يعد فلاديمير بوتين وجاستن ترودو وتيريزا ماي من بين زعماء العالم الذين قرروا بالفعل عدم حضور جنازة فيدل كاسترو، ويبدو على الأرجح أن باراك أوباما سوف ينسحب أيضاً، رغم زيارته التاريخية لكوبا في وقت سابق من هذا العام.
وعادة ما تتولى الدوائر الدبلوماسية دراسة وتحديد مستوى وأقدمية السياسيين الذين يتم إيفادهم لحضور أي مراسم جنائزية بعناية بالغة. وقد اختارت معظم البلدان –بغض النظر عن دول أميركا اللاتينية ذات الحكومات اليسارية– وفوداً متوسطة المستوى لحضور مراسم تأبين كاسترو، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وقد أعلنت روسيا أن فياشيسلاف فولودين، حليف بوتين المقرب ورئيس مجلس النواب، سوف يترأس الوفد الروسي خلال مراسم التأبين المزمع انعقادها في 4 ديسمبر/كانون الأول. ويؤكد القرار على أن موسكو لم تعد تعتبر كوبا متعاونة، حيث تسعى للتركيز على بسط نفوذها في الشرق الأوسط وآسيا ووسط أوروبا.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الكندي يوم الإثنين، أنه لن يحضر المراسم الجنائزية رغم حضور كاسترو جنازة والده بيير ترودو.
وكان جاستن ترودو قد تعرض لكثير من التهكم والانتقادات على نطاق واسع، جراء الإطراء على كاسترو، الذي اعتبره "قائداً رائعاً". وسوف يحضر الحاكم العام ديفيد جونستون– ممثل الملكة في كندا، مراسم التأبين.
تحذيرات لأوباما
ولم تشر الإدارة الأميركية حتى الآن إلى كيفية حضور مراسم التأبين. وأصدر وزير الخارجية جون كيري بياناً هادئاً نسبياً: "نقدم تعازينا إلى الشعب الكوبي اليوم في وفاة فيدل كاسترو. فقد اضطلع على مدار أكثر من نصف قرن بدور هائل في حياة شعبه، وأثر على توجهات الشؤون الإقليمية، بل والعالمية".
ونظراً لأنه لم يتبق أمام أوباما سوى قرارات فعالة قليلة يتخذها خلال الفترة الانتقالية قبل تنصيب دونالد ترامب، فقد حذر القادة الجمهوريون أوباما من الذهاب إلى هافانا.
وحذَّر نيويت جينجريتش، المرشح المحتمل لمنصب وزير الخارجية، أوباما ونائب الرئيس جو بايدن وجون كيري، مطالباً إياهم بعدم الحضور، وواصفاً الزعيم الكوبي الراحل بالطاغية.
وخلال سلسلة من التغريدات المنشورة يوم السبت، قال "ينبغي ألا يذهب الرئيس أوباما أو نائبه جو بايدن أو وزير الخارجية جون كيري إلى كوبا، تحت أي ظرف من الظروف، لحضور جنازة كاسترو، فقد كان طاغية".
وقال السيناتور الأميركي– من أصول كوبية "أتمنى ألا نرى أي مسؤول حكومي أميركي يذهب إلى جنازة فيدل كاسترو. وأود ألا نرى باراك أوباما وجو بايدن وهيلاري كلينتون وأعضاء الحزب الديمقراطي يصطفون أثناء مراسم تأبين طاغية قاتل ومستبد".
إذا لم تذهبوا إلى جنازات بول بوت أو ستالين أو ماو لكونهم دكتاتوريين شيوعيين مستبدين، فينبغي عدم القيام بما يفعله باراك أوباما وجاستن ترودو والاحتفاء بتأبين فيدل كاسترو، الدكتاتور الشيوعي القاتل".
وسوف يترأس الوفد الإسباني الملك خوان كارلوس، ومن المتوقع أن يتوجه جيري آدمز، زعيم شين فين، إلى هافانا لتقديم واجب التعازي.
وذكرت الحكومة البريطانية أنه من غير المحتمل أن يحضر وزير الخارجية بوريس جونسون، ومن الأرجح أن يمثل المملكة المتحدة السير آلان دانكان– نائب وزير الشؤون الخارجية لشؤون الأميركيتين.
ولن يحضر زعيم حزب العمال جيريمي كوربين الجنازة وسوف يمثله وزير خارجية حكومة الظل إيميلي ثورنبيري.
وقد تم أيضاً انتقاد الرئيس الأيرلندي مايكل هيجنز لتوقيعه كتاب التعازي في دبلن دون أن يذكر انتهاكات حقوق الإنسان. وليس من المتوقع أن يحضر الرئيس مراسم التأبين.
وسوف يحضر المراسم زعماء اليسار ببلدان أميركا اللاتينية، ومن بينهم رافايل كوريا من الإكوادور ونيكولاس مادورو من فنزويلا وإيفو موراليز من بوليفيا ودانيال أورتيجا من نيكاراجوا.
وقرَّر الرئيس المكسيكي إنريك بينا نيتو أيضاً السفر إلى كوبا لحضور مراسم التأبين، كما قرر ذلك رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، الذي ربما يعتبر الزيارة بمثابة تخفيف من حدة الجهود المبذولة لعزله من منصبه.
وسوف تمثل وزيرة خارجية الأرجنتين سوزانا مالكورا دولتها، بدلاً من زعيم حزب المحافظين موريشيو ماكري. وفي رسالة التعزية التي بعثت بها الأرجنتين، شكرت كاسترو على دعمه لمطالباتها باسترجاع جزر فوكلاند.
وسوف ترسل الهند وزير داخليتها راجناث سينج، ليترأس وفداً يضم كافة الأحزاب، ويتضمن زعماء من الأحزاب السياسية المختلفة، مثل حزب الكونغرس وحزب CPI وحزب سماجوادي.
ولن تحضر مراسم التأبين جوانيتو كاسترو– شقيقة فيدل، التي تعيش بالمنفى في ميامي منذ أكثر من 50 عاما. وقد ذكرت أن إيمانها بالحرية أقوى كثيراً من حزنها الشخصي.
هذا الموضوع مترجم بتصرف عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.