تقابلت مع إحدى صديقاتي القدامى والتي جاءت تشكتي لي تصرفات زوجها الأخيرة، فكيف تحول إلى فظ غليظ الطباع، متهرب من مسؤولياته، لا يعتني بها ولا يكفيها من الاهتمام والعطف والحنان كسابق عهده، وأنهت كلامها برغبتها في الانفصال عنه بعد زواج لم يدم إلا سنتين فقط !
حاولت استمالة عقلها لإرجاعها عن ذلك القرار، إلا أنها أصرت بشكل عنيف معلنةً أنها ما زالت شابة "والعين عليها وحلوة وميت راجل بيحفوا وراها" وأضافت بأنها لم تعد تراه بالمرة كما كانت تراه في الماضي.
عُدت وسألتها هل خانك؟ هل فقدتِ الثقة به؟ فكانت إجابتها النفي.
وهنا أوقفت وصلة الشكوى التي بدأتها منذ بداية لقائنا، وحولت دفة النقاش إلى الحديث عن صفحات المشاكل الاجتماعية الموجودة بكثرة على فيسبوك وتعليقات متابعيها الكوميدية على ذلك.
عرضت عليها أن ترسل لإدارة الصفحة إعلاناً بالتنازل عن زوجها على سبيل المزاح شريطة أن تثبت تركيزها فيما تكتبه على مميزاته الحقيقية بصدق وأمانة، اعترضت في البداية، ولكنها وافقت على مضض بعد أن استهلكت نصف طاقة بطاريتي الشخصية في المحايلة.
تركتها قليلاً حتى فرغت من ذلك، وأكملنا دور الطاولة الذي تماطلت فيه حتى أخسر رافعاً من روحها المعنوية لمدة ساعة تقريباً.
ثم فتحت -الماسنجر- لتجد أن إدارة الصفحة قد عرضت ما أرسلته لهم وبعثت لها برابطته لمتابعة التعليقات، فتفاجأت بالكم الهائل من التعليقات التي تحمل كلمات العتاب لعدم حمد الله على النعمة التي بيدها فكم هي محظوظة وغبية في نفس الوقت، لإرسالها مثل ذلك العرض حتى ولو كان للتسلية.
قرأت ما كتبته وسألتها : هل حقاً ما كتبتيه عن زوجك صحيح؟ فأجابت والحُمرة علي وجهها: نعم صحيح.
– ولسه عايزة تطلقي منه؟
– ماهو أصلك مش عا…
قاطعتها: عارفة! أنا لو كنت واحدة ست كنت خطفته منك، قومي كلميه وصالحيه.
– لا هو اللي لازم يتكلم أنا كبريائي مايسمحليش إني…
قاطعتها مرة أخرى بالجملة الشهيرة : البنت لو كسرت لها ضلع يطلع لها مية ولو عايزة حاجة حتعملها!
وكان..
إليكم بعض ما كتبته – الست هانم:
"للتنازل أو للبدل زوج حنون، الرجولة بتنط من عينيه بس غيور، على خُلق، كريم على بيته وبخيل على نفسه، وسيم وجذاب للناس كلها إلا أنا، مستمع جيد ليا ولأهلي وأصحابي، رياضي، يحب السفر وركوب الخيل ويهتم بمشاعر الآخرين على حساب نفسه، مثقف ويحب القراءة ومتفهم.. وكتبت بعد ذلك: الإمضاء زوجته الزهقانة."
الحكمة: اكتب النِعم التي أعطاها لك الله وتأملها وستجد نفسك أكثر سعادة ورضا من ذي قبل.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.