مشاهدي الأعزاء: ها قد بلغنا الله أخيرا الثلاثين من يونيو/حزيران، وها نحن ننقل إليكم -على الهواء مباشرة- حواراً صحفياً افتراضياً بين أحد جنرالات "الشق المدني" للانقلاب، و كبير جنرالات "الشق العسكري" للانقلاب، (ملاحظة هامة: أي تشابه بين هذا الحوار وأي حوار آخر؛ هو من قبيل الصدفة البحتة)، وإلى نص الحوار:-
(ديباجة): سيدي الجنرال، قائد الشق العسكري من الانقلاب، والزعيم الملهم، والمسيح المخلص، لدي بعض الأسئلة التي تلعب في صدري طوال ثلاث سنوات، أرجوك؛ اعتبرها همسة عتاب!
(1) لماذا استوليت على منصب الرئاسة؟!
– لقد أكدت لي عندما التقيتك في مكتبك مساء الأحد، 21 أبريل/نيسان 2013، أنك ستكتفي بإدارة "شؤون البلاد" من وراء ستار" على غرار جنرالات باكستان، و جنرالات تركيا في الثمانينات. فلماذا غيرت الخطة؟
ألم يكن الاتفاق ينص على أن يحصل على الرئاسة "شخص" من قبيلتنا؛ فإذا بك تزيحه إلى منصب "نائب" الرئيس المؤقت، ثم تطرده إلى خارج البلاد، ليختفي وراء الشمس، في ظروف غامضة؟ لقد نسفت كل الجسور بيننا يا جنرال!
– ألم يكن الاتفاق بيننا على إجراء "انتخابات" رئاسية مبكرة، يفوز فيها صاحبنا؟ فإذا بك لم تجر انتخابات وأخفيت الرئيس "السابق" مرسي؟
لا حظ -سيدي الجنرال- أني أصفه بالرئيس "السابق" رغم أنك لم تجر انتخابات رئاسية مبكرة (يفقد فيها صفته)، ولاحظ أيضاً، أنني أسقطت عنه "الشرعية" بعد أقل من عام؛ وصبرت عليك ثلاثة أعوام حتى أسقط عنك الشرعية (التي اكتسبتها بانقلابنا معاً)، ثم إني سويت بينك وبينه في كل شيء!
(2) لماذا لوثت يديك بالدماء؟… لماذا قتلتهم يا جنرال؟
– مع تسليمنا بأن هؤلاء الناس -من غير قبيلتنا- "إرهابيون" بالفطرة؛ حتى النساء و الأطفال منهم؛ حتى "أسماء" و"حبيبة" إرهابيون، ومع ذلك فإن تحريضنا لك على قتلهم ليل نهار لم يكن بقصد قتلهم إطلاقاً، كان يكفيك سجنهم واعتقالهم، وهم سيموتون في السجون والمعتقلات، إنهم أبناء شعبك يا جنرال!
– لقد "احتلوا ميداني رابعة و النهضة" ومع تسليمنا بأن "احتلال" الميادين عمل إرهابي، وأن الميادين قد تكون تبع السعودية لاحقاً، إلا أننا لم نطلب منك قتلهم يا جنرال.
– والآن؛ دعك من عدد القتلى، ودعك من جريمة القتل، و لكن لماذا لا تسمي هذه الجريمة بــ"مذبحة" يا جنرال؟.. سمِّها مذبحة وتوكل على الله! ولا تنسَ أن تقدم "المسؤولين" عنها للمحاكمة، حاكِمهم يا جنرال بالله عليك (لأن هذا سيبرّئك كلياً من دمائهم).
– و لا تسمح لأحد مقدمي التوك شو بأن يقترح عليك عمل "يوم المذبحة" عيداً وطنياً أبداً، ردّ عليه بعنف، وقاطعه بشدة؛ بل رد عليه اقتراحه في عينيه.
– وحبذا لو بادرت أنت -من نفسك سيدي الجنرال- وأعلنت يوم مذبحة رابعة يوم "حداد وطني". مهم أن تتعلم كيف تقتل القتيل وتمشي في جنازته. دعني أعلمك، ردد ورائي: "طول ما الدم المصري رخيص.. يسقط يسقط أي رئيس"، آه لو جربت الظهور معي في التوك شو يا جنرال!
(3) لماذا لا تحترم الدستور الذي انقلبنا عليه معاً يا جنرال؟
رغم أن الدستور يمجد في ديباجته ثورة 25 يناير/كانون الثاني، فإن رفاقنا في ثورة 30 يونيو (المجيدة أيضا) يصرون على وصف ثورة 25 يناير بـ"نكسة 25 خساير". ألست تؤمن بمطالب الثورة الحقيقية؟! أنت مؤمن أكيد، لا أشكك في إيمانك؛ ولكني أذكرك من باب: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
(4) لماذا اخترتَ أن تتجاهل التسريبات التي خرجت من مكتبك، ولم تشرح لنا كيف خرجت؟ ولماذا خرجت؟ ومتى خرجت؟ لأننا بصراحة لم نكن نعلم أنها خرجت إلا الليلة. فنحن -أيضا- تجاهلنا هذه التسريبات لمدة 3 سنوات، وكنا نصفها بالفبركات الإخوانية، والمؤامرات الكونية. ولكن ليس هذا مبررا للسكوت. أرجوك؛ جاء وقت الشرح والتوضيح!
(5) لماذا قبلتَ التعاون مع أنظمة دول عربية ترعى الثورة المضادة؟ نحن نعلم أنك ليست لك أدنى علاقة بالثورة المضادة؟ ولكننا لا نفهم لماذا تتعاون مع هذه الأنظمة؟ اتقوا الشبهات يا جنرال، نحن حريصون على سمعتك أكثر منك، فلا تلوث ثوريتك الطاهرة!
(6) لماذا تخاف من الكلمة الحرة؟ ألا ترى أن كل الإعلاميين من قبيلتنا قد تم التضييق عليهم؛ رغم أنهم صفقوا ورقصوا وطبلوا لإغلاق كل القنوات والصحف المعارضة لنا؟ الرحمة حلوة يا جنرال!
(7) لماذا بعت الجزر يا جنرال؟ إن قاموسي هنا يعجز عن الكلام، وهذا آخر كلام!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.