تتحدث الأوساط الإعلامية والطبية في كندا حالياً، وبالتحديد في مدينة كالغاري في مقاطعة ألبرتا، عن اختراع سوري يسهم في إنقاذ حياة الأطفال الخدج أو المبتسرين (الذين يولدون قبل إتمام فترة الحمل) وحديثي الولادة.
خورشيد محمد، الطبيب الكندي السوري، من مدينة القامشلي الكردية في شمل سوريا، تمكن مع فريقه من اختراع جهاز محاكاة لتشخيص النزيف داخل الدماغ.
بهذا يكون محمد هو أول من أدخل إلى كندا جهازاً محمولاً لحماية أدمغة الرضع المصابين بنقص الأوكسجين عند الولادة.
"هافنيغتون بوست عربي" حاورت محمد، استشاري الأمراض العصبية للخدج وحديثي الولادة في مستشفى كالغاري في ولاية البرتا الكندية.
مشروعان لحماية الدماغ عند الخدج وحديثي الولادة
يقول محمد إنه يقود مشروعين في مركز كالغاري للعناية الصحية بالأطفال حديثي الولادة والخدج، في أحد هذين المشروعين سيتم لأول مرة في كندا استخدام جهاز صُمم وأنتج في بريطانيا وأوروبا، هذا الجهاز يقوم بتبريد الأطفال المصابين بنقص الأوكسجين عند الولادة أثناء نقلهم بواسطة سيارة الإسعاف أو الطائرة.
ويوضح محمد أن "هناك نافذة ضيقة لبدء العلاج، وهي 6 ساعات من الولادة، خلال هذه الفترة يجب تخفيض حرارة الطفل إلى 33.5 درجة لمدة 72 ساعة؛ لأن الكثير من الأطفال المصابين بنقص الأوكسجين يولدون خارج المركز المختص، ومن هنا تأتي أهمية الجهاز النقال للوصول لدرجة الحرارة المرغوبة بسرعة".
بينما المشروع الثاني فمتعلق بالوقاية من النزيف الدماغي عند الخدج.
ويحدث النزيف الدماغي عند الخدج في الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة.
وتشخيصه المبكر يساعد في توجيه العلاج والعناية الطبية بشكل أفضل، نظراً لعدم توافر فني على مدار الساعة لإجراء تصوير "إيكو" على الدماغ.
وقام محمد وفريق العمل المرافق له بتطوير برنامج تدريبي للأطباء المقيمين للتمكّن من إجراء عملية التصوير بأنفسهم، ويتضمن هذا البرنامج اختراع جهاز للمحاكاة.
ماذا اخترع الدكتور خورشيد؟
قام الدكتور محمد مع فريق العمل المشارك في البرنامج "Neonatal Neuro-Critical Care program"، باختراج جهاز يعطي فرصة أكبر للطبيب المناوب للتدرب عليه ورفع كفاءته في استخدام جهاز إيكو الدماغ (neonatal head ultrasound) تمهيداً لتصوير الأطفال المولودين في قسم العناية المركزة.
هذا الأمر يرفع من كفاءة الطبيب المناوب ويعطيه صورة أوضح عن وضع الطفل لإعطاء العلاج وتطمين الأهل.
ما فائدته؟
ويقول محمد إن الاختراع سيساعد الأطباء المتدربين على تشخيص نزف الدماغ بشكل مباشر، وتوجيه العلاج بشكل أفضل، كما سيسهم في تحسين المشاريع البحثية المتعلقة بالموضوع. وسيتم استعمال جهاز المحاكاة في ورش تدريبية.
ويوضح أن المولود قد يتعرض إلى فقدان الأوكسجين بالأوعية الدماغية حول الولادة، وهو ما قد يتسبب في الوفاة أو عواقب دائمة بنسبة قد تصل إلى 50%.
هذا الجهاز المسمى "neonatal head ultrasound simulator" يساعد الطبيب المناوب على التدرب ما يمنحه الثقة والفاعلية لتشخيص النزف الدماغي.
ويقول محمد إن هذا الاختراع لاقى ترحيباً كبيراً في الأوساط الطبية الكندية عندما تم عرضه في المؤتمر الطبي في مقاطعة برنس ادوارد ايلاند، وهذه الأوساط تترقب طرحه تجارياً لكي يتم الاستفادة منه.
هل يستفيد منه العرب؟
ويوضح: "بدأنا بتطبيقه في كندا ونحن مستعدون لتدريب الكوادر الطبية العربية في الدول العربية للاستفادة منه".
ونجح مشروع الوقاية من الأذيات الدماغية خفض نسبة الضرر بأكثر من 60%.
ويقول محمد: "حتى الآن وبعد تطبيق مشروع الوقاية من الأذيات الدماغية الشامل ومن ضمنه جهاز المحاكاة فقد انخفضت نسبة الأذيات الدماغية من 13% إلى 5%".
ويتابع: "لكي يصل الإنسان إلى تحقيقه طموحه وأحلامه ليس بالأمر اليسير لكن مع الصبر والتحدي والمرونة والعمل بجد يستطيع الإنسان تحقيق ذلك هدفه".