مع الفوز الكبير الذي حقّقه المرشحون الإصلاحيون في الانتخابات الإيرانية، احتفل العديد من الناخبين على الشبكات الاجتماعية بالفوز، والسخرية في ذات الوقت من المحافظين المتشددين.
أحد المتابعين على "تليغرام" قال: "أعزائي المواطنين.. انتبهوا من فضلكم، طهران أصبحت حرّة الآن".
التعليقات الساخرة انتشرت أيضاً على الشبكات الاجتماعية في وقتٍ سابق بعدما أصبح واضحاً أنه من الأرجح أن يفوز ائتلاف المرشحين الذي يدعمه الإصلاحيون والمعروف باسم "قائمة الأمل" بالمقاعد البرلمانية للعاصمة والبالغ عددها 30 مقعداً، وفق تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، الاثنين 29 فبراير/شباط 2016.
وصوّرت إحدى المشاركات على "تليغرام" رئيس البرلمان السابق من حركة المحافظين المتشددين غلام علي حداد عادل الذي فقد منصبه، يستند برأسه إلى ساقي القائد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي قائلاً: "لن أذهب إلى البرلمان"، بينما يجيبه خامنئي: "لا تخف يا صغيري. ستجد أصدقاءً جدداً".
من خلال الاهتمام الشديد بحماية الخصوصية لمستخدميه، أصبح تطبيق "تليغرام" منصة شهيرة للموالين للإصلاحيين من أجل نشر رسالتهم، حيث يستخدم هذه الخدمة حالياً واحد من بين كل 4 إيرانيين.
وأظهر أحد التعليقات الساخرة التي انتشرت على نطاق واسع من خلال هذا التطبيق رئيس مجلس الأوصياء آية الله أحمد جنتي متوسلاً: "لا تستبعدوني"، في إشارة إلى حقيقة تراجعه إلى المركز الـ15 بقائمة مرشحي المجلس من طهران.
"انتهوا رجاءً من عدّ الأصوات"
فيما أشار متابعو الشبكات الاجتماعية الأخرى إلى فرض الإقامة الجبرية على شخصيات من المعارضة الإيرانية، مثل مير حسين موسوي، وزوجته زهراء رهنافارد، ورفيقه رجل الدين الإصلاحي مهدي كاروبي.
وقد تم اعتقال المعارضين الثلاثة في فبراير/شباط 2011 بعد تكرار الاعتراض على المؤسسة الإيرانية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.
وأشار تعليقٌ ساخر إلى تصريح مؤيدي المعتقلين الثلاثة: "إذا لم يتم انتخاب جنتي سوف نتّجه إلى الشارع للاحتجاج، وندعي أننا مؤيدوه حتى يضعوه رهن الإقامة الجبرية".
وأظهرت إحدى أكثر الدعابات انتشاراً على "تليغرام" الزعيم الديني المحافظ آية الله مكارم شيرازي وهو يعلن أن مواصلة عدّ أصوات الناخبين "حرام".
وتناول مستخدمو موقع تويتر نفس الموضوع. وقال أحدهم: "القائد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي: انتهوا رجاءً من عدّ الأصوات. لا تواصلوا العدّ لفترة أطول من فضلكم".
#شمارش رو تموم کنید لطفا! بیشتر از این کژش ندید ? pic.twitter.com/aSsHtO9Yk8
— Kevin Miston (@KevinMiston) ٢٨ فبراير، ٢٠١٦
وسخر آخرون من أعلى سلطة بالبلاد، حيث انتشرت رسالةٌ ساخرة من القائد الأعلى نصُّها: "طلبتُ من معارضي النظام التصويت، ولكن ليس بهذه الطريقة!".
ومن المتوقع الآن أن تتجاوز أعداد المرشحين الذين يدعمهم الإصلاحيون، إضافة إلى بعض المحافظين الوسطيين والمستقلين المتحالفين مع روحاني، أعداد هؤلاء المحافظين ضمن البرلمان البالغ عدد مقاعده 290 مقعداً.
فيديو خاتمي
أدرك العديد من متابعي الشبكات الاجتماعية أيضاً الدور الذي لعبه الرئيس السابق محمد خاتمي في تشجيع المواطنين على التصويت لقائمة المرشّحين من مؤيدي الإصلاحيين والوسطيين.
وأصدر خاتمي فيديو عبر شبكة الإنترنت في أوائل الحملة الانتخابية يحثُّ فيه النشطاء السياسيين على التوحّد وراء "قائمة الأمل".
وحقّق هذا الفيديو المنتشر على يوتيوب نجاحاً هائلاً، وساعد على حشد الدعم، وهو ما أقرّ به مستخدمو موقع تويتر على الفور.
What Khatami did to the Conservatives in #IranElections2016pic.twitter.com/6sjiROwm5w
— مملکته (@mamlekate) ٢٨ فبراير، ٢٠١٦
Jokes have started:
"Dear citizens!
Attention please!
Attention please!
Tehran is now free!"#IranElections2016— MishaZand (@MishaZand) ٢٧ فبراير، ٢٠١٦
وتم الاحتفاء بدور خاتمي في حشد الناخبين من قبل هؤلاء الذين أشاروا لحقيقة مواجهته لقيود مشدّدة خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك حظر وسائل الإعلام الإيرانية من ذكر اسمه أو نشر صوره.
وكان الفيديو الذي نشره خاتمي أيضاً ملهماً لإحدى رسائل "تليغرام"، التي أشارت إلى المرشح الأوفر حظاً لدى الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي إحدى الدعابات الأخرى، يتّصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره الأميركي جون كيري قائلاً: "إذا كان دونالد ترامب يمثّل لكم أيَّ مشكلة يا رجل، أخبروني فقط. سأطلب من محمد خاتمي أن يرسل له رسالة".
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية.