يعتقد الكثير من الآباء أن الإبداع هو موهبة يولَد بها أطفالهم، ولكن هذا اعتقاد خاطئ، فإذا كان الأطفال ليسوا بنفس القدر من الذكاء، فإنهم كذلك ليسوا مبدعين بنفس القدر، ولكن في الواقع الإبداع هو مهارة مكتسبة بوسع الآباء تنميتها في أطفالهم.
الإبداع هو مفتاح النجاح وعنصر أساسي للصحة والسعادة وتنمية مهارات الأطفال.
الإبداع لا يقتصر على التعبير الفني والموسيقي، بل هو موجود أيضاً في العلوم والرياضيات، وحتى في الذكاء الاجتماعي والعاطفي.
يتميز المبدعون بالمرونة والقدرة على حل المشكلات، مما يجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع التقدم التكنولوجي والتعامل مع التغيير، وكذلك الاستفادة من الفرص الجديدة.
ويعتقد العديد من الباحثين أننا قلّلنا من القدرات الإبداعية للأطفال عندما قدمنا لهم نمطاً معيناً من وسائل اللعب والترفيه التي لا تسمح للأطفال بإطلاق العنان لخيالهم. فالأطفال لم تعد بحاجة إلى تخيل عصا طالما أن هناك سيفاً في لعبة.
وفيما يلي بعض الأفكار لتعزيز الإبداع عند الأطفال:
١- توفير الموارد التي يحتاجونها للتعبير الإبداعي.
المورد الرئيسي هنا هو الوقت، يحتاج الأطفال إلى الكثير من الوقت للعب الحر التخيلي دون تدخّل من الكبار، والتي لا يعتمد على اللعب التجارية، مساحة اللعب هو أيضاً مورد يحتاجه الأطفال، يمكن تخصيص مساحة معينة ويمكن أن نطلق عليها مساحة الإبداع.
مثال: أشياء من المنزل مثل الأرز والمكرونة وعجين الصلصال، كذلك الأواني البلاستيكية والملاعق الخشب.
٢- إطلاق العنان للإبداع: عن طريق تشجيع الأطفال على طرح أفكارهم ووصفها والبحث عن طريقة لتطبيقها.
تشجيع الأطفال على الاعتراف بالخطأ والتفكير في حل المشكلات فالطفل الذي يخاف من الفشل والخطأ سوف يكبح فكره الإبداعي.
مثال: عند تقديم أي مواد للعب نسأل الطفل عن الأفكار التي تدور في عقله للعب بهذه المواد وتشجيعه على تنفيذ أفكاره.
قد يفكر الطفل بعمل بيت أو عقد بالمكرونة وهي أفكار جميلة وقابلة للتنفيذ.
٣- السماح للأطفال بالحرية والاستقلالية لاستكشاف أفكارهم والقيام بما يريدون. توقف عن زرع بذور الخوف في الأطفال إذا ما قاموا بعمل غير متوقع، اكتفِ فقط بشرح المخاطر وأبعادها عن طريقهم.
مثال: ماذا نفعل إذا اقترح الطفل أفكاراً بها مخاطرة وليست قابلة للتنفيذ؟ الحل بسيط، نشرح للطفل أبعاد الخطورة بكل هدوء ونطلب منه إعادة صياغة الفكرة. قد يحب الطفل الإبداع بعمل السلطة ويريد الإمساك بالسكين وهو في سن صغيرة، من الممكن توفير سكين غير حاد أو نطلب منه تجهيز السفرة بطريقة مبتكرة.
٤- شجع الطفل على القراءة من أجل المتعة والحد من التلفزيون وغيرها من الشاشات من أجل إتاحة مجال للأنشطة الإبداعية مثل اللعب الحر، والرسم، وقراءة الكاتب المفضل لديه.
٥- إعطاء الفرصة للأطفال للتعبير عن "الأفكار المتناقضة".
دعهم يختلفون معك، شجعهم على إيجاد أكثر من طريق واحد للوصول إلى حل، وأكثر من حل لمشكلة ما، عندما يتم حل المشكلة بنجاح، اطلب منهم حلّها مرة أخرى، ولكن بطريقة جديدة.
٦- لا تكافئ الطفل على إبداعه بل اكتفِ بكلمات الإعجاب والمديح؛ لأن ذلك من شأنه تقليل مساحة الإبداع.
٧- البعد تماماً عن تقييم الطفل، إذا أتى الطفل إلى البيت متحمساً لرسم لوحة، فمن المهم عدم استخدام الثناء التقييمي، مثل "جيدة"، أو "جميلة" أو تسمية الطفل بأنه "ذكي" أو "مبدع" وبدلاً من ذلك يمكننا أن نكتفي بالنظر مع الإشارة إلى بعض المميزات أو طرح أسئلة ذكية مثل: "ما هو لونك المفضل في هذه اللوحة؟" سيكون الطفل سعيداً بأننا قدرنا مجهوده، سيشعر الطفل حينها بأننا رأينا عالمه من خلال عينيه.
وتذكر جيداً أن الإبداع لا يكون هدفه هو تطبيق أفكار بطريقة مثالية، ولكنه طريق لتعلّم الطفل العديد من المهارات مثل الثقة في النفس، التفكير في طرق مختلفة لحل المشكلات والتعبير عن النفس.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.