حدّثوا أبناءكم في الصغر.. يحدثونكم في الكبر

إن أفضل طريقة لجعل أبنائنا يحترموننا ويحترمون أنفسهم هي أن نعاملهم باحترام، وبذلك علينا كآباء ألا يكون الضرب والعقاب خياراً تربوياً مهما كان السبب.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/19 الساعة 04:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/19 الساعة 04:14 بتوقيت غرينتش

إن أفضل طريقة لجعل أبنائنا يحترموننا ويحترمون أنفسهم هي أن نعاملهم باحترام، وبذلك علينا كآباء ألا يكون الضرب والعقاب خياراً تربوياً مهما كان السبب.

الضرب لا يزيد الإنسان إلا سوءاً، ولا يعدل من سلوكه نهائياً، وهو بذلك يدمر العلاقة بين الآباء والأبناء، فالضرب فيه إهانة للطفل ويصبح ألماً وقهراً في حياته، ولا يقل الصراخ بآثاره السلبية أيضاً؛ حيث يعتبر من أسوأ أنواع العقاب؛ لأن الطفل بدوره يقلد ما يراه أمامه؛ لأن الدين المعاملة، على الآباء تربية أبنائهم على مبادئ تمثل قيوداً بالنسبة لهم وهي قيود الأمن والأمان والحلال والحرام؛ لأنك بذلك ترسم طريق الحياة الصحيحة لطفلك ويكبر في مجتمع نريده أن يكون صالحاً بصلاح لَبِناته.

نريد الرقي في التعامل مع الأطفال.. نريد من أطفالنا أن يحترمونا.. لا أن يخافونا؛ لأن الذي يخافك يلتزم أمامك، نحن نريد الاحترام؛ لذا نصيحتي لجميع الآباء والأمهات هي: (تعلّم الصبر والأناة مع الأطفال)، اصبروا 3 سنوات على أطفالكم، وهي الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل؛ لأننا نريد بناء إنسان، وأخبركم بشيء جميل قرأته لماذا برأيكم كانت وما زالت أول سُنّة في تربية الطفل هو أن يؤذن في أذنه؟ الجواب هو: لأن عقل الإنسان يخزن كل شيء، ونحن بذلك نبني الإنسان الذي أراده الله لعمارة هذه الأرض ولعبادته عز وجل.

نصيحتي للآباء والأمهات.. ابعثوا بالرسائل الإيجابية لأطفالكم، أشبعوهم بكلمات الحب والمديح والغزل، فأنتم بذلك أيضاً تخففون من توتركم بطريقة إيجابية وأقلها 70 رسالة إيجابية من قول: حبيبي، عمري، يا عبقري.. يا موهوب.. إلخ.

وبذلك عليكم أيها الآباء والأمهات بالسعي قدماً نحو التربية السليمة، ولكن قد تسألون: كيف تكون التربية السليمة؟

إجابتنا كالآتي:
التربية السليمة هي طوق النجاة لأبنائنا في بحر الحياة، ودليلهم نحو النجاح الدنيوي والفلاح الأخروي، ويجب أن نفهم أولاً أن كل إنسان يستطيع أن يكون أباً، ولكن ليس كل إنسان يستطيع أن يكون مربياً واعياً على قدر المسؤولية المناطة به.

وبذلك علينا أن نفرق بين الرعاية والتربية، فالرعاية تعني توفير المأكل والملبس والمشرب وسبل الحياة الطيبة والكريمة، أما التربية فهي تعليم الصواب والخطأ، الحلال والحرام، وما يصح وما لا يصح، ولا بد أن يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي:
أين يتربى أبناؤنا؟

الجواب: البيت أولاً (حيث يعتبر البيت أقوى مؤثر في سلوك الابن ومنه يأخذ مبادئه وقيمه وعاداته).

المدرسة ثانياً، والمجتمع ثالثاً، والتلفاز رابعاً (والحل الأمثل للتعامل مع التلفاز هو محاولة السيطرة عليه لا منعه أو تجاهله).

تربيتك ستكون بـ: رسم مبادئ الطفل، وأول مبدأ هو ربط الطفل بخالقه بعيداً عن النفاق الاجتماعي (لأن النفاق الاجتماعي هو اللبنة الأولى في صناعة الشخصية الناقمة، الرافضة، الحاسدة).

ثاني مبدأ هو: ساعد طفلك في بناء ضميره؛ لأن الضمير هو الرقابة العليا التي تحيط بالإنسان في حركاته وتصرفاته وأفعاله وهو دليله نحو الحق، وهذا الضمير يُبنى رويداً رويداً، ويلعب البيت دوراً هاماً في بنائه، وبذلك نرى أن الشخص الذي يمتلك ضميراً يقظاً نرى مبادئه ثابتة ويقينه راسخاً ومعتقداته لا تتزحزح، ومثله العليا لا تفقد بريقها.

وفي النهاية.. لا تنس أنك بشر، اعتذارك لطفلك حال خطئك هو أسلوب في حد ذاته من أساليب التربية ووسيلة لزرع مبادئ الصلاح في نفسه؛ لأنك عندما تعتذر لطفلك فإنك بذلك تكون قد قدمت إعلاناً غير مكتوب بـ:
– احترامك لذاته وأنه يمتلك شخصية مستقلة جديرة بالاحترام.
– حقه مصون (وهذا فيه مبدأ ترسيخ العدل).
– الاعتذار سمة الشجعان.
– ثقة الطفل في صحة قراراته واحترامه لها.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد