قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة مفاجئة إلى موسكو، مساء الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2015، حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما أعلن الكرملين الأربعاء، وذلك في أول زيارة له إلى الخارج منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011.
الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قال: "مساء أمس قام رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد بزيارة عمل إلى موسكو"، مضيفاً أن الأسد اجتمع مع بوتين.
وأعلنت الرئاسة السورية، الأربعاء 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، عودة بشار إلى دمشق.
الكرملين أشار إلى أن الأسد أعرب عن بالغ امتنانه لروسيا لما تقدمه من مساعدات لبلاده، لافتاً إلى أن بوتين أكد أن التدخل العسكري الروسي في سوريا حال دون توسع نطاق "الإرهاب"
خطوات سياسية
الرئيسان اتفقا على أن العمليات العسكرية في سوريا يجب أن تتبعها خطوات سياسية في محاولة لإنهاء النزاع.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانبه أعرب عن استعداد روسيا لتقديم المساعدة في التسوية السياسية للأزمة السورية، منوها بأن الكلمة الحاسمة في التسوية يجب أن تكون بلا أدنى شك للشعب السوري.
وقال بوتين: "روسيا مستعدة ليس فقط للمساهمة في العمليات الحربية لمكافحة الإرهاب بل وفي العملية السياسية"، منوها بالاستعداد للتعاون مع الدول الكبرى والإقليمية الأخرى المعنية بحل النزاع السوري سلميا.
بشار الأسد من جانبه أشار إلى أن "هدف العمليات العسكرية في سوريا هو القضاء على الإرهاب، الذي يعرقل التوصل إلى حل سياسي" بحسب ما أوردت الرئاسة السورية على تويتر.
كما أكد الأسد على "ضرورة وقف كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية وفتح المجال أمام الشعب السوري لتقرير مستقبل بلاده بنفسه".
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" أن بوتين والأسد ناقشا "كافة الجوانب المتعلقة بمكافحة الإرهاب ودعم القوات الجوية الروسية للعمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية" ، كما ناقشا استمرار العمليات العسكرية ضد "الإرهاب في سوريا".
وقالت الوكالة إن "الرئيس الأسد أطلع بوتين على الوضع في سوريا وخطط الجيش العربي السوري".
وأضافت أن الرئيس السوري "شرح للرئيس بوتين سير العمليات العسكرية في سوريا".
وبدأت موسكو منذ 30 سبتمبر/أيلول حملة ضربات جوية في سوريا، وتساند الغارات الجوية قوات النظام السوري في عمليات برية ينفذها في مناطق عدة في ثلاث محافظات على الأقل، منذ السابع من الشهر الجاري.
دعاية سياسية
في المقابل وصف أحمد رمضان (متحدث باسم الائتلاف السوري المعارض) زيارة الأسد إلى موسكو بالدعاية السياسية من قبل روسيا لما تقوم به من عمليات على الأرض.
وقال للأناضول "نعتقد أن روسيا تحاول القيام بعملية دعائية سياسية لما تقوم به على الأرض، خاصة بعد انسداد الأفق بتحقيق انتصار ميداني (لصالح النظام)، على الرغم من الكثافة في الهجمات الجوية وغاراتها (على مناطق المعارضة) باستخدام أحدث الصواريخ والطائرات".
وعلى الرغم من اعتبار رمضان أنه "لم تتوفر حتى الآن أدلة فعلية ذات مصداقية على أن بشار الأسد قام بزيارة إلى موسكو فعليا، وربما حدث اللقاء مع بوتين بمكان آخر"، إلا أنه شدد على أن "هناك مسرحية سياسية روسية تستفتح الجريمة التي ترتكب على الأرض، من خلال القصف والقتل".
واعتبر ما حدث بخصوص الإعلان عن الزيارة "فضيحة" كما حدث في التدخل العسكري، لأن "روسيا التي أعلنت عن الزيارة وليس الأسد ونظامه، وتؤكد أنه(النظام) بات أداة وورقة في يد الروس والإيرانيين، ويستخدمونها لخدمة مصالحهم".
رد المجتمع الدولي
وحول رد المعارضة على الزيارة قال القيادي في التحالف السوري "الرد الفعلي يجب أن يكون من المجتمع الدولي الذي فرض عقوبات على بشار الأسد ونظامه، وهناك دولة هي عضو في مجلس الأمن، تقوم بانتهاك قرارات المجلس، وروسيا الآن ليست فقط تتحدى الشعب السوري بهذه الفعلة النكراء، وإنما تتحدى المجتمع الدولي، وتتنصل من التزاماتها بهذا الإطار".
وأكد أنه "يجب على مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، والعالم الحر، أن يتحركوا لوقف هذا التمادي الروسي، المستفز لكل القيم الإنسانية والأخلاقية، وأيضا القانون الدولي".
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت مطلع تشرين أول/أكتوبر الجاري، أن طيرانها قام بأولى ضرباته في سوريا، بناءً على طلب النظام هناك، وقالت إن الغارات (المتواصلة) استهدفت مواقع لتنظيم "داعش"، في الوقت الذي تُصر فيه واشنطن، وعدد من حلفائها، والمعارضة السورية، على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مجاميع مناهضة للأسد، والجيش السوري الحر، ولا تتبع التنظيم.