نقابة نمساوية تقترح حرمان المسلمين من علاوات الكريسماس.. فلماذا تتهمهم بالنفاق؟

عربي بوست
تم النشر: 2016/11/30 الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/11/30 الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش

أثارت نقابة عُمَّالية يمينية الجدلَ في النمسا، باقتراحها حرمان العُمَّال المسلمين من علاوات عيد الميلاد المجيد بسبب دينهم.

وأجرت مجموعة "عمال النمسا العُليا الأحرار" استطلاع رأي على صفحتها على موقع فيسبوك عنوانه "ستُطبَّق قريباً علاوات عيد الميلاد المجيد الجديدة. وسيكون المسلمون أيضاً من المستحقين لها، وهُم مَن يرفضون التقاليد والاحتفالات المسيحية. ما رأيكم في هذا الأمر؟"

سأل الاستطلاع متابعي الصفحة الذين يبلغ عددهم 14 ألف متابع عمَّا إذا كانوا يظنُّون أنَّ الجميع يستحق العلاوة، بغض النظر عن دينه، أو أنَّه ينبغي حرمان العُمَّال المسلمين من الأموال الإضافية "إذا كانوا ضد كل التقاليد المسيحية"، وفق تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية، الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وصوَّتت الحكومة النمساوية الأسبوع الماضي لصالح منح 100 يورو إضافية لكلِّ أصحاب المعاشات الذين يبلغ عددهم 1.8 مليون في عيد الميلاد المجيد، لزيادة علاوة العيد الممنوحة للعُمَّال من قبل أصحاب عملهم السابقين بموجب ترتيب مسبق. يُقدَّر أنَّ هذه الخطة ستُكلِّف البلاد ما يصل إلى 179 مليون يورو.

بدا أنَّ النقابة، ذات الصلة القريبة بحزب الحرية النمساوي اليميني المتطرِّف، تقترح عدم النصِّ على استحقاق المقيمين من المسلمين المكافأة المقرَّرة، ولكنَّها سرعان ما حذفت استطلاع الرأي بعد تعرُّضه للانتقاد.

عند حذف استطلاع الرأي، كانت أغلبية الأصوات، من بين 600 مجيبٍ على الاستطلاع، على حرمان المسلمين من المكافأة، وفق صحيفة the Local.

هل يرفض المسلمون عيد الميلاد؟


وكان رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (ZMD) أيمن مزيك قد انتقد جدلاً مشابهاً في بلاده، حول إعادة تسمية أسواق عيد الميلاد، معتبراً أن المسلمين في ألمانيا يُستخدمون كشماعة في النقاش الدائر حول تغيير تسمية أسواق عيد الميلاد، وجعلها أسواق الأضواء، وذلك بحجة أن الاسم التقليدي -المرتبط بعيد الميلاد- قد يسيء للأديان الأخرى.

وأوضح مزيك أن أسواق عيد الميلاد تذكر المسلمين بعيسى المسيح، الذي يؤمن المسلمون بأنه نبي مرسل، ويحتل مكانة مشرفة في الإسلام.

ازدواج المعايير


من جانبه، قال جيرهارد نول، الرئيس القومي لنقابة العُمَّال الأحرار بالنمسا، إنَّ استطلاع الرأي (المثير للجدل) لم يكُن المقصود أن يكون تمييزياً، وإنَّ المجموعة لم تُرِد سوى مناقشة المدفوعات الجديدة.

وأضاف نول لصحيفة der Standard في تصريح بدا أنه يحاول الترويج أن المسلمين لديهم موقف مع عيد ميلاد المَسِيح: "أردنا فتح باب النقاش والإشارة إلى ازدواج المعايير، لدى العديد من المسلمين مشكلة مع كلمة عيد الميلاد المجيد، وقد أُثير نِقاش حول إعادة تسمية أسواق الشتاء لأنَّها تزعجهم".

وفِيما بدا أنه محاولة مهذبة لوصف المسلمين بالنفاق، لأنهم لا يتقبلون أعياد الميلاد إلا مع تلقيهم أموالاً خلاله، قال رئيس النقابة اليمينية: "مع علاوة عيد الميلاد المجيد، لا تُمثِّل كلمة عيد الميلاد المجيد أي مشكلة لدى المسلمين فجأةً. ولكنَّنا لا نطالب بأن تحرمهم الحكومة من المدفوعات، فذلك سيكون تمييزياً حقّاً".

"أزلنا استطلاع الرأي من الإنترنت، كان مبالِغاً ولا يلائم هذا النوع من النقاشات الطبيعة المسالمة لموسم الأعياد".

والإسلام هو ثاني أبرز الأديان في النمسا، ويمارسه حوالي 7% من السُكَّان وفق تقرير صادر عام 2014. تقيم النسبة الأكبر منهم في العاصمة فيينا.

وأثار كاردينال نمساوي بارز في سبتمبر/أيلول من عام 2016 جدلاً، بادِّعائه أنَّ "الكثير من المسلمين" يحاولون "فتح" أوروبا المسيحية، عبر استيراد ممارساتهم الدينية.

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد