يبدو أن المستقبل سيكون ثلاثي الأبعاد بامتياز، من بناء البيوت إلى الأسلحة إلى شكل الشوكولاته والبيتزا. ولذلك صار مهماً أن يتعلم طفلك لعبة المستقبل عبر الطابعات ثلاثية الأبعاد، ليتمكن من ملامسة المستقبل من الآن.
والطباعة ثلاثية الأبعاد هي عملية تصنيع بالإضافة أو Additive Manufacturing، تمكن من طباعة أجزاء وتركيبات مصنوعة من مواد مختلفة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية مختلفة، باستخدام المواد الخام، لطباعة المجسم المصمم على الكمبيوتر في صورة ثلاثية الأبعاد. بمعنى آخر فإن الطابعات ثلاثية الأبعاد قادرة على تحويل الرسوم الرقمية إلى منتجات مادية.
اخترع تشاك هال (أحد مؤسسي شركة 3D Systems) نظام التجسيم في عام 1986، ومنذ اختراعها كانت الطباعة ثلاثية الأبعاد تحتاج لأجهزة وأدوات معقدة، وكانت تستخدم على نطاق محدود في المصانع.
وفي بداية القرن الـ21 أصبحت الطابعات ثلاثية الأبعاد أصغر حجماً وأرخص وأسهل في الاستخدام، وصارت هناك إمكانية طباعة مجسمات أكثر تعقيداً باستخدام خامات مختلفة كالتيتانيوم والبلاستيك الحراري والورق والمطاط والطين الصلصال والسيليكون والسيراميك.
نمِّ إبداع أطفالك
لا يمكننا أن ننكر دور الألعاب في بناء شخصية الطفل وتنمية عقله وبناء عالمه الخاص. فلعبة مثل LEGO أو (لعبة المكعبات) تمكنه من ابتكار أنواع مختلفة من العمران.. ولكن هل فكرت يوماً كيف سيصبح طفلك إذا تمكن هو من صناعة ألعابه بنفسه؟!
يمكن للطفل أن يصنع كل ما يخطر على باله من مجسمات باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، فهي لا توفر للشخص الأدوات لصناعة الأشياء، بل تدعوه أن يصنع الأدوات بنفسه وأن يصممها بنفسه عبر الحاسوب.
بعض الطابعات يأتي بتطبيق خاص وسهل لتصميم المجسمات، كما أن هنالك أداة وتطبيق ويب (أونلاين) تعتبر من أسهل البرامج لتصميم النماذج ثلاثية الأبعاد (أو المجسمات)، هذا البرنامج هو Tinkercad ، يمكن للطفل تعلم التصميم عبره والاستعانة بالدروس المرئية الكثيرة الموجودة على يوتيوب.
من البيوت إلى الأسلحة والشوكولاتة
في البداية كان استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد قاصراً على تصنيع النماذج الأولية لبعض المنتجات من جهة، و للأغراض البحثية من جهة أخرى. أما الآن فقد اقتحمت هذه التكنولوجيا أغلب المجالات وصار بإمكانك بكبسة على زر طابعة ثلاثية الأبعاد، بناء منزل كامل في أقل من 24 ساعة وبسعر رخيص جداً.
وفي إطار سعي ناسا لتوفير نفقات نقل الأدوات وقطع الغيار البسيطة من الأرض للفضاء، قامت في العام 2014 بإرسال أول طابعة ثلاثية الأبعاد صنعتها شركة Made In Space ، لتعمل بدون التأثر بالجاذبية في محطة الفضاء الدولية.
وقد تغيرت طرق صناعة الطائرات من الخراطة واللحام، واستخدام السبائك وعمليات التجميع، إلى الطباعة والبناء عبر نظم يتشارك في تشغيله الكمبيوتر والبرمجيات والإلكترونيات والتقنيات المتطورة، في صهر ونفث المعادن.
ولم تكتف الطابعات ثلاثية الأبعاد بذلك بل اقتحمت عالم الشكولاتة والحلويات إذ قامت شركة Hershey الشهيرة بالتعاون مع شركة 3D Systems في إنتاج طابعة لطباعة أشكال الشوكولاتة المختلفة.
كما يمكنك الآن طباعة البيتزا جاهزة التسوية للتقديم بشكل فوري. ويمكن أيضاً طباعة الملابس وخصوصاً الأحذية والحلي.
كذلك قام الفنانون بتصميم التماثيل على الحاسوب ثم طباعتها، وذلك بديلاً عن النحت. وساعدهم في ذلك تنوع الخامات التي يمكن الطباعة بها.
طابعات مخصصة للأطفال
ويوجد الآن الكثير من الطابعات بأسعار متفاوتة تبدأ من 200 دولار وحتى عشرات الآلاف والمحاولات مستمرة لخفض الوقت اللازم لعملية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
تعتبر طابعة Yeehaw 3D مناسبة للأطفال وهناك طابعة MiniToy 3D في طريقها للظهور وقد تم تمويلها عبر Kickstarter في مايو/أيار 2016.
ويمكن من خلالهما تصميم المجسمات عبر التطبيق بطريقة بسيطة أو اختيار تصاميم جاهزة من داخل التطبيق.
ولاشك أن هذا يفيد الطفل كثيراً الآن وفي المستقبل إذ يسهل عليه الدخول إلى حقول أخرى أكثر تعقيداً وطلباً في السوق، كتصميم الرسوم المتحركة على سبيل المثال.
ومن البرامج والأدوات الأخرى المتخصصة في تصميم النماذج ثلاثية الأبعاد:
3D Slash – وهو برنامج مجاني
SculptGL – وهو برنامج مجاني
Blender – وهو برنامج مجاني
وهناك كذلك البرامج الاحترافية المشهورة مثل (3ds Max) و (Photoshop CC).