خد الحلو واقعد قباله.. ولو جعت شاهد جماله

أعجبني جداً قول من قال هذا المثل، واستفزني من ناحية أخرى؛ لأن الجمال هو هدية خلقها الله لجميع البشر وهِبَة نحمد الله عليها، ولكن هناك جمال تميَّز به البعض وأصبح بصمةً للبعض وحُرم منه البعض.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/20 الساعة 05:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/20 الساعة 05:11 بتوقيت غرينتش

أعجبني جداً قول من قال هذا المثل، واستفزني من ناحية أخرى؛ لأن الجمال هو هدية خلقها الله لجميع البشر وهِبَة نحمد الله عليها، ولكن هناك جمال تميَّز به البعض وأصبح بصمةً للبعض وحُرم منه البعض.

الجمال عادةً نعمةٌ لمن ملكه، ولم يكن يوماً نقمة إلا لمن أساء استخدام مفهومه بالطريقة الصحيحة. ومن يسئ استخدامه فقد ينحرم من ميزاته التي يحصل عليها البعض، ولكن نختلف في فهم ومفهوم الجمال وماهيته ومن هو الأجمل حقيقةً؛ جمال الشكل أم رونق وشعاع الروح الداخلي وانعكاس النور عليه؟

لا شك في أن الجمال ينقسم إلى نوعين: الجمال المادي، والجمال المعنوي؛ فمثلاً يتميز الجمال المادي بالشكل ورتابة الجسم وجمال الصوت، والابتسامة وسحر نغمتها وعبورها عبر الشخص الذي يسمعها، ونستشعر هذا الجمال بجمالية عبوره دون عوائق.

قد تكونين جميلةً ببعض الاهتمام البسيط بالشكل والبشرة النظيفة وممارسة القليل من الرياضة، وبهذا لا يحتاج الأمر بعض الوقت والمال والأيام، ولكن هذا الجمال يبقى نسبياً ولبعض الأيام إذا أهملنا التمرينات والعناية بالبشرة وجمالها.

وعادةً، الشخص الذكي يبحث عن الاستمرارية في الحصول على الجمال، وهنا يأتي سر بقائه طويلاً والإحساس به والوسيلة الأنجع والأبقى، وهذا ما يتميز به جمال الروح عن الوجه.

والسؤال هنا: كيف نكتشف جمال الروح؟ وكيف نخرجه؟ علينا أولاً أن نقوم بأولى الخطوات التي تجعلنا أجمل لأرواحنا المتعَبة من أحداث اليوم ومرض الحديث عن البشر بأنواعه كافة. وهذه العادة السيئة هي ما يجعل البعض متعَب الروح، لا يكترث بالبحث عن علاج هذا المرض الذي يسمى الكره والحقد وتتبُّع الآخرين مجريات حياتهم؛ لحسدهم وحقدهم وتمني زوال النعم وما لديهم.

يجب على كل شخص، للمحافظة على روحه، إجراء عملية تنظيف بسيطة كل فترة وإجراء "سوفت وير" لجسمه كله، ويزيل ما بداخله من أوساخ الروح الإنسانية والحياة لإزالة سواد الداخل؛ لينعكس تلقائياً على مرآة الخارج، ليشع وجهه نوراً كما داخل روحه النظيف.

إن جمال الروح هو الجمال الحقيقي الذي يجب علينا أن نسعى إليه وتعشقه الروح الإنسانية، وتلين له القلوب وتعمى الأعين في الأجساد؛ لأنه يمنح الإيجابية في الحياة والوجود وكثيراً ما عشقنا أرواحاً جميلة تلاقت مع الروح المجنَّدة وقيَّدتها في مجالها دون شرط.

وأكبر مثال، كبار السن وحبي لتبادل الحديث معهم وسرقة ما لديهم من حب الحياة وعزيمة على تحدي كل ما يواجهونه من مصاعب الحياة وعدم فهم المحيطين لهم ولاحتياجات حياتهم من حب وسفر وحياة ملوَّنة بالأبيض.

أجزم في النهاية بأن الروح المشوَّهة هي وجه فاتح باللون الأسود، والروح المشعة هي وجه مشرق كالشمس.. التقاء الذات وبناؤها مع الله سر جمال دائرتها ونقاء نورها، وحسن تعاملك مع الآخرين سر الجمال الأخاذ الذي سيكون سفيراً لوجهك.

وغالباً، جمال المرأة يسحر الآخرين بها باستخدام أنوثتها وحنيّتها، وجمال الرجل وقوته باحتوائه لمن يحب من أسرته الكبيرة من أم وأب وعائلته الصغيرة من زوجة وأبناء.. ابحثوا عن جمال الروح، فهو باقٍ؛ لأن الروح حين تتوقف تذهب إلى خالقها ويُدفن الجسد في ترابٍ خُلق منه.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد