يتنافس شباب ولاية وادي سوف، أو كما يطلق عليها البعض مدينة الألف قبة وقبة، بالجنوب الشرقي الجزائري، في نزال لأحسن حيّ بالمدينة.
المسابقة التي أطلقتها بلدية الوادي، التي يكون تقييم منافسيها نهاية مارس/آذار الجاري، حولت أرجاء كبيرة من الولاية إلى لوحات ساحرة، ومجسمات أبدعها شباب متعطشون لرؤية مدينتهم في أحسن حُلة.
12 حياً سكنياً
يؤكد إبراهيم شعيب، أحد المنظمين، أن هذا النشاط أفرز نتائج إيجابية للغاية، بشأن اهتمام الشباب بالنظافة، ودهن الأرصفة وغرس أشجار التزيين.
ويبلغ عدد الأحياء المتنافسة التي سيتغير وجهها – حسب المتحدث – مع نهاية الشهر نحو 12 حياً سكنياً، منها الجديدة بنمط عمراني معاصر، ومنها تلك التي مازالت تحافظ على عمرانها المعروف بالقبب، خاصة بقلب المدينة.
ويلمس إبراهيم منافسة كبيرة بين أبناء هذه الأحياء، بحيث يمتد العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، وبابتكارات أفكار تختلف بين الحي والآخر، كل حسب إمكانياته، وكل حسب طبيعة الحي الذي يسكنه وموقعه.
لوحات وجداريات تنافس القبب
تعرف ولاية وادي سوف بنمطها العمراني المتميز بالقبب، وهو نمط يعود إلى مئات السنين، كون سكان المنطقة مازالوا متشبثين بالسقف الذي يأتي على شكل قبة، قادر على ضمان البرودة صيفاً والدفء خلال الشتاء.
ويسعى شباب المدينة إلى مضاعفة جمال العمران بجداريات ولوحات فنية مرسومة على طول الشوارع والأزقة التي دخلت منافسة أحسن حيّ.
مولود ولد ساعد، ابن حي الضباحية وأحد المشاركين رفقة أبناء حيه في المسابقة، يؤكد أنه تمكن من تجسيد موهبته في الرسم، بعدما كانت حبيسة أدراج دور الشباب وبعض المراكز الثقافية.
وقال مولود لـ"عربي بوست" إن "تجسيد لوحات في الهواء الطلق تعرفني من جانب، وتساهم في تجميل الحي من جانب آخر، والمسابقة فرصة لإبراز مواهب أخرى كالنحت والاهتمام بالحدائق".
مراعاة التاريخ وطابع المنطقة
يسعى الشباب في نزالهم هذا إلى إبراز تاريخ الولاية، وطابعها الفلاحي والصحراوي في اللوحات والمنحوتات المجسدة.
ويقول إبراهيم شعيب إن "المسابقة لا تعني العشوائية في تجسيد اللوحات، أو التماثيل التي تدخل في إطار المنافسة، بل تم تحديد شرط مراعاة تاريخ وادي سوف وطابعها الصحراوي الفلاحي".
لذا اهتم الشباب المتنافس على صور المدينة القديمة، وتاريخ ثورة التحرير، أو الخريطة والعلم الوطنيين، إضافة إلى لوحات الصحراء والنخيل، وبعض المنتوجات المحلية التي تشتهر بها وادي سوف.
ترصيف وتنظيف
شباب وادي سوف لم يهتموا فقط بالجانب التشكيلي، من خلال رسم اللوحات ووضع التماثيل والمجسمات، بل اهتموا أيضاً بحملات التنظيف ورصف الأرصفة مع تلوينها.
أسعد حاجي من حي الضباحية، تم تكليفه بتنظيف الحي، حيث يقوم يومياً رفقة زملائه برفع القمامة إلى الأماكن المخصصة لها، إضافة إلى وضع السلال والدلاء الخاصة بذلك.