– ما هي الصدفية؟
يعتبر مرض الصدفية أو باللاتينية: Psoriasis مرضاً مزمناً غير معد قد يصيب الجلد أو المفاصل أو الأظافر، ويظهر في الرجال والنساء وفي كل الأعمار، وخصوصاً عند البالغين، وهو التهاب جلدي مزمن وغير معد، يظهر على شكل بقع حمراء تتوسطها قشور فضية، وأكثر المناطق المصابة هي جلد الركبتين والمرفقين وفروة الرأس ومنطقة أسفل الظهر، وتظهر إحصاءات الاتحاد العام لجمعيات الصدفية وجود مايزيد على 125 مليون مصاب بمرض الصدفية والتهاب المفاصل الصدفي في مختلف أنحاء العالم، نتيجة الصدفية تتراكم الخلايا على سطح الجلد بسرعة لتشكل قشوراً فضية سميكة وطبقات مثيرة للحكة، جافّة وحمراء، تسبب الألم أحياناً. الصدفية مرض عنيد، يستمر لفترة طويلة (مرض مزمن). هناك فترات تتحسن فيها أعراض الصدفية وتخفّ، بينما يشتد مرض الصدفية في فترات أخرى. بالنسبة لبعض المرضى، الصدفية لا يتعدى كونه مصدر إزعاج. أما بالنسبة للبعض الآخر، فمن الممكن أن تسبب العجز، وخصوصاً عندما تكون مرتبطة بالتهاب المفاصل (Arthritis).
– أسباب الإصابة:
إنّ الآباء المصابين بالصدفية أكثر عرضة لنقل المرض لأبنائهم من الأمهات المصابات به، بالإضافة إلى العامل الوراثي فإن هناك بعض العوامل التي تحفز ظهور الصدفية، ومنها الإصابات والهرمونات وبعض الأدوية والالتهابات (التهاب الحلق والإيدز)، كذلك فإن الالتهابات المتكررة في الجهاز التنفسي، والأنف والأذن عند الأطفال، تعتبر عاملاً مؤكداً علمياً لظهور المرض عند الاطفال (الصدفية المنقطة).
لقد شهدت السنوات الأخيرة اكتشافات علمية مهمة، ساعدت كثيراً في فهم طبيعة مرض الصدفية، وخاصة تلك الأبحاث التي تدل على العلاقة المباشرة ما بين جهاز المناعة وظهور المرض، الأمر الذي أدى إلى فهم علمي جديد للمرض، باعتباره أحد أمراض جهاز المناعة الناتج عن خلل معين في أنظمة المناعة الجلدية والجينات الوراثية.
وتقسم الصدفية حسب شكل وموقع الإصابة إلى ثمانية أنواع، وهي الصدفية الاعتيادية، والنقطية، وصدفية الأظافر والطيات، وصدفية راحة اليدين وأسفل القدمين، وصدفية منطقة الحفاضات، والصدفية البثرية والاحمرارية.
– تشخيص الإصابة بالصدفية:
يعتمد تشخيص المرض على الفحص السريري عند طبيب الجلدية، حيث وجود البقع الحمراء مع القشور الفضية في المناطق المنتشرة لهذا المرض، من مضاعفات المرض التهاب المفاصل الصدفي، والعدوى الثانوية، وتزايد خطر الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية، وتزايد الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الدماغية.
– العلاج:
المعالجات تقسم على ثلاثة أنواع من خلال الأشعة أو الأعشاب الطبية، وعلى رأسها القطران، وجرى في الآونة الأخيرة تطوير عقار دوائي يسمى إيكسيكيزوماب، وهو جسم مضاد وحيد النسيلة مأنسن، يستخدم لعلاج أمراض المناعة الذاتية، طورته شركة إلاي ليلي وحصل إيكسيكيزوماب على ترخيص إدارة الغذاء والدواء في 22 مارس/آذار 2016 لعلاج الصدفية تحت اسم Taltz إيكسيكيزوماب يثبط عمل إنترلوكين 17 ويوقف تأثيره.
– هل يعتبر مرض الصدفية مرضاً خطيراً؟ وما تأثيره على المريض؟
لا، ليس مرضاً خطيراً ولا معدياً، ولكنه مزعج للمريض من ناحية نفسية وجسمانية وجمالية، نظراً لأن المرض مزمن، وغالباً ما يعاود ظهوره على جلد الشخص المصاب بين وقت وآخر، وإذا كانت الإصابة في الأماكن الظاهرة كالوجه واليدين وفروة الرأس، فإن ذلك يسبب بلا شك تشوهات جلدية مؤقتة مما يؤدي إلى شعور هؤلاء المرضى بالإحباط والاكتئاب والسلبية، وخاصة لدى الشباب، وخصوصاً الفتيات.
– ما هي النصائح لمرضى الصدفية؟
1- الصدفية مرض قابل عموماً للتحسن أو الشفاء ولكنه دائماً عرضة للانتكاس، وخاصة عند التعرض لضغوط نفسية.
2- استعمل الدواء حسب إرشادات الطبيب بشكل منتظم ومثابر.
3- لا تتوقف عن استخدام العلاج لمجرد انه لم يعط نتائج سريعة، فالشفاء يحتاج إلى استخدام الدواء فترة قد تطول إلى عدة أسابيع.
4- تجنب خدش أو حك الجلد، خصوصاً المناطق المصابة؛ لأن هذا يمكن أن يثير المرض ويساعد على زيادة حدته.
5- تجنب حدوث خدوش أو جروح في يدك أو جسمك؛ لأن هذا يمكن أن يساعد في ظهور الصدفية مكان الجرح.
6- الشمس تفيد في تحسن الصدفية لدى معظم المرضى، ونحن ننصح بتعريض الجسم للشمس مع تجنب حدوث حروق الشمس.
7- لا تستعمل أدوية مرضى الآخرين لمجرد أنهم تحسنوا عليه فقط استشر طبيبك حول أفضل الطرق العلاجية الممكنة.
8- تجنب الوقوع في فخ الدعايات الإعلانية حول علاجات سحرية شعبية أو نباتية أو غير ذلك توهمك بالشفاء النهائي من الصدفية، واعتمد دائماً على طبيبك.
9- لا تستعمل الأدوية والمراهم التي وصفها الطبيب لك لفترة طويلة دون مراجعته، لمجرد أنك تحسنت وارتحت لها، لكل دواء آثاره الجانبية يمكن التقليل من الآثار الجانبية بالتشاور دائماً مع الطبيب.
10- من الضروري تجنب خلق الأوهام لدى المريض بإمكانية الشفاء النهائي من المرض؛ لأن ذلك يؤدي لاحقاً إلى تأثير نفسي سلبي حاد عند المريض في حالة عودة المرض للظهور، وذلك مما يزيد من صعوبة العلاج ويؤدي إلى زعزعة الثقة بين المريض والطبيب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.