بدلاً من الحفَّاضات.. بدلة جديدة تسمح لرواد الفضاء بالتبرُّز

عربي بوست
تم النشر: 2017/02/16 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/02/16 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش

يرتدي رواد الفضاء حفاضات للبالغين أسفل بدلاتهم الفضائية في حال احتاجوا إلى التبول أو التبرز أثناء سباحتهم في الفضاء.

لكن ما الذي قد يحدث إذا كانت هناك حالةٍ طارئةٍ واضطروا للبقاء في بدلاتهم لأيامٍ عديدة؟ كان هذا هو السؤال الذي طرحته وكالة ناسا على الجمهور ضمن مسابقة حلمت اسم "تحدي التبرز في الفضاء"، وقد أُعلن عن الفائز بالمسابقة للتوّ.

وستوظف ناسا بعض الأفكار الفائزة لإنتاج نماذج أولية، يمكن اختبارها خارج محطة الفضاء الدولية، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

ودعت ناسا الجمهور إلى تقديم تصميماتٍ لأنظمة قادرة على جمع فضلات الإنسان (البراز، والبول، وسوائل الحيض) لمدة تصل إلى 6 أيام، وتحويلها بعيداً عن الجسم دون استخدام اليدين.

ويجب على هذا النظام أن يكون قادراً على العمل في مجال الجاذبية الصغرى، حيث تطفو الغازات، والسوائل والمواد الصلبة.

وفي مقطع الفيديو الذي أعلنت خلاله ناسا عن المسابقة، قال رائد الفضاء ريك ماستراتشيو: "ليست رحلات الفضاء ساحرة على الدوام. يحتاج الناس للذهاب إلى الحمام حتى في مركبة الفضاء. كيف يمكن معالجة هذه الفضلات بطريقة لا تلحق الضرر برائد الفضاء أو حتى تقتله؟ الوقت كفيلٌ بأن يُصاب بعدوى أو بتسممٍ في الدم".

الفائز الأول

قدم الفكرة الفائزة، التي حصلت على 15 ألف دولار من إجمالي قيمة الجائزة البالغة 30 ألفاً، ضابط بالقوات الجوية يُدعى تاتشر كاردون، يعمل أيضاً كطبيبٍ معالجٍ للطواقم الجوية، وطبيبٍ مُمارس في طب الأسرة.

استغل كاردون خبرته في جراحات المناظير لابتكار قفلٍ صغير في البدلة عند منطقة الفخذ، به بدائل متنوعة تشمل إمكانية إدخال قصرية أو حفاضات من خلال فتحة صغيرة وبسطها داخل البدلة.

وقال كاردون للإذاعة الوطنية العامة – NPR: "ما أعنيه هو أنهم باتوا قادرين الآن على استبدال صمامات القلب عن طريق القسطرة المركبة بالشرايين. لذا، يُفترض أن تتمكن نفس التقنية من التخلص من كميات صغيرة من البراز".

ويمثل نظام إدارة المخلفات إجراءً احتياطياً ضرورياً، إذ تستعد وكالة ناسا لإرسال أشخاصٍ إلى ما وراء المدار الأرضي المنخفض، الذي توجد به حالياً محطة الفضاء الدولية، إلى القمر أو المريخ على سبيل المثال.

وقال ماستراتشيو: "تستعد ناسا حالياً إلى السفر إلى ما وراء المدار الأرضي المنخفض والذهاب إلى المدار القمري وما بعده، لذا علينا التفكير في حلولٍ تحافظ على حياة وصحة رواد الفضاء لعدة أيامٍ إذا حدث عطل كبير مثل فقدان الضغط الجوي داخل المركبة".

ويصف ماستراتشيو سيناريو محتمل تتعرض خلاله المركبة الفضائية لمشكلةٍ تقنيةٍ تتسبب في فقدان الضغط الجوي داخل قمرة القيادة، فيقول: "على طاقم المركبة ارتداء بدلاتهم الفضائية بسرعة لحماية أنفسهم من فراغ الفضاء أو الانخفاض الحاد في الضغط الجوي".

التبول المدفوع بالهواء

وفاز بالمرتبة الثانية، وجائزة قيمتها 10 آلاف دولار، فريقٌ من ثلاثةِ أفراد، وهم الطبيب توني غونزاليس، وطبيبة الأسنان كاثرين كين، وأستاذة الهندسة بجامعة هيوستن الأميركية ستايسي لوي.

وقد طوّر الفريق نظاماً يسمى "الحزام البولي المدفوع بالهواء"، والذي يستخدم الهواء لدفع فضلات البول والحيض لأسفل عبر أنبوب إخراج.

يعتقد قائد الفريق غونزاليس أن التصميم قد يكون له تطبيقات على الأرض، فقد قال لصحيفة الغارديان البريطانية: "يمكن استخدامه في المستشفيات ودور الرعاية وأي مكان أخرى يواجه مشكلات السلس البولي".

القسطرة

وجاء المصمم البريطاني هوغو شيلي في المرتبة الثالثة، وفاز بجائزة قيمتها 5000 دولار، عن تصميمه نظامٍ يعتمد على القسطرة (يقول لصحيفة الغارديان: "إنها قسطرة خارجية لأن محاولة تركيب قسطرة داخلية ستكون تجربة مزعجة ومرعبة في الفضاء")، بالإضافة إلى نظامٍ لضغط وإغلاق وتعقيم الفضلات الصلبة وتخزينها في الجزء الخلفي من البدلة.

يعمل شيلي، عندما لا يكون مشغولاً بتصميم نظم إدارة فضلات لرواد الفضاء، على تطوير حيلٍ إلكترونية لممارسي الألعاب الخفية وبناء نماذج منتجات أولية للشركات الناشئة.

ويستخدم شيلي في تصميمه عناصر إلكترونية وميكانيكية لتحريك السوائل والغازات والتخلص منها. يقول: "في مجال الجاذبية الصغرى يجب أن تعتمد على أنابيب بها شعيرات سواء كانت على شكل مضخات أو مراوح. هذا ما يُستخدم في أنظمة التخلص من الفضلات الكبيرة الموجودة في المركبة الفضائية. يستخدم التصميم بعض العناصر الموجودة في هذا النظام الكبير لكن مع تصغير حجمها".

ويضيف شيلي: "ربما تكون هذه أقرب فرصة يمكن بلوغها على الإطلاق كي أعيش تجربة التواجد في الفضاء، لكنني لم أتخل عن أملي في أن أصبح رائد فضاء".

– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط

علامات:
تحميل المزيد