قبل أن تفكر في رحلة السفر إلى الفضاء.. هذه المشاكل الصحية قد تواجهك عند العودة إلى الأرض

يقال إن للسفر سبع فوائد، لكنه قد يحمل بعض المخاطر أيضاً. منذ بضعة قرون، جاب المستكشفون الأوائل البحار والمحيطات، وعانوا من مرض البحارة، المعروف بداء الأسقربوط، نتيجة نقص فيتامين (ج) في طعامهم، مع طول سفرهم في البحر.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/14 الساعة 07:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/14 الساعة 07:24 بتوقيت غرينتش

يقال إن للسفر سبع فوائد، لكنه قد يحمل بعض المخاطر أيضاً. منذ بضعة قرون، جاب المستكشفون الأوائل البحار والمحيطات، وعانوا من مرض البحارة، المعروف بداء الأسقربوط، نتيجة نقص فيتامين (ج) في طعامهم، مع طول سفرهم في البحر.

واليوم، يخطط العلماء لإرسال رواد الفضاء في رحلات طويلة إلى كواكب أخرى، ما يتطلب دراسة تأثير السفر في الفضاء؛ لاتخاذ التدابير اللازمة لتأمين سلامتهم.

مؤخراً، نشرت وكالة ناسا النتائج المبدئية لدراستها على رائد فضاء وشقيقه التوأم؛ لمقارنة التغيرات بينهما، حتى على المستوى الجيني.

ولعل أهم ما يميز الفضاء هو الجاذبية الصغرى، أو حالة انعدام الوزن، والتي يتفاوت تأثيرها في أجهزة الجسم وأعضائه المختلفة على النحو التالي:

القلب والأوعية الدموية


سُجل حدوث اضطرابات في خفقان القلب خلال السفر للفضاء. وفي حالة انعدام الوزن، يندفع الدم إلى الجزء العلوي من الجسم بقوة أكبر؛ لغياب الجاذبية الأرضية، ويحاول الجسم التعويض عن ذلك بتقليل حجم الدم، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم مؤقتاً عند العودة إلى الأرض، وقد يصاب بعض رواد الفضاء بحالة إغماء نتيجة ذلك.

العضلات


كلما طالت فترة البقاء في حالة انعدام الوزن ضعفت العضلات، خاصة عضلات الساقين. وقد تبين أن عضلات رائد الفضاء يقل حجمها بمقدار الثلث تقريباً حتى في الرحلات الفضائية القصيرة، التي لا تتجاوز مدتها أسبوعين.


وتبلغ نسبة فقدان العضلات 40%، بعد قضاء خمسة أشهر في الفضاء، وفقاً لجيرمي كورتيس من وكالة الفضاء البريطانية. لذا يلتزم رواد الفضاء المقيمون بمحطة الفضاء الدولية ISS بأداء التمارين الرياضية لمدة ساعتين يومياً؛ لحماية عضلاتهم والحفاظ على لياقتهم البدنية.

العظام


يؤدي البقاء في الفضاء لوقت طويل إلى ترقق العظام؛ بسبب فقدان الأملاح المعدنية -وخاصة الكالسيوم- ما يعرض رواد الفضاء إلى خطر الإصابة بكسور العظام، عقب عودتهم إلى الأرض.

المواضع الأكثر تأثراً هي عظام الحوض والساقين والفقرات القطنية. ووفقاً لوكالة ناسا، يبلغ معدل فقدان العظام في جسم رائد الفضاء 1% شهرياً في الفضاء، بالمقارنة مع 1:1.5% سنوياً على الأرض.

وبسبب انعدام الوزن وغياب ضغط عضلات الظهر على العمود الفقري، تنتفخ الغضاريف الواقعة بين الفقرات؛ ما يؤدي لتمدد العمود الفقري، وزيادة طول رائد الفضاء بضعة سنتيمترات، وتختفي هذه الزيادة بعد عودته إلى الأرض.

التنسيق الحسي الحركي


تضطرب مهارات التنسيق الحسي الحركي لدى رائد الفضاء، عند انتقاله من بيئة الجاذبية الأرضية لحالة انعدام الوزن، وكذلك عند العودة من الفضاء إلى الأرض، وعادة ما يستغرق رائد الفضاء بعض الوقت للتأقلم مع الوضع الجديد، وإتقان التحكم في الأدوات أو المركبات بشكل دقيق.


ويعاني رواد الفضاء من اضطرابات في الرؤية، والمشي، ومهارات التحكم اليدوي، والتوجيه المكاني، في الفترة التي تعقب عودتهم إلى الأرض مباشرة؛ بسبب اختلاف الجاذبية.

مخاطر الإشعاع


في المدارات المرتفعة، حيث لا تتوفر حماية المجال المغناطيسي للأرض، يتعرض رواد الفضاء لجرعات كبيرة من الإشعاع الكوني والجسيمات الشمسية؛ ما قد يزيد من مخاطر إصابتهم بالسرطان أو الأمراض التنكسية -مجموعة أمراض تظهر في صورة قصور وظيفي بسبب تدهور في أنسجة عضو معين بمرور الوقت- ويؤثر سلباً في جهاز المناعة لديهم، الذي يستعيد كفاءته الطبيعية بعد حوالي أسبوعين من العودة إلى الأرض.


وفي حين يمكن الحد من تعرض رواد الفضاء للجسيمات الشمسية، (معظمها بروتونات متوسطة الطاقة)، بواسطة دروع واقية، إلا أنها لا تصلح للحماية من الأشعة الكونية، التي يمكنها اختراق تلك الدروع.

وتتراوح جرعة الإشعاع المؤين التي يتعرض لها رواد الفضاء ما بين 50 إلى 2000 مللي سيفرت، وللمقارنة، فإن 1 مللي سيفرت تعادل تصويراً شعاعياً على الصدر ثلاث مرات.

تغيرات سلوكية


تضطرب دورة النوم واليقظة لدى رواد الفضاء، ولذلك قد يعانون من الإرهاق، وضعف التنسيق مع باقي أفراد الفريق؛ بشكل قد يؤثر سلباً في أدائهم للمهام الموكلة إليهم. وقد سجلت حالات للإصابة بالقلق والتوتر، ولكن لم تسجل اضطرابات سلوكية عنيفة، أو ميول انتحارية بين رواد الفضاء.

لا شك أن طول مدة الرحلة يتناسب طردياً مع احتمالية تعرض أفراد الطاقم لآثار سلبية في المستويين البدني والنفسي، لذا فإن نجاح الرحلة يرتبط بالنجاح في اختيار رواد الفضاء، بناء على تقييمات الصحة البدنية والنفسية والحالة العقلية.

علامات:
تحميل المزيد