منتخبان عن ألمانيا وواحد يوغوسلافي.. كيف سيكون كأس العالم لو استمر الاتحاد السوفييتي حتى اليوم؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/24 الساعة 11:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/24 الساعة 11:32 بتوقيت غرينتش

أقل من شهر على بدء أول صافرة لأول مباراة في الحدث الكروي الأبرز عالمياً، كأس العالم 2018. البداية مع منتخبي روسيا والسعودية، عين على الملعب الأخضر وعينٌ على الملعب السياسي. صحيح أن الرياضة لا دخل لها بما يحدث في عالم السياسة، لكن في بعض الأحيان يتقاطع العالمان وتفوز السياسة لتسيطر على الرياضة، فتفسدها!
الكرة هذه المرة في ملعب روسيا، التي تستضيف المونديال لأول مرة تحت إشراف ورعاية فلاديمير بوتين، ولكن لو فرضنا أن الاتحاد السوفييتي ما زال قائماً حتى الآن، كيف سيكون شكل البطولة؟ وهل كانت ستكون في موسكو أصلاً؟
قبل 38 عاماً، استضاف الاتحاد السوفييتي ألعاب الأولمبياد، وفي خضم الحرب الباردة وصراع القوى مع المعسكر الغربي، احتل الاتحاد أفغانستان. عندها حشدت الولايات المتحدة 65 دولة معها لمقاطعة الأولمبياد بدعوة من الرئيس السابق جيمي كارتر، ما أثر على مجريات البطولة والمنافسات فيها.
فكيف كان سيتصرف الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترمب، أمام الاتحاد، وبينهما لعبة أخرى تدور على ملعب الشرق الأوسط؟

نستعرض فيما يلي سيناريوهات الفرق والمشاركين:

عامل الأرض يحفز المنتخب السوفييتي

ربما كانت استضافة السوفييت كأس العالم ستعود عليهم بالنفع؛ بسبب عامل الأرض والجمهور، ليحققوا اللقب بعد مشاركات عديدة اقتربوا فيها حينها من التتويج. كان أكثرها قرباً حين ظفروا بالمركز الرابع في بطولة 1966 التي أقيمت في إنكلترا.
بينما على المستوى الأوروبي، كان للسوفييت حظ كبير، حيث حققوا أول لقب لكأس الأمم الأوروبية عام 1960، وكانوا وصيف البطل في بطولات 1964 و1972 و1986.

يوغوسلافيا متحدة.. منتخب واحد بدلاً من 6

بعد الحرب العالمية الأولى، اتحدت دول شبه جزيرة البلقان في أوروبا الشرقية تحت اسم دولة يوغوسلافيا. تأسست مملكة في البداية، لكن تحولت بعد الحرب العالمية الثانية إلى جمهورية ذات نظام حُكم شيوعي، اعتُبر من أقوى حلفاء الاتحاد السوفييتي وأهمهم في قارة أوروبا.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بعام واحد، وبعد أن نالت الجمهوريات السوفييتية استقلالها وأصبحت دولاً مستقلة، أراد البوشناق والهرسك والكروات الانفصال عن الاتحاد اليوغوسلافي، الأمر الذي رفضه الصرب تماماً. بدأوا حرباً دموية لتأديب كل من يريد الانفصال عن يوغوسلافيا عام 1992، لينتهي الأمر بتفكك الدولة الواحدة إلى 6 دول هي صربيا، وكرواتيا، والبوسنة والهرسك، ومقدونيا، وسلوفينيا، والجبل الأسود.
بقاء الاتحاد السوفييتي كان سيمنع –على الأرجح– ذلك التفكك، الذي عاد على أوروبا وعلى العالم أجمع بالضرر الكبير جراء الحرب الطاحنة التي دارت رحاها بين 1991 و1999 وراح ضحيتها آلاف الأرواح؛ لكونها أسوأ حرب خاضتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

منتخبان شرقي وغربي لتمثيل ماكينات ألمانيا

صحيح أن توحد ألمانيا جاء قبل عام واحد من انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن فترة الضعف والاضمحلال التي كان عليها الاتحاد طوال عقد الثمانينيات، كانت سبباً رئيسياً في انهيار سور برلين عام 1989، ومن ثم توحد ألمانيا بعد 45 عاماً من الانفصال إثر الهزيمة في الحرب العالمية الثانية.

يفترض كثير من المؤرخين والسياسيين، أنه لو ظلت سيطرة السوفييت على الكتلة الشرقية مثلما كانت عليه في الخمسينيات والستينيات، ربما لظلت ألمانيا الشرقية تحت السطوة السياسية للسوفييت حتى الآن. ذلك الاستنتاج جاء من خلال آراء الألمان أنفسهم حول سياسات آخر زعيم للاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، والتي أدت إلى انهيار الاتحاد وتوحيد ألمانيا، حيث كُتب على أجزاء من سور برلين رسالة شكر ساخرة على ما بذله من جهود لتوحيد شطري ألمانيا!
كان اتحاد الألمانيتين من النتائج القليلة الحسنة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، فلا ندري هل كانت ألمانيا ستصبح تلك القوة الاقتصادية والصناعية والسياسية الكبرى في العالم مثلما هي الآن، لو كان شطرها الشرقي شيوعياً يُحكم من موسكو؟

والسؤال هنا رهن جمهور ألمانيا الكبير: أي منتخب منهما ستشجع؟ وهل كانت آراؤك السياسية ستؤثر على هذا الاختيار؟

علامات:
تحميل المزيد