في ذكرى كربلاء.. حزب الله يحشد المؤيدين للقتال في سوريا ويهدد السعودية

عربي بوست
تم النشر: 2015/10/23 الساعة 17:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/10/23 الساعة 17:01 بتوقيت غرينتش

في قاعة كبيرة في بيروت الجنوبية عُلّقت لافتات عملاقة لقادة من حزب الله قُتلوا على مر السنين تطل فوق رؤوس جماهير محتشدة من المؤيدين الذين اتشحوا بالسواد وهم ينصتون لشيوخ يحيون ذكرى عاشوراء.

وكان البعض يساعدون شباناً يجلسون على كراسي متحركة أو يستندون على عكازين للدخول إلى مقدمة القاعة. وقال حارس أمني أطلق لحية سوداء قصت بدقة بصوت خافت "المصابون من سوريا".

في وقت سابق هذا الشهر فقد حزب الله قائداً بارزاً في سوريا كان أبرز قتلاه هناك منذ انخرط الحزب في القتال بسوريا المجاورة حليفاً لرئيسها بشار الأسد.

حشد في ذكرى الحسين

هذا العام استغل الحزب ذكرى عاشوراء التي تحيي مقتل الحسين حفيد النبي محمد بهدف حشد الدعم لتدخله في سوريا حيث دفع حزب الله وإيران ثمن احتدام المعارك من دماء عناصرهما.

ويلعب مقاتلو حزب الله دوراً محورياً في هجوم يشنه الجيش السوري ومؤيدوه من الفصائل المسلحة بغطاء جوي توفره روسيا التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع شن غارات على معارضي الحكومة.

ولا تلوح في الأفق نهاية للصراع الذي حصد أرواح ربع مليون شخص، لكنَّ للحفاظ على المعنويات عالية دورا بالغ الأهمية.

تهديد السعودية

السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله تحدث وقد بث حديثه على الهواء من خلال شاشة كبيرة في ضاحية بيروت الجنوبية وهو يطلق تهديدات للسعودية إحدى الدول السنية التي تدعم معارضين للأسد.

نصر الله وصف هؤلاء المعارضين بأنهم "مشروع إرهابي" ووصف مقاتلي الحزب بأنهم "رجال المقاومة" الذين يجب أن يقاتلوا بقوة أكبر في مرحلة حاسمة من المعركة.

شيوخ آخرون أكدوا في خطب ألقيت قبل يوم الحداد على الحاجة لمواصلة الهجوم في سوريا دون انتظار أن يأتي القتال إلى لبنان.

نعيم قاسم قال الأسبوع الماضي إن حزب الله دفع الثمن في صورة تضحيات أقل كثيراً مما كان يمكن أن يتكلفه لو دخلوا إلى شوارع لبنان وبيوته. وأضاف أن حزب الله يستخدم سلاحه لحماية لبنان في الخارج.

حرب وجود

يقول بعض ممن يناوئون حزب الله إن لدوره في سوريا أثراً عكسياً إذ يدفع السنة للتشدد في لبنان الذي لا يزال يتعافى من آثار الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. لكن الرسالة تصل بوضوح لمؤيديه.

محمد طاهر البالغ من العمر 43 عاماً قال "هذه المعارك لا غنى عنها. حين يذهب حزب الله للقتال في سوريا.. فإنه يفعل هذا لكيلا تحضر داعش إلينا في لبنان. إنه نوع من الدفاع." وداعش هو الاختصار غير الرسمي للاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف "هذا القتال يستحق الشهادة من أي شخص. أتمنى أن نكون نحن أيضاً بين الشهداء."

حزب الله دفع بالفعل ثمن تدخله المتزايد في سوريا أبرز ذلك وفاة حسن الحاج الذي قتل في محافظة حماة في وقت سابق هذا الشهر. وكان الحاج قائداً مخضرماً ووصف بأنه أبرز شخصية عسكرية من حزب الله تقاتل في الحرب السورية وامتدحه نصر الله بشدة.

إيران الداعم الأول

إيران الداعم الأساسي لحزب الله فقدت أيضاً شخصيات عسكرية بارزة في الهجمات الأخيرة بينها جنرال مخضرم كان يعمل مستشاراً للقوات السورية التي تقاتل الدولة الإسلامية في محافظة حلب.

حزب الله يشدد إجراءات الأمن لاحتفالات عاشوراء ويقيم الحواجز ونقاط التفتيش. ويراقب حراس أمن أي زوار عن قرب.

وقويت رسالة التعبئة الطائفية منذ ظهور الدولة الإسلامية لتكون ضمن أبرز الجماعات السنية التي تقاتل الأسد. وتزعم الدولة الإسلامية أن الشيعة كفرة تجب استتابتهم وإلا واجهوا الموت.

سحر الأطرش الخبيرة بمجموعة الأزمات الدولية قالت عن إحياء حزب الله لذكرى عاشوراء "تحولت كل عام مناسبة لإرسال الرسائل. الآن الرسالة هي إما الأسد أو الدولة الإسلامية. بالنسبة لهم هذه حرب وجود."

وملأ القاعة حوالي ألفي شخص بينهم عائلات بأطفالها. وفصل بين الرجال والنساء. وجسدت العديد من الصور معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين وأفراد أسرته. وذرف الناس الدمع حين تلا شيخ قصة وفاة الحسين بصوت متهدج.

وقال أبو علي (60 عاماً) وقد اتشح بالسواد إن معركة اليوم في سوريا تماثل معركة كربلاء ويجب أن تتواصل. وأضاف "نحن في الوضع الصحيح وفي الموقف الصحيح. نقوم بالشيء الصحيح وسننتصر بإذن الله".

تحميل المزيد