنفس المقياس.
كل طفل يتميز بقدرات خاصة فيجب أن نعطيه الفرصة لاكتشافها بنفسه! وكل ما علينا هو الإيمان بقدرات أطفالنا حتى تنبت ونفرح بها جميعاً!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.