مُرتديات قبّعات وردية اللون، ذات آذان بارزة للسخرية من رئيس الولايات المُتحدة الأميركية الجديد، نزلت حشود من المُحتجّات إلى العاصمة الأميركية ومُدن أُخرى حول العالم، ليبيّن لدونالد ترامب أنهن لن يكن صامتات على مدى السنوات الأربع المقبلة.
ففي أكثر من 600 مسيرة حول العالم؛ حملت النساء لافتات عليها رسائل مثل "النساء لن يتراجعن"، و"خوفٌ أقل وحبٌّ أكثر"، منتقداتٍ موقف ترامب حيال قضايا مثل الإجهاض، والتنوّع، وتغيّر المناخ، بحسب ما نقلت صحيفة دايلي ميل البريطانية.
وكانت هناك دلالات مبكرة على أن الحشود في واشنطن بإمكانها أن تتجاوز هؤلاء الذين تجمّعوا من أجل تنصيب ترامب، الجمعة 20 يناير/كانون الثاني، إذ قال مسؤولو المدينة إن مُنظمي المسيرة النسائية في واشنطن كانوا قد تجاوزوا ضعف معدل المشاركة المُتوقّع ليبلغ العدد 500 ألف، حين بدأت الحشود في التوافد وأصبح مترو الأنفاق بالمدينة مُكتظّاً بالمشاركين.
وكان بين المشاركين في المسيرات حول العالم مشاهيرٌ، من بينهم: كاتي بيري، مادونا، سكارليت جوهانسون، جيك جيلينهال، إيما واتسون، آشلي جود، شير، أميركا فيرارا، كريستين ستيوارت، تشارليز ثيرون، ووبي غولدبرغ، سينثيا نيكسون، شارلوت تشرش، يوكو أونو، هيلين ميرين، جوليا روبرتس، جون ليجند، وايمي شومر.
ويُعتقد أن نحو 2.2 مليون شخص قد تظاهروا لتعزيز حقوق النساء وحقوق الإنسان، مع تقديرات تشير إلى أن نحو 100 ألف شخص قد خرجوا إلى الشوارع في لندن وحدها.
وانطلقت مظاهرات ضخمة كذلك في مدن مثل: باريس، برلين، أدنبرة، روما، براغ، أمستردام، استوكهولم، أثينا، كوبنهاغن، نيودلهي، بروكسل، مكسيكو سيتي، برشلونة، مانيلا، تورونتو، مدريد، جنيف، كارديف، وسيدني، يوم السبت 21 يناير/كانون الأول، لمعارضة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المُتّحدة الأميركية.
قبعات وردية
ووصلت أعداد هائلة من النساء الأميركيات بقبعات وردية إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في احتجاج على الرئيس الجديد، صباح السبت.
و"القبّعات الوردية"، هي قبّعات صغيرة وردية ذات آذان تشبه آذان قطط، قد أصبحت اكسسواراً غير رسمي للمسيرة، وقد عُرِضت بفخر على متن الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد.
حتّى أن أحد أطقم خطوط Southwest الجوّية أضاءوا طائرتهم باللون الوردي مساء الجمعة، بحسب ما نقل موقع Mashable.
وكانت هناك علامات مبكرة في أنحاء واشنطن بأن حشود السبت بإمكانها أن تتجاوز هؤلاء الذين تجمّعوا يوم الجمعة، لمشاهدة تنصيب الرئيس دونالد ترامب.
فمحطّات مترو الأنفاق وعربات القطارات كانت ممتلئة في العديد من المواقع، في حين كانت أعداد الركاب يوم الجمعة أقل بكثير من نظيرتها أثناء التنصيب الأول لباراك أوباما.
وقدّر تصريح دائرة الحدائق الوطنية للمسيرة أعداد الحضور بنحو 200 ألف؛ لكن وزير الأمن الداخلي بمقاطعة كولومبيا سبق أن توقّع أن الإقبال سيكون أعلى من ذلك.
وبدأت المسيرة في واشنطن الساعة العاشرة صباحاً، بخطبة مثيرة من الممثلة أميركا فيريرا.
"الرئيس ليس أميركا، وحكومته ليست أميركا"، هكذا بدأت فيريرا حديثها، وأضافت: "نحن أميركا، ونحن هنا كي نظل، نحن نتظاهر من أجل عائلاتنا، من أجل جيراننا، من أجل مُستقبلنا".
وتابعت: "نحن نتظاهر اليوم من أجل الجوهر الأخلاقي لهذه الأمّة، ضد الذي يشن عليه رئيسنا حرباً". وقالت: "نحن مُجتمعون هنا في أنحاء البلاد والعالم لنقول لترامب أننا نرفضه".
وكانت المسيرة نقطة جذب لقائمة مشاهير من الطراز الأوّل، على عكس تنصيب ترامب الذي كان به عجزٌ في حضور كبار الفنانين.
وغنّت أليشيا كيز أغنية "فتاة على النار" لحشود واشنطن، في حين أعطت مادونا للحشود خطاباً نارياً تغلب عليه الألفاظ النابية، وكانت شير كذلك في عاصمة البلاد، وقالت إن صعود ترامب قد جعل الناس "ربما أكثر ذعراً مما كانوا عليه في أي وقت مضى".
وفي بارك سيتي بولاية يوتا، كانت تشارليز ثيرون تقود المتظاهرين بأنشودة "الحب ليس الكراهية، يجعل أميركا عظيمة".
وانضمت الممثلات هيلين ميرين، وسينثيا نيكسون، ووبي غولدبرغ إلى حشود المُحتجّين في نيويورك.
"نحن نرفض شيطنة إخواننا وأخواتنا المُسلمين، نحن نطالب بوضع حد لنظام قتل واحتجاز إخواننا وأخواتنا السود، لن نتنازل عن حقوقنا في إجهاض آمن وقانوني، لن نطالب أسر المثليين بالتراجع، لن نترك كوننا أمة المهاجرين إلى أمّة الجهل".
"لن نبني جدراناً، ولن نرى أسوأ ما في بعضنا البعض، ولن ندير ظهورنا لأكثر من 750 ألف مهاجر صغير السن في هذا البلد".
"معاً، جميعنا، سنقاتل ونقاوم ونناهض ونعارض كل إجراء يهدد حياة وكرامة أي وجميع مجتمعاتنا".
"أيها المتظاهرون، لا ترتكبوا خطأً، فنحن، كل فرد منّا، يتعرض للهجوم، سلامتنا وحريتنا في خطر، نحن الوحيدون الذين بإمكانهم حماية بعضنا البعض"، "إذا لم نحارب سويّاً.. سنخسر سويّا".
وكتبت المغنية أليشيا على حسابها بموقع إنستغرام: "لا يهم المكان الذي كنت فيه اليوم.. نحن أرسلنا رسالة قوية! أنا فخورة بجميع من احتشدوا بمثل هذه الكرامة والقوة للبعث برسالة أننا لن نتوقف حتّى نُسمَع!".
وانعقدت مسيرات في مدن بجميع أنحاء أوروبا، إذ احتشد المئات في مدينة براغ عاصمة التشيك دعماً للاحتجاج الدولي.
وفي ساحة فاتسلاف، في ظروف طقس متجمدة، لوّح المشاركون بصور الرئيس دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى جانب لافتات كُتِب عليها: "هذه ليست سوى البداية".
وقالت المُنظمة جوهانا نيجيدلوفا: "نحن قلقون بشأن الطريقة التي تحدّث بها بعض السياسيين، خاصة خلال الانتخابات الأميركية".
وفي مدينة كوبنهاغن بالدنمارك التقى مُحتجّون في مسيرة بالقبعات الصوفية الوردية خارج السفارة الأميركية، وقالت المشاركة شيرين خانكان إنه "يُحتّم خلق بديل للكراهية المتنامية".
وفي مسيرة بمدينة استوكهولم في السويد، قالت المنظمة لوتا كويلينستجيرنا: "نحن لسنا مُضطرين لقبول رسالته"، في إشارة إلى ترامب.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.