أعلنت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2018 أنها "مستعدة لمحادثات" مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي رفض جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ووصفها بأنها غير ممكنة بعد اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأصرَّ عباس خلال كلمة نادرة أمام مجلس الأمن الدولي على عقد مؤتمر دولي بحلول منتصف 2018 لاستئناف عملية السلام المتوقفة مع إسرائيل وتشكيل "آلية دولية متعددة الأطراف" للإشراف على العملية. وغادر القاعة قبل كلمة السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي.
وينظر الفلسطينيون إلى نوايا إدارة ترامب بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط بشكوك كبيرة بعد أن حاد ترامب عن سياسة أميركية مستمرة منذ عشرات السنين واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدأ في اتخاذ إجراءات لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى هناك.
رد سفيرة أميركا
وقالت هيلي في إشارة إلى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ترامب ومستشاره وجيسون جرينبلات مبعوثه للشرق الأوسط "إن مفاوضينا يجلسون خلفي مباشرة، على استعداد للمحادثات. لكننا لن نلاحقكم. الخيار أيها الرئيس يعود إليك".
ويعمل كوشنر وجرينبلات على خطة سلام جديدة في الشرق الأوسط وعقدا اجتماعات مغلقة مع سفراء مجلس الأمن الخمسة عشر بعد الاجتماع العلني اليوم الثلاثاء. كان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال الأسبوع الماضي إن الخطة "متقدمة إلى حد ما". ولم ترد أي تفاصيل تذكر بشأن الخطة حتى الآن.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش رافيل إن واشنطن ستطرح خطة سلام "عندما تكون جاهزة وفي الوقت المناسب". ولكن بعد قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم يعد الفلسطينيون يعتبرون الولايات المتحدة وسيطاً محايداً.
وقال عباس "التقينا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أربع مرات خلال عام 2017 وأبدينا له استعداداً كبيراً للتوصل إلى صفقة سلام تاريخية وأكدنا على موقفنا المتوافق مع الشرعية الدولية وحل الدولتين على حدود 1967 رغم أن هذه الإدارة لم تحدد موقفها هل هي مع حل الدولتين أو مع حل الدولة الواحدة".
وأعطت إدارة ترامب تأييداً مشروطاً لحل الدولتين قائلة إنها ستدعمه إذا اتفق عليه الجانبان.
وقال عباس في كلمته "ليس بمقدور دولة بعينها أو بمفردها اليوم أن تحل صراعاً إقليمياً أو دولياً دون مشاركة أطراف دولية أخرى".
وأضاف قائلاً "لابد من آلية دولية متعددة الأطراف لحل القضية الفلسطينية، تنبثق عن مؤتمر دولي وتلتزم بالشرعية الدولية".
وأوضح أنه ينبغي أن يشارك في المؤتمر الفلسطينيون وإسرائيل والدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وهي أميركا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر إن باريس مستعدة لدراسة مقترحات عباس.
ووصف جوناثان ألين نائب السفير البريطاني بالأمم المتحدة القيادة الأميركية للقضية بأنها "لا غنى عنها".
وأبلغ السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون المجلس بأن عباس جزء من المشكلة وليس الحل وأن "السبيل الوحيد للمضي قدماً هو المفاوضات المباشرة" بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا إن اللجنة الرباعية الدولية، المؤلفة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية يمكن أن تلعبا دوراً في بدء عملية السلام المتوقفة.