دعا "سوار الأسد"، ابن عم رأس النظام السوري، مساء الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2015، إلى ما سمّاه "التحول السلمي التدريجي" للسلطة في سوريا، منتقداً في الوقت نفسه "السياسات الأميركية في التعامل مع الأزمة السورية التي كبدت البلاد مئات الآلاف من الأرواح".
جاء ذلك خلال مؤتمر عقدته منظمة "ميدل إيست بولسي كاونسل" بالعاصمة الأميركية واشنطن، حول الحرب على "داعش".
وأكد "سوار" الذي يمثل "التجمع القومي الديمقراطي الموحد" المعارض للنظام السوري داخل البلاد، "ضرورة التعامل بطريقة مختلفة عن التي اتبعتها سياقات السياسة الخارجية الأميركية مع بشار الأسد في السابق"، مضيفاً "لقد شاهدنا العديد من الدعاوى للأسد للتنحي، ولكنه وبكل وضوح لم يستجب لها، أعتقد أنه حان الوقت الآن، وبعد أكثر من 4 سنوات أن نفهم أنه لن يستجيب لهذه الدعوات".
سياسة أميركا مرتبكة
وانتقد "سوار" سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة السورية بقوله: "السياسة الخارجية الأميركية في سوريا مرتبكة، ليس هنا فحسب، ولكن أعتقد أن كل سياساتها في سوريا مرتبكة، فنحن نرى أناساً يقاتلون بعضهم بعضاً، لكنهم يعملون سوية في الوقت نفسه".
وأكد أن "التحول السلمي والتدريجي الذي نادت به منظمتنا على مدى 20 سنة هو الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها رؤية تغيير في سوريا"، معرباً في الوقت نفسه عن تفاؤله بأن "سوريا ستشهد التغيير وتتجه نحو الأحسن" في المستقبل.
وتجنب الأسد خلال المؤتمر الحديث عن أرقام ضحايا القصف الجوي الذي تمارسه السلطات السورية ضد المدنيين، وهى الأرقام التي قال عنها أحد الحضور إنها فاقت مجموع ما قتله تنظيم داعش.
ورد المعارض السوري على ذلك بالقول: "أعتقد أنه من المهم معرفة أرقام من قُتل، لكنه ليس الأولوية، لأن الأولوية هي ألا يموت المزيد من الناس، أو القليل جداً من الناس سيموتون اليوم وغداً وفي المستقبل، فلا زال هنالك أشخاص يموتون، هناك أشخاص يُهجرون، وهنالك أشخاص يعانون، ليس لديهم تدفئة في الشتاء، ليس لديهم طعام، ليس لديهم شيء، وهم يخسرون كل شيء".
ترتيب الأولويات
وقال إن "العالم لا يفعل ما فيه الكفاية لإيقاف هذا التسونامي (في إشارة إلى داعش)".
وتابع "سوار" قائلا: "لذا فنحن بحاجة إلى ترتيب أولوياتنا، إذا كانت الأولوية لتغيير النظام فسوف يكون علينا استخدام استراتيجية معينة، أما إذا كانت الأولوية هي محاربة ما يدعى (داعش) فسيكون علينا استخدام سياسة مختلفة".
وأفاد بأنه "إذا اعتبرنا محاربة داعش لها الأولوية وأردنا أن ننتصر فسيكون علينا التعامل مع القوى على الأرض، وفي هذه الحالة فإن إحداها هي بشار الأسد، ولم لانفعل هذا؟!".
ولفت إلى أن "الغارات الجوية الأميركية التي بدأت قبل سنة خلت، مرّحب بها جداً، وهي دليل على نوايا طيبة لكنها ليست كافية"، مشيراً إلى أنه "لا يمكننا هزيمة الإرهاب من الأجواء، هذا مستحيل، لقد حاولنا هذا، والتاريخ يخبرنا أن هذا مستحيل، لقد شاهدنا النتائج في ليبيا والنتيجة كانت فوضى، ونحن لا نريد لسوريا أن تصبح ليبيا لأنه ستكون كارثة حقيقية للمنطقة بأسرها".
ارتياح نحو روسيا
وفيما هاجم المعارض السوري سياسة الإدارة الأميركية إلا أنه بدا أكثر ارتياحاً في الحديث عن ضربات روسيا الجوية بقوله: "لدينا الآن الغارات الروسية، سمعت الكثير ممن يقولون إنها جيدة، كما سمعت الكثير ممن يقول إنها سيئة، لكن الواقع يقول إننا نرى جيش الدولة السورية يتقدم الآن على الأرض، هذا الجيش يزحف ضد داعش، والعديد من قوى داعش قد أصبحت مضعضعة بسبب الغارات حتى في مدينة الرقة".
وبرر "سوار" ما وصفه بالتقدم بأنه حصل "بسبب التنسيق (الروسي) مع القوات البرية المتمثلة في القوات الكردية والجيش العراقي والجيش السوري".