الفرق في السن يمكن أن يفسد العلاقة بين الزوجين، وهذا ما تتفق معه دراسة علمية أُجريت على أكثر من 3000 شخص.
الأبحاث المتعلقة بالزيجات الناجحة تؤيد فكرة الزواج في عمر 26 عاماً الجميل.
ففي يوليو/تموز 2016، اكتشف نيكولاس وولفينغر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة يوتا الأميركية، أن أفضل عمر للزواج والذي تقل معه فرص الطلاق، يكون بين الـ28 عاماً والـ32 عاماً.
في الـ28 عاماً يستغرق شريكا الحياة فترة قبل الزواج ليقررا فيها ما إذا كان كلاهما مناسباً للآخر، كما كشف تحليل وولفينغر عن أن فرص الزوجين للانفصال تزداد بنسبة 5% كل عام بعد عمر الـ32 عاماً.
بعبارة أخرى، إن قررت أن تستقر في عمر السادسة والعشرين، فأنت على الطريق الصحيح، بحسب تقرير نشره موقع Business Insider.
الفارق الكبير يعني خطراً أكبر
قام أندرو فرانسيس وهوجو ميالون، جنباً إلى جنب مع راندال أولسن من جامعة ولاية ميشيغان، بدراسة نشر نتائجها موقع El Español، ووفقاً لما توصلوا إليه من نتائج، فإن معدلات الطلاق كانت أكبر في العلاقات التي كان فيها فرق كبير في السن بين الزوجين.
على سبيل المثال، وصلت نسبة الطلاق بين الأزواج الذين كان فارق أعمارهم 10 سنوات 39٪، ترتفع هذه النسبة إلى 95% عند الأزواج الذين بلغ فارق العمر بينهم 20 عاماً.
قد يبدو ارتفاع احتمالات الانفصال منطقياً بسبب اختلافات الأجيال في حالات الفروق الكبيرة بين أعمار الأزواج، إلى الآن الدراسة تشير إلى أن الفروق القليلة في العمر لها بعض السلبيات أيضاً؛ على سبيل المثال، فإن الأزواج الذين كان الفارق بينهم 5 سنوات فقط، ارتفعت لديهم احتمال الطلاق بنسبة 18٪.
العمر المثالي لنجاح الزواج
وفقاً للباحثين، فإن أفضل فرق عمر يضمن ألا تنتهي العلاقة بالفشل هو 12 شهراً، لا أكثر ولا أقل.
خلصت الدراسة إلى أن الأزواج الذين لا يتجاوز الفرق بين أعمارهم سنة واحدة سيواجهون خطر الطلاق بنسبة لا تزيد على 3%.
على الرغم من ذلك، لم يتمكن الباحثون من كشف أي سبب علمي يمكن أن يفسر هذه المتغيرات، وحاولوا إيجاد عدة عوامل ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار، مثل حقيقة انخفاض الرغبة الجنسية للرجال عند الاقتراب من منتصف العمر، في حين أنها تزداد لدى النساء في الفترة نفسها، وذلك قد يؤدي إلى العديد من المشاكل المتعلقة بالحياة الجنسية لدى الزوجين.
من ناحية أخرى، يشير الباحثون إلى أن وجود الأطفال يعد سبباً قوياً للحفاظ على الزواج؛ إذ تنخفض نسبة طلاق الأزواج الذين لديهم طفل في أثناء الزواج بمعدل 76% مقارنة بالأزواج الذين لم يقوموا بالإنجاب.
وتؤكد هذه الدراسة أيضاً أن مدة الزواج ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار؛ فإذا استطاع الزوجان الحفاظ على العلاقة مدة سنتين، تنخفض احتمالات الطلاق بنسبة 43%، وبالمثل، فإن الذين يعيشون معاً مدة 10 سنوات سوف تنخفض احتمالات طلاقهم بنسبة 94٪.
أظهرت نتائج بحث قام به نيكولاس وولفينغر، وجود علاقة على شكل حرف U بين سن الزواج ومخاطر الطلاق.
وأوضح وولفينغر ذلك قائلاً: "تنخفض احتمالات الطلاق خلال الفترة التي تمتد بين مرحلة المراهقة وأواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات. أما فيما بعد، فإن فرص الطلاق ترتفع مرة أخرى، كلما اقترب السن من أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات".
وعلى الرغم من أن وولفينغر اعترف بصعوبة تحديد السبب، فإنه قدم تفسيراً بسيطاً أطلق عليه "تأثير الاختيار"؛ إذ يعتقد وولفينغر أن الذين ينتظرون سن الثلاثين لإتمام الزواج لا يكترثون بحسن التصرف في علاقاتهم.
ومع ذلك، فهذا لا يعني استحالة انتهاء الزواج مع مرور الوقت لأسباب متعددة؛ بل تلك هي مجرد بيانات إحصائية؛ لأن العوامل المؤثرة في نجاح أو فشل الزواج لا تعد ولا تحصى.