ثلاثة أبراج تطل على الخليج العربي في منطقة شرق الكويتية لتكون شاهداً على نهضة الكويت الحديثة.
تلك الأبراج التي تسعى الكويت لتسجيلها ضمن التراث العالمي، وفقاً لما أعلنته إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تم بناؤها في عام 1975، فيما جرى افتتاحها عام 1979، وتعد أهم معلم من معالم الكويت وأكثرها ارتباطاً باسمها، وتقع قبالة قصر دسمان وهو أحد أشهر القصور في الكويت.
صمود أمام الغزو
أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الكويت الدكتور عبدالله الهاجري، اعتبر في حديثه لـ"عربي بوست" أن هذه الأبراج تعد شاهداً على "الصمود الكويتي أثناء الغزو العراقي"، فرغم تعرضها لأضرار بالغة طالت الأجهزة الفنية والمعدات التي بداخلها إلا أنها ظلت شامخة ولَم يتم هدمها.
وتابع الهاجري أن محطات التلفزيون العالمية كانت تبث منظر الطائرات العراقية وهي تحوم حول الأبراج الكويتية، ما رسخ صورة تلك الأبراج في ذهن العالم كله وربطها بالصمود الكويتي.
وأوضح أن، "تلك الأبراج تحولت بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي إلى أبراج النصر".
يبلغ ارتفاع البرج الرئيسي 187 متراً وهو مكون من كرتين الأولى منهما هي الكرة العليا التي تدور حول نفسها كل نصف ساعة، ما يتيح للزوار الاطلاع على مناظر الكويت بشكل واضح من خلال تيليسكوب عالي الجودة، أما الكرة الأخرى فتحوي مطعماً ومقهى.
أما البرج الأوسط فيبلغ ارتفاعه 147 متراً، ويتسع لتخزين مليون غالون مكعب من الماء، فيما تم تخصيص البرج الأصغر الذي يبلغ طوله 113متراً للتحكم في كهرباء مدينة الكويت.
الباحث في الشؤون التراثية غانم الدوسري أكد في تصريحٍ لـ"عربي بوست" أن هذه الأبراج باتت ذات صيت إقليمي وعالمي فهي تضاء مثلاً بأعلام عدد من الدول الشقيقة عندما تحتفل هذه الدول بعيدها الوطني.
وأوضح أن شركة إنيرجي بروجيكت اليوغوسلافية هي التي أنشأتها، لافتاً إلى أن "فكرة إنشائها تعود لأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح كخزانات للمياه وغرف تحكم في الكهرباء".
وأضاف أنه، "تمت إعادة افتتاحها عام 1992، أي بعد عامين من الغزو العراقي للكويت بعدما تم إصلاح وترميم التلفيات والخسائر التي لحقت بها".
وأشار إلى أنها تحوي قرابة 55 ألف طبق صيني مصنوعة من الحديد المطلي بألوان مختلفة تتراوح بين الألوان الفاتحة والغامقة في تناسق مع لون مياه الخليج وزرقة سمائه.
ولفت إلى أن هذه الأبراج تحوي قاعة للدورات التدريبية تحوي أجهزة ووسائل تعليمية حديثة بالإضافة إلى محل لبيع الهدايا التذكارية.
أشكال الأبراج: "مبخر".. "مرش".. "مكحلة"
فيما أكد الباحث في الشؤون التراثية أن اختيار شكل هذه الأبراج جاء نابعاً من التراث الكويتي، إذ يحاكي البرج الأكبر شكل المبخر الذي يستخدم في تقديم البخور للضيوف وهو من الأشياء الهامة في تقاليد الضيافة العربية.
أما البرج الأوسط فقد جاء على شكل المرش، وهو أحد أدوات التجميل التي تستخدم في مرحلة التحضير للزواج في منطقة الخليج.
في حين جاء البرج الأصغر على شكل المكحلة التي تستخدم لحفظ الكحل وهي أيضاً من أدوات التجميل الرئيسة في الجزيرة العربية.
الكويتي سعود الظفيري الذي زار الأبراج مرات عديدة، عبر لـ"عربي بوست" عن أمله في أن تنجح الكويت في تسجيلها ضمن التراث العالمي، لكنه طالب في الوقت ذاته بتغيير النظرة التقليدية لتلك الأبراج، مقترحاً أن يتم استغلالها بشكل أكثر فاعلية كأن يتم إعداد برامج زيارة للوفود الرسمية التي تزور الكويت ومن ثم يتم إطلاعهم على تاريخ الكويت الحديث والقديم.
وأضاف أنه يجب أن يكون هناك فرق إرشادية تعمل على مدار الساعة في الأبراج لتقديم كافة المعلومات التاريخية عنها وعن الكويت للزوار والوفود الرسمية.
كما اقترح عمل فيلم وثائقي أيضاً يعرض بشكل مستمر ليعطي صورة لرواد الأبراج عن أهميتها ودورها التاريخي.