كلام الحب في الكون

المحبة يا سادة هي عمود السماوات و الارض و الكون بأسره . وهي الغاية التي بني عليها الكون منذ الخليقة . فكل شيئ مقترن بتأثيراتها و المخلوقات كلها في علاقاتها المتداخلة و المتشعبة تدور في فلك المحبة .

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/26 الساعة 03:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/26 الساعة 03:58 بتوقيت غرينتش

إن المحبة في معناها الحقيقي تختلف تماما عن المفهوم السطحي المنتشر الذي لطالما استعمل في نطاق ضيق منحصر قل أن يخرج عن دائرة الإبتذال للأسف .

المحبة يا سادة هي عمود السماوات و الارض و الكون بأسره . وهي الغاية التي بني عليها الكون منذ الخليقة . فكل شيئ مقترن بتأثيراتها و المخلوقات كلها في علاقاتها المتداخلة و المتشعبة تدور في فلك المحبة .

إن اصل كل فعل هو الرغبة و الارادة. بالمحبة هذا يريد هذا . بالمحبة هذا فعل هذا . بالمحبة هذا قال هذا. فلن يتحرك ساكن و لن يسكن متحرك الا بالإرادة .. إلا بالمحبة .
مستثنين من ذلك طبعا حالات الإكراه و الكراهة عامة.
لكن ماذا لو عكسنا الصورة لوهلة ؟ ماذا لو كان ما يدفعنا للفعل و القول و الصنيع هو الاكراه؟ ماذا لو إنحصرنا واقعيا في مجال الإستثناء ؟
ماذا لو كانت خياراتنا تنحصر في السيئ و الأسوء ؟

فبعد سنين من جلد أنفسنا ندرك بمرارة أن المثل العليا و المبادئ السامية التي لطالما لهثنا ورائها ، مجرد شيئ نسعى خلفه .. لا ندركه بل نرجوه فقط .

لكن بعد هذا و ذاك ؛ أليست روح هذه المثل موجودة فينا نحن معشر الخاطئين ؟ أليست الخطيئة جوهر الموضوع و لبه ؟ ألسنا نحن الذين جعلنا لهاته القيم و المثل معنى و غاية ؟

فبعد كل شيئ ما فائدة أن تملك المال إن لم نوجد نحن الفقراء ؟! و ما الفائدة أن تكون طاهرا إن لم نكن نحن المذنبين ؟! و ما الغاية من قوتك و سلطانك إن لم نكن نحن الضعفاء المساكين ؟

ألم يعلم المغتر زيفا أن أخطائنا هي التوازن الطبيعي للكون و أن قيمته ليست في ذاته بل في غيره ؛ فينا نحن..؟
ألم يعلم أن الشر يكمل الخير و أن الأسود هو ما يجعل من الابيض ناصعا ؟ ألم يتمعن في الحديث القدسي (إذا لم تخطئوا أو تذنبوا ليأتين الله بقوم يخطئون فيتوبون) ..؟

الخطأ في الحقيقة ليس اقترافك للذنب .. بل الخطأ نقضك لتوازن الكون و إنكارك لهاته الحقيقة .
الخطأ هو تألهك على العباد فتحاسب هذا و تحاكم هذا .. تطهر هذا و تدنس هذا .. تعد هذا طيبا و هذا خبيثا ..
و تقدح في من تشاء بلا هوان ..!
أوليس تعريف حياة الانسان في معناه الأعم ؛ انها مجموعة من الخيارات التسلسلية .
أوليس كل ما قدر لك مكتوبا . أوليس الرضا أساس الصلاح؟
أوليست نيتك ، طيبة كانت ام سيئة ، أساس الحساب؟
أحسن الظن .. كن حليما.. عش طيبا ؛ تذق طيبا ؛ تمت طيبا ..
فالحب صنيع نواياك .. و عليه ينبني الكون ..

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد