رئيس غامبيا الخاسر يوافق على التنحِّي تزامناً مع تأهُّب جيوشٍ إقليمية دخلت البلد قاصدةً إزاحته

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/20 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/20 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش

قال مستشار رفيع لرئيس غامبيا الجديد أداما بارو الجمعة 20 يناير/كانون الثاني 2017، إن الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع الذي قاد البلاد لمدة 22 عاماً ورفض الاعتراف بهزيمته في انتخابات الشهر الماضي وافق على التنحي ومغادرة البلاد إلى المنفى.

جاءت هذه الأنباء في الوقت الذي تتأهب فيه جيوش إقليمية دخلت أراضي غامبيا في وقت متأخر من يوم الخميس لإزاحة جامع بالقوة وبعد ساعات من اعتراف قائد الجيش بالرئيس الجديد بارو قائداً أعلى.

وكان رئيسا غينيا ألفا كوندي وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز قد توجها إلى العاصمة الغامبية بانغول اليوم الجمعة لمنح جامع فرصة أخيرة لترك السلطة سلمياً.
وأبلغ ماي أحمد فاتي رئيس الفريق الانتقالي للرئيس بارو ومستشاره الخاص رويترز في العاصمة السنغالية دكار "أستطيع أن أؤكد لكم أنه وافق على مغادرة (البلاد)."
ولم يستطع فاتي القول إلى أين سيتجه جامع لدى خروجه من غامبيا.

كان بارو الذي فاز في انتخابات الرئاسة التي جرت في الأول من ديسمبر/كانون الأول بفارق ضئيل قد أدى اليمين في سفارة غامبيا في دكار الخميس وطلب على الفور مساعدة دولية وإقليمية.

وبعد ذلك بقليل أعلنت جيوش عدة دول بغرب أفريقيا أنها دخلت غامبيا التي تحيط بها أراضي السنغال بشكل شبه كامل.
وقال بارو لحشد تجمع أمام فندق في دكار اليوم الجمعة "لقد انتهى حكم الخوف في غامبيا.. إلى كل من اضطرتهم الظروف السياسية للهرب من البلاد أنتم الآن أحرار للعودة إلى أرض الوطن".

وقال قائد جيش جامبيا الجنرال عثمان بادجي إنه يعترف بالرئيس الجديد قائداً أعلى ولن يقاتل القوات الإقليمية التي تتأهب لخلع جامع.
وقال بادجي لرويترز "سنرحب بهم بالورود ونصنع لهم كوباً من الشاي.. هذه مشكلة سياسية. إنه سوء فهم. لن نقاتل (قوات) نيجيريا أو توجو أو أي جيش يأتي".

وتم وقف العملية العسكرية مساء الخميس لإتاحة فرصة أمام جهود الوساطة. ومنحت دول غرب أفريقيا جامع الذي يتولى منصب الرئاسة منذ انقلاب عسكري عام 1994 حتى ظهر اليوم الجمعة للتنحي قبل أن يكملوا تقدمهم إلى العاصمة بانغول. وجرى تمديد المهلة مع استمرار المفاوضات التي قال دبلوماسيون إنها تركز على اتفاق لمنح جامع حصانة من المحاكمة.

وقال دبلوماسي إقليمي "هناك احتمال حقيقي بأن ينجح هذا. لا أعتقد أنه يمضي في طريق (الرئيس العراقي الراحل صدام) حسين" الذي اعتقل عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق ثم حوكم وأعدم.

وقال مسؤول كبير من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقي ا(إيكواس) التي بدأت العملية العسكرية بتفويض منها مساء الخميس إنه لا مجال للسماح لجامع بالبقاء في غامبيا حتى إذا وافق على التنحي.

وساد الهدوء شوارع العاصمة الليلة الماضية بعد احتفال المئات بتنصيب بارو ودخول القوات الإقليمية إلى بلادهم التي تعتبر وجهة محبوبة لدى السياح الأوروبيين.
وتحد السنغال غامبيا من ثلاث جهات ودخلت القوة العسكرية التي تقول إيكواس إنها تتكون من سبعة آلاف جندي البلاد من الجنوب الشرقي والجنوب الغربي والشمال.
واعترفت دول العالم ببارو رئيساً لغامبيا وسط انعزال جامع أكثر فأكثر في بلاده بعد تخلي بعض الوزراء عنه.

وليل الخميس شوهد قائد الجيش عثمان بادجي الذي كان أحد المؤيدين لجامع وهو يبتسم ويتجول بين الحشود المبتهجة في شوارع بانغول وهي تهلل وترقص.
وطلب بارو مساعدة أجنبية لتسلم السلطة بعد تنصيبه في خطة دعمها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

علامات:
تحميل المزيد