دعت اللجنة الثورية التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثي)، جناحهم المسلح (اللجان الشعبية المسلحة) إلى الترفُّع عن الأخذ بحقها من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد ساعات من تهديدها له، على خلفية وصفه لها (أي اللجان) بـ"الميليشيات".
جاء ذلك فيما شنَّت مقاتلات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، سلسلة غارات عنيفة على مواقع بالعاصمة صنعاء، عشية مهرجانات مرتقبة للحوثيين و"المؤتمر الشعبي"، الجناح الموالي لصالح بالمدينة.
دعوة اللجنة الثورية جاءت على لسان رئيسها محمد علي الحوثي، في بيانٍ نشرتْ قناة "المسيرة" الحوثية مقتطفاتٍ منه في شريطها العاجل، فجر الأربعاء، 23 أغسطس/آب 2017.
وقال علي الحوثي في بيانه: "نؤكد أن اللجان الشعبية (الجناح المسلح للجماعة) ستبقى الصخرة التي تتفتت عليها المؤامرات التي تستهدف اليمن، ولكونها الدرع الواقي لهذا الوطن فإنني أدعوها إلى الترفُّع عن الأخذ بحقِّها في نبز".
وذكر القيادي الحوثي، أنهم "لا يمكن أن يقبلوا بأن تنزلق البلاد -في ظل هذه الظروف- إلى أتون صراعات داخلية، فلدينا من الجبهات ما يجب أن ننشغل به ضد العدوان (التحالف العربي)".
ولفت إلى أنهم "سيضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والتغاضي عن أي حق"، في إشارة لتراجعهم عن تلك التهديدات.
ودعا القيادي الحوثي في المقابل مَن وصفهم بـ"العقلاء في المؤتمر الشعبي العام إلى القيام بواجبهم في توجيه الخطاب توجيهاً سليماً، وعدم الانزلاق في الإساءة لشرفاء البلد وأحراره، مكونات وأفراداً ولجاناً شعبية".
كما طالب الحوثي، حزبَ المؤتمر بالاعتذار عما بدر منه بحق من سمَّاهم بـ"الأبطال"، في إشارة للجان الشعبية المسلحة.
وكان الرئيس السابق صالح، قد قال اليومين الماضيين، إن هناك "ميليشيا أو لجاناً شعبية" تنتشر في العاصمة صنعاء، قبيل مهرجان مرتقب لحزبه احتفالاً بالذكرى الـ35 لتأسيسه، ساخراً من أنها جاءت لحمايتهم وليس لترويعهم.
وذكر صالح أن "خلق فوضى في العاصمة صنعاء أبعد من عين الشمس".
وأثار ذلك الوص، سخط قيادات الحوثي، ومساء الثلاثاء اعتبر الجناح المسلح للجماعة وصف صالح لهم بـ"الميليشيا"، "طعنة بالظهر، وتجاوزاً للخطوط الحمراء"، في أقوى تصعيد للأزمة بين الجماعة وحزب المؤتمر الشعبي العام، جناح صالح.
وفيما يُشبه بيان حرب، أذاعته قناة "المسيرة" الحوثية على الهواء، قالت اللجان الشعبية "إنه في الوقت الذي تخوض فيه (اللجان) المعركة بجانب الجيش (الموالي لصالح) في مواجهة عدوان هو الأخطر على اليمن، جاءت الطعنة من الظهر بأن توصف بأنها ميليشيا".
ولفتت إلى أن ذلك "هو الغدر بعينه".
وتشهد العاصمة صنعاء توتراً وتحشيداً غير مسبوقين بين طرفي تحالف "الحوثي/صالح"، في ظل استعدادات جناح صالح بحزب "المؤتمر الشعبي" للاحتفال في ميدان السبعين بذكرى تأسيسه، غداً الخميس.
وفي المقابل دعا الحوثيون أنصارَهم للاحتشاد أيضاً عند مداخل صنعاء، في اليوم نفسه، تحت شعار "التصعيد مقابل التصعيد".
وفي ذات السياق، شنَّت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع مفترضة للحوثيين وقوات شمالي العاصمة، وسُمع دوي انفجارات عنيفة، وذلك قبل يوم من المهرجانات المرتقبة.
وقال سكان محليون للأناضول، إن الغارات استهدفت منطقة "خشم البكرة" شمالي صنعاء، وهو ما أكدته قناة "المسيرة" الحوثية، دون الكشف عن أية حصيلة للغارات.
كما استهدفت غارتان تلة جهاز الأمن السياسي (المخابرات الداخلية)، وغارات بالقرب من معسكر السواد، جنوبي العاصمة.
وفي مديرية "سنحان" مسقط رأس الرئيس السابق، جنوبي العاصمة، شنَّت مقاتلات التحالف غاراتٍ على معسكر "ريمة حُميد" التابع لصالح، وفقاً لوسائل إعلام حوثية.
ولا يُعرف ما إذا كانت الغارات تستهدف تحركات عسكرية للحوثيين وصالح في العاصمة صنعاء، وسط توتر لدى الجانبين، من مهرجانات منفصلة لكليهما، غداً.
ولم يصدر عن التحالف العربي أي بيان حول شنِّ مثل هذه الغارات، حتى الساعة 02.05 تغ.
ويشهد اليمن حرباً منذ أكثر من عامين ونصف العام، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي "الحوثي" وقوات صالح من جهة أخرى.