هيمن الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون على انتخابات "الثلاثاء الكبير" التمهيدية بفوزهما بـ6 ولايات و7 ولايات على التوالي، ليعززا بذلك فرصهما للحصول على ترشيح حزبيهما إلى السباق نحو البيت الأبيض.
وانتخابات "الثلاثاء الكبير" مفصلية؛ لأنها تتناول خُمس المندوبين الجمهوريين ورُبع المندوبين الديمقراطيين.
وفرض ترامب نفسه في 6 ولايات أعلنت وسائل الإعلام الأميركية نتائجها، بينما فاز منافسه تيد كروز في ولاية تكساس البالغة الأهمية التي يمثلها في مجلس الشيوخ.
وتنبع أهمية تكساس من عدد المندوبين فيها الذي يبلغ 155 في يوم "الثلاثاء الكبير"، وهي تشكل انتصاراً كبيراً لكروز الذي فاز في أوكلاهوما أيضاً.
قادر على جمع الجمهوريين
وقال رجل الأعمال الثري البالغ من العمر 69 عاماً في خطاب في بالم بيتش بولاية فلوريدا: "كانت أمسية رائعة"، مقدماً نفسه على أنه الوحيد القادر على جمع الحزب الجمهوري والفوز في مواجهة المرشحة الديمقراطية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ترامب أكد في الخطاب الذي بدا توافقياً على غير العادة ومدّ فيه اليد لمنافسيه: "لديّ ملايين وملايين الأشخاص (يدعمونه)، والمنافسة ليست حادة".
لكن الحزب الجمهوري الذي يأمل في العودة إلى البيت الأبيض بعد ولايتي الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، منقسم حول ترشيح قطب العقارات الذي تثير تصريحاته الاستفزازية استياءً.
وبعد سلسلة الانتصارات التي حققها في جورجيا وماساتشوستس وتينيسي وألاباما وفرجينيا وأركنسو وفيرمونت، وعد رجل الأعمال الذي خرق قواعد السياسة الأميركية الواحدة تلو الأخرى، الناخبين بالفوز في فلوريدا، حيث ستجري الانتخابات المقبلة في 15 مارس/آذار الجاري.
وتعد هزيمة الجمهوري مارك روبيو في فرجينيا، حيث كان يتوقع الفوز، نكسة للسيناتور الشاب الذي كان يأمل في الاعتماد على المعارضين لترامب، لكن فوزه في مينيسوتا وهو الأول منذ بداية الانتخابات التمهيدية، منحه بعض الأمل.
تقسيم أميركا
وفي المعسكر الديمقراطي كما كان متوقعاً، فازت هيلاري كلينتون في ولايات الجنوب، حيث تلقى دعم الأقليات، خاصة الأميركيين من أصل إفريقي، وقد حققت هذا الفوز في جورجيا وألاباما وتينيسي وفرجينيا وأركنسو وتكساس. كما فازت في ماساتشوستس وأرخبيل ساموا.
في المقابل فاز المنافس الأوحد لكلينتون على بطاقة الترشيح الديمقراطية السيناتور برني ساندرز في فرمونت التي يمثلها في مجلس الشيوخ وولايتين أخريين هما أوكلاهوما وكولوراد.
وفي خطاب ألقته من ميامي، هاجمت وزيرة الخارجية السابقة البالغة من العمر 68 عاماً الجمهوريين ممهدة للحملة التي تسبق اقتراع نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت إن "مستوى الخطاب في المعسكر الآخر لم يكن على هذا المستوى المنخفض يوماً"، ملمحة بذلك الى تصريحات ترامب حول المكسيكيين والمسلمين والاستراتيجية التي تقضي "بتقسيم أميركا".
وفاز المنافس الوحيد للسيدة الأولى السابقة السيناتور بيرني ساندرز في ولايته فيرمونت الحدودية مع كيبيك، وفي أوكلاهوما وكولورادو ومينيسوتا.
وكما حدث في كارولاينا الجنوبية، حصدت هيلاري كلينتون كل أصوات السود تقريباً (82 % حسب الاستطلاعات عند مغادرة الناخبين مراكز الاقتراع) في فرجينيا، وصوت ثلثا الناخبات لكلينتون أيضاً.
لكن قاعدة ساندرز بين الشباب لا تتراجع. فقد صوّت 71% من الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و29 عاماً لساندرز في هذه الولاية. ومازالت حملته تملك الأموال لمواصلة الحملة لأشهر مقبلة.
وذكر السيناتور عن فيرمونت البالغ من العمر 74 عاماً وقد بدا عليه التعب، أن السباق مازال طويلاً، وقال إنه "مازالت هناك 35 ولاية ستصوّت".
وفاز السيناتور المحافظ المتشدد عن تكساس تيد كروز في ولايته، وكذلك في أوكلاهوما وأنقذ بذلك حملته.
الجمهوريون منقسمون
وكدليل على التوتر الذي يشهده المعسكر الجمهوري، تستهدف هجمات من كل حدب وصوب دونالد ترامب يرد عليها وسط ترحيب كبير من حشود كبيرة.
وخلال 3 أيام، واجه ترامب انتقادات لأنه رفض إدانة منظمة كو كلوكس كلان، ونقل تغريدة لبينيتو موسوليني وبالارتباط بمافيا البناء.
وأصبح بعض المحافظين يؤكدون علناً أنهم لن يصوّتوا لترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقد رأى جون ماكين الذي هزم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2008 أمام باراك أوباما، أن حجم الجدل في المعسكر الجمهوري "مثير للقلق"، داعياً الى حملة رئاسية "لا تركز على حجم آذان الناس".
وشارك وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور واشنطن في الجدل السياسي عاكساً بذلك قلق عدد من القادة الغربيين في مواجهة صعود ترامب.
وقال إن "بناء جدران فكرة سيئة جداً ولا يهم من يموّلها". ودان "سياسات الخوف الخطيرة لأوروبا وللولايات المتحدة".
وكشف استطلاع للرأي نشرته شبكة "سي إن إن"، أمس الثلاثاء، أن سواء كانت هيلاري كلينتون أو بيرني ساندرز في المنافسة، فإن أحدهما سيفوز أمام ترامب في الاقتراع الرئاسي.