الثامن من رمضان ذكرى آخر غزوات النبي محمد.. عن “تبوك” وعودة جيش قرطبة للعاصمة وحصار عكا

في اليوم الثامن من رمضان، كانت غزوة "تبوك" التي خرج فيها النبي مع جيشه وأصحابه لملاقاة جيش الروم في عام 9 هجرياً، وعاد جيش قرطبة إلى العاصمة بعد أن انتصر حلف البشكنس والمسلمين على جيش شارلمان، ملك الفرنجة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/24 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/24 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش

في اليوم الثامن من رمضان، كانت غزوة "تبوك" التي خرج فيها النبي مع جيشه وأصحابه لملاقاة جيش الروم في عام 9 هجرياً، وعاد جيش قرطبة إلى العاصمة بعد أن انتصر حلف البشكنس والمسلمين على جيش شارلمان، ملك الفرنجة، في عام 164 هجرياً وبدأ السلطان المملوكي الظاهر بيبرس حصاره على عكا 665 هجرياً، لكنه لم يتمكن من فتحها، وتُوفي أبو الجراحة الحديثة أبو القاسم الزهراوي عام 400 هجرياً.

آخر غزوات للنبي محمد

كانت غزوة "تبوك "آخر غزوة شارك فيها النبي محمد مع أصحابه، بدأت بقرار الرومان إنهاء الوجود الإسلامي المتصاعد في الحجاز؛ خوفاً من تهديد مناطقهم.

خرج النبي مع الصحابة، كما يقول ابن كثير:

"تجهَّز رسول الله محمد لقتال الروم ودعا الناس إلى ذلك، وأظهره لهم وبعث إلى أحياء العرب فندبهم، فأوعبوا معه، واجتمع من المقاتلة نحو من 30 ألفاً، وتخلَّف بعض الناس من أهل المدينة ومَن حولها من المنافقين وغيرهم، وكان ذلك عامَ جدبٍ، ووقتَ قيظٍ وحرٍّ، وخرج رسول الله محمد يريد الشام لقتال الروم فبلغ تبوك، فنزل بها، وأقام بها قريباً من 20 يوماً".

وخرجت جيوش الروم التي قُدِّرت بـ40 ألف مقاتل، مقابل 30 ألفاً من المسلمين، وكانت المعركة في 8  رمضان 9هـ الموافق 18 ديسمبر/كانون الأول 630م، لكنها انتهت بلا قتال؛ لأن الجيش الروماني تشتت وتجنَّب المواجهة، وغير ذلك من المعادلات الاستراتيجية في الجزيرة العربية وشمال الحجاز، وسقط الكثير من هيبة الروم من أعين العرب بعد أن كانوا يُعدون قوةً لا تُقهر.

وظهرت قوة الدولة الإسلامية الناشئة وتوسَّع حكمها، خاصة بعد عقد المعاهدات مع نجران وإمارة دومة الجندل، وإمارة إيلة (مدينة العقبة الحالية جنوب الأردن)، وكان ذلك مقدمة لتوافد أكثر من 90 وفداً إلى المدينة للتسليم للنبي، وسمي العام "عام الوفود".

عودة جيش عبد الرحمن الداخل لقرطبة بعد الانتصار على شارلمان

وفي 8 رمضان 164هـ، عاد جيش المسلمين إلى قرطبة ظافراً، بعد انتصاره على جيش شارلمان في معركة باب الشزري.

ومعركة باب الشزري أو معركة ممر رونسفال، وقعت عام 778م بين جيش شارلمان، وقوات البشكنس (الباسك) بالتعاون مع قوات المسلمين، ووقعت في ممر بجبال البرانس على الحدود بين فرنسا وإسبانيا.

بسبب انشغال عبد الرحمن الداخل بسحق التمردات على حكمه في الجنوب، بعد أن استقل سليمان بن يقظان الأعرابي والي برشلونة وجيرونة بولايته، واستقل الحسين بن يحيى الأنصاري بسرقسطة. وسعى سليمان الأعرابي إلى توثيق حكمه والاستعداد لحملات "الداخل" الانتقامية، فزار شارلمان، ملكَ الفرنجة، يطلب منه الدعم العسكري لمواجهة عبد الرحمن الداخل.

وجد شارلمان في ذلك فرصة لتوسيع ملكه، فأجاب دعوة الأعرابي وقرّر غزو الأندلس. في سنة 778م/161هـ، عبَر جيش شارلمان جبال البرانس التي تمثل حداً طبيعياً بين فرنسا والأندلس بجيش كبير فيه الكثير من الفرسان والمشاة. واستقبل الأعرابي جيش شارلمان بحفاوة في برشلونة وجيرونة، وانضمت قواتهما وحاصرا مدينة لم ينجحا في اقتحامها، وانسحب ملك الفرنجة على أثر تمرد الساكسونيين في شمال بلاده، لكنه دمر مدن البشكنس (الباسكيون من إقليم الباسيك) في أثناء عودته.

تحالفَ البشكنس مع المسلمين الأندلسيين، ونصبوا كميناً لجيش شارلمان وأوقعوا فيه خسائر فادحة في العتاد والجنود.

بيبرس يبدأ حصار عكا

في 8 رمضان 665 هـ، بدأ حصار مدينة عكا بقيادة سلطان المماليك الظاهر بيبرس. وكان قد بلغه وهو في دمشق أن جماعة من الفرنج تُغير في الليل على المسلمين وتتوارى وهي ترتدي ثياب المسلمين، قاد السلطان بيبرس سَرِيّة خاصة استطاعت اقتناصهم بعد أن كانوا ينطلقون من عكا، وحاول الفرنج المقيمون بعكا ضرب المسلمين، فأمر بيبرس بالقضاء على حاميتها وهدم جدرانها إذا لم يمتثل أهلها للولاء والنظام.

ورغم أن صلاح الدين الأيوبي قد قام بتحرير القدس، فإن عكا بقيت بأيدي الصليبيين، وظلت تقوم بهجمات على مَن حولها مستغلةً منعة حصونها، وبعد وفاة صلاح الدين وانتهاء الدولة الأيوبية، حاول قادة المماليك منذ الظاهر بيبرس والمنصور قلاوون، وأخيراً مع الأشرف خليل بن قلاوون تحرير عكا، حتى تمكن الأشرف خليل أخيراً من تحريرها.

وفاة أبو الجراحة الحديثة أبو القاسم الزهراوي

تُوفي في الثامن من رمضان 400هـ، أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، الذي عُرف في الغرب باسم Albucasis، وهو طبيب عربي مسلم، وُلد وعاش في الأندلس ويلقَّب بأبو الجراحة الحديثة.

وُلد الزهراوي عام 936م في الزهراء التي كان بها قرابة 50 مستشفى، وقال عنه ابن أبي أصيبعة المؤرخ والطبيب الدمشقي الأصل: "كان طبيباً فاضلاً خبيراً بالأدوية المفردة والمركبة، جيد العلاج، وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب، وأفضلها كتابه الكبير المعروف بـ(الزهراوي)، ولخلف بن عباس الزهراوي من الكتب كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف)، وهو أكبر تصانيفه وأشهرها، وهو كتاب تام في معناه".

يُعد الزهراوي أكبر المرجعيات الجراحية في العصور الوسطى، وكتابه الشهير "التصريف لمن عجز عن التأليف" اشتمل على موضوعات طبية وصيدلانية واسعة، منها طب الأسنان والولادة وتحضير الأدوية كيميائياً، وتناول كثيراً من الجوانب الطبيعة المتعلقة بالجراحة والوصف التشريحي لأعراض أكثر من 300 مرض وعلاجاتها.

وتعد المقالة الأخيرة "الجراحة" أهم مقالات الكتاب؛ إذ وصف فيها الكثير من العمليات الجراحية والأدوات المستخدمة فيها، ومنها معالجة خلع الكتف، وربط الأوعية الدموية بخيوط الحرير لإيقاف النزيف منها، ووضعيات للولادة الطبيعية وكيفية استعمال الملاقط فيها، واستئصال التثدي جراحياً.

وصف الزهراوي، في وقت مبكر، الحقنة العادية والحقنة الشرجية وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم، ومقصلة اللوزتين، والجفت وكلاليب خلع الأسنان، ومناشير العظام والمكاوي والمشارط، وصف عملية القسطرة وشق القصبة الهوائية، وابتكر خيوط الجراحة، وتوسَّع في علاج الأمراض بالكي.

علامات:
تحميل المزيد