حذر الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست من خطورة استمرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في السلطة، وقال عليه أن يرحل سريعاً قبل فوات الأوان، لأن بقاءه في السلطة يعني كارثة حقيقية لمصر كدولة وشعب.
هيرست أشار في تدوينة نشرها "هافينغتون بوست" إلى أن السيسي فشل في كافة معاركه السياسية والاقتصادية والأمنية، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي ينذر بكارثة، وأن المسؤول الأول والأخير عن هذه الكارثة هو السيسي والجيش.
انهيار الدولة
هيرست وصف السيسي بأنه رئيس أكثر نظام قمعي وإجرامي عرفته مصر في تاريخها الحديث، ولذلك عليه أن يرحل، لافتاً الى أن مصر في طريقها إلى كارثة محققة، قد تؤدي في النهاية إلى انهيار الدولة، وإلى الهجرة الجماعية باتجاه أوروبا.
وأضاف "قبل أن نصل إلى ذلك المصير، لابد أن يقدم أحد ما على فعل شيء ما، حتى لو كان ذلك الشخص ضابطاً آخر من داخل الجيش المصري، وهو الأمر الذي لم يعد مستبعداً فيما يبدو".
لافتاً إلى أن الفوضى التي تعيشها مصر اليوم المسؤول عنها السيسي والجيش المصري، إذ يتحملان على حد قوله المسؤولية عن عدم الاستقرار في البلاد، وليس "الأيدي الأجنبية" كما تحاول أن تروج وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة والتي تقوم على تغذية فكرة المخطط الغربي لقتل شرم الشيخ.
وتهكم هيرست على الخطاب الإعلامي المصري وقال "يبدو أن الأيادي الأجنبية تعبث كذلك في الإسكندرية، فحينما تسببت العواصف والأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات على نطاق واسع داخل ثاني أكبر مدينة مصرية وقتل 17، وكان رد فعل الحكومة هو اعتقال 17 شخصاً من الإخوان المسلمين وجهت إليهم تهم سد أنابيب المجاري "
غير قادر على حماية نفسه
وأضاف رغم أن الطغاة لا يملكون سوى سفك الدماء، ولا يردعهم مشهد الفتيان والفتيات الذين يقتلون بالرصاص في ريعان الشباب إلا أن السيسي لم يعد قادراً على حماية نفسه، وهو اليوم أضعف من أي وقت مضى كحاكم مطلق منذ أن استولى على السلطة، وتراه يواجه احتمالاً حقيقياً ووشيكاً بفقد السيطرة على الاقتصاد، وعلى السياسة، وعلى الأمن فالدولة ذاتها في حالة انهيار، على حد وصفه.
زيارة فاشلة إلى لندن
ويشير هيرست إلى أن السيسي علق على زيارته الأخيرة إلى لندن آمالاً وبذل في سبيلها الكثير من الجهد، إذ كان يرجو أن يضمن موقعه ككلب حراسة في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وأن يعزز روابطه التجارية.
إلا أن كاميرون دمر أحلامه وأفسد عليه أهدافه حينما اتخذ قراراً بتعليق جميع الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، وهو القرار الذي اقتدت به مباشرة شركات الطيران الهولندية والألمانية والإيرلندية، بل واتخذ الروس أنفسهم قراراً مثله.
وأضاف ووجد السيسي نفسه فجأة معزولاً عن الوسط الاستخباراتي الذي ناضل بشدة من أجل أن يكون في المركز منه، ليس فقط فيما يتعلق بسيناء وإنما أيضاً فيما يتعلق بليبيا وسوريا، وأضاف "الآن يتبادل الأميركان والبريطانيون والروس المعلومات الاستخباراتية فيما بينهم، ولكن دون إشراكه معهم، وبذلك فقد تحولت الزيارة إلى كارثة استخباراتية ومصيبة على قطاع السياحة المصرية".
ويشير هيرست إلى أن الأهم من معركة سيناء الميدانية المعركة السياسية، إذ عزف الناس بسببه عن المشاركة في الانتخابات وظلت صناديق الاقتراع شبه فارغة.
وأضاف كما وجد الذين دعموا انقلاب 3 يوليو أنفسهم في "رحلة استكشافية "مثلما هو الحال مع علاء عبد الفتاح الذى يقبع في السجن بتهمة التظاهر بدون تصريح
الفشل الاقتصادي
وتطرق هيرست إلى الوضع الاقتصادي المتردي في مصر وأشار إلى معاناة الجنيه المصري من الانهيار السريع لأول مرة منذ عهد الملك فاروق.
لافتاً إلى أن السيسي عندما استولى على السلطة قبل أكثر من عامين كانت محفظته ممتلئة بالمال وكان يحظى بدعم دولتين من دول الخليج الثرية وكذلك بمساندة كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وشركات النفط والغاز متعددة الجنسيات.
ويتساءل هيرست أين ذهب كل هذا المال؟ ويقول إن "الشيء الوحيد المؤكد أن مصر لن تحصل على أي صدقات خليجية أخرى".
إلا أنه أشار إلى أن هناك أكباش فداء أخرى لفشل الدولة، مثلما حدث مع أحد أقوى رجال الأعمال وأكثرهم نفوذاً صلاح دياب وابنه.
ويضيف لقد كان القبض على دياب و16 من رجال الأعمال المتنفذين في عهد مبارك بمثابة رسالة من الحكومة، عبر عنها صراحة وائل الإبراشي، مقدم برنامج في قناة دريم، حين نقل عن "مصدر سيادي"، أخبره بوجود ممارسات تدعو إلى الريبة يقوم بها عدد من رجال الأعمال لإحداث الفوضى وإشعال أزمة اقتصادية من خلال نقل أموالهم إلى خارج البلاد، وقال أنه قد تم إقناعهم من قبل مصادر معادية بأن حدثاً كبيراً سيقع في مصر في القريب العاجل.