135 مليون دولار ثمن “إلغاء انتحار” دانييل كريغ.. لماذا لا تستطيع سلسلة جيمس بوند التخلي عنه؟

ويستشهد تقرير الصحيفة البريطانية بقدرات كريغ، التي لم يسبقه إليها أي "بوند"، وأولها قدرته على تحويل الأفلام من سلسلة يهتم بها -في بريطانيا- المثقفون دون غيرهم، منذ مطلع الستينات، إلى تحقيق ربح غير مسبوق في شبابيك التذاكر البريطانية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/22 الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/22 الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش

تعتبر سلسلة أفلام العميل 007 جيمس بوند، أفلاماً ذات طابع خاص في السينما البريطانية، وباعتبار السينما صناعة، فهي لا تقلُّ قيمةً عن سيارة الرولز رويس، كرمز لكل ما تقدمه بريطانيا للعالم من منتجات تكاد تصل حد الكمال.

لكنها أيضاً "تعمل بشكل أنيق وسري على تحسين الحس الوطني"، حسب تقرير أفردته صحيفة The Guardian البريطانية، فنَّدت من خلاله الأسبابَ التي جعلت من الممثل البريطاني دانييل كريغ فناناً لا يمكن للسلسلة أن تستغني عنه.

ويستشهد تقرير الصحيفة البريطانية بقدرات كريغ، التي لم يسبقه إليها أي "بوند"، وأولها قدرته على تحويل الأفلام من سلسلة يهتم بها -في بريطانيا- المثقفون دون غيرهم، منذ مطلع الستينات، إلى تحقيق ربح غير مسبوق في شبابيك التذاكر البريطانية.

وذلك بعد أن سجل الفيلم الـ23 Sky Fall أعلى أرباح، وذلك حتى صدور فيلم Star Wars: The Force Awakens، وثاني أكبر الأفلام البريطانية انتشاراً حول العالم، بعد Harry Potter and the Deathly Hallows Part 2.

وبحسب تقرير الصحيفة المذكور، فإن النجاح المادي، كافٍ لتفسير سبب تمسك الشركة المنتجة بخدمات الممثل دانيال كريغ.

فالمثل يقول لا داعي لتغيير الخطة، ما دامت نتائجها مثمرة، خاصة أن سلسلة جيمس بوند قد نمت بين يديها وتحت إشرافها.

فضلاً عن ذلك، لن يكون لإنتاج الشركة أية قيمة إلا إذا حافظت على الشخصيات الرئيسية.

عودة كريغ




الجدير بالذكر أن آخر التقارير الصحفية حول كريغ واستمراره في أداء دور البطولة في السلسلة، أكدت على أنه تقاضى مبلغاً يكاد يصل إلى 150 مليون دولار لمواصلة عمله، حسب صحيفة Daily Mail البريطانية علماً أنه تقاضى 50 مليوناً عن آخر أجزاء السلسلة.

كما عاد وأكد في لقاء تلفزيوني أنه بالفعل عائد للدور "ولا يمكن أن يمنحه أي أمر آخر سعادة أكبر مما يشعر به"، حسب تعبيره، رغم تقارير سابقة صرَّح فيها أنه يفضِّل "قطع شرايين يده" على العودة إلى تجسيد تلك الشخصية.

ومع اختيار كريغ سنة 2006 من أجل فيلم جيمس بوند Casino Royale ، بدا أن الشركة المنتجة قد منحت الممثل وزناً يستحقه في أفلام أخرى مثل Ted Hughes، وSylvia، إلى جانب زميلته الممثلة جونيث بالترو، ودور البطولة في فيلم Enduring Love للمؤلف إيان ماك إيوان.

في الواقع، بدا واضحاً منذ اللقطات الأولى من فيلم Casino Royale أن كريغ سيضع بصمة خاصة في سلسلة بوند، مختلفة عن النسخ السابقة، علماً أن المنتجين كانوا قد صرَّحوا أنهم سيتمسكون بكلاسيكيات السلسلة، بل وسيذهبون بها إلى ما هو أعمق.

وقد جسد كريغ هذه التصريحات في أول مشهد "دورة المياه" في الفيلم، التي قال عنها البطل إنها أكثر المشاهد "المقرفة" التي مثلت في سلسلة بوند، بينما كان زملاؤه ممن جسدوا الشخصية يلبسون بدلات فخمة فقط.

وهناك نقطة أخرى تجارية أيضاً، فقد أثار العميل 007 إعجاب الكثيرين في عالم الصناعة، لقدرته على تحقيق إيرادات ضخمة في عالم الشراكة مع رجال الأعمال.

فلا يقوم الفيلم بالترويج لمنتج واحد فقط، وإنما يتعامل مع مجموعة كبيرة من مشاهد الترويج التلفزيونية.

وأشهرها تجسدت عندما تحول بوند من استهلاك فودكا مارتيني إلى ماركة جعة هاينكان، فكانت إيرادات المشروب الجديد 45 مليون دولار.

طغيان الشخصية على القضايا السياسية


تقرير The Guardian ذهب إلى ما هو أبعد من النجاح التجاري وشباك التذاكر، فقد توقع أن يطغى الفيلم الـ25 القادم عام 2019، على التحولات السياسية التي أخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

فبحسب الصحيفة فإنه "لا توجد ظاهرة ثقافية عالمية يمكن أن تلخص الشخصية البريطانية كما فعلت السلسلة، التي قدمت شخصية جيمس بوند المتَّقدة بالحماس، وصورة الرجل الأبيض الأنيق وتفوقه، وحسه الوطني الفائق".

تحميل المزيد