بالدموع أرسل العاملون في مشفى باجيلار الحكومي بإسطنبول جثة الطفل الفلسطيني ريان شريم الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره إلى مديرية الطب العدلي بعد أن توفي متأثراً بجروح تعرّض لها جراء تفجيرات مطار أتاتورك.
يوم أمس 2 يوليو/تموز 2016 بدأت الإجراءات القانونية لإرسال الطفل ريان إلى فلسطين من أجل الدفن لكن فقدان الأوراق الثبوتية له، كادت تضع عائلة شريم أمام خيار محتوم بدفنه بالأردن بعيداً عن والدته، إلا أن رسالة صوتية جاءت لأحد أبناء الجالية الفلسطينية من صديق محمد شريم وهو مروان ملحم المصاب في ذات التفجير جاءت بالإنقاذ.
فملحم الذي جاء إلى إسطنبول وغادرها مع نعش زوجته وما تبقى لها من حقائب، قال في الرسالة: " وجدت في حقيبة المرحومة زوجتي جميع الأوراق الثبوتية للمرحومة سندس وابنها ريان أود إبلاغكم إن كنتم بحاجة لها" ومع هذه الرسالة عاد الأمل لريان في أن يُدفن بجوار أمه في أرض فلسطين.
وأكدت مصادر طبية داخل المشفى لمراسل عربي بوست أن الإصابة التي تعرض لها ريان لم تكن جراء "شظية" إنما جراء رصاصة خرجت من أحد الانتحاريين لتستقر في رأسه، وتوقف الدماغ عن العمل ليغادر بعدها ريان الحياة، مُلتحقاً بوالدته سندس باشا التي توفيت مباشرة جراء التفجيرات، لتُرسل إلى فلسطين حيث دُفنت هناك.
هل مات أم لا؟
قصة الطفل ريان كانت غريبة منذ البداية، ففي يوم 29 حزيران /يونيو 2016 أعلنت الحكومة التركية عن وفاة الطفل، لكن معلومات مختلفة ظهرت مشيرةً لتواجد ريان في المشفى، فقامت الحكومة التركية بتقديم الاعتذار عن الخبر المنشور، وأكدت أنه ما زال على قيد الحياة.
وفي السياق ذاته ما زال الأب محمد شريم يتلقى العلاج في مشفى بكركوي الحكومي حيث يعاني من إصابات متوسطة، ولهذه اللحظة لم يعلم بمصير زوجته وطفله.
وستؤدي الجالية الفلسطينية في إسطنبول صلاة الجنازة على الطفل ريان في مطار أتاتورك في 3 يوليو /تموز 2016 قبل إرسال جثمانه إلى الأردن ومن هناك إلى فلسطين، حيث سيتم تشييعه في محافظة قلقيلية.