عندما يقترب موعد النوم، يعاني الكثير من الأطفال بين سن 3 – 12 عاماً من حالات الفزع والخوف الشديد. وتتفاوت الحالات بين الخوف من التواجد في أماكن مظلمة، وصولاً إلى نوبات البكاء والصراخ التي تصيب البعض أثناء النوم.
لكن هل من الطبيعي أن يخاف الأطفال من الظلام؟ أم أن أحداث النهار تترك بصمتها في أحلام الليل؟
فطرة الطفل ضد الخوف
يؤكد دكتور أحمد فوزي استشاري الصحة النفسية أن "جميع الأبحاث والدراسات الحديثة تثبت أن الإفراط في مشاهدة التليفزيون وأفلام الكرتون يترك أثراً سلبياً على الحالة النفسية للطفل، بل إنه من الغريب أن يخاف الأطفال من الأماكن المظلمة لعدم ارتباطها الفطري بأي شيء مزعج أو مرعب لديهم".
الكابوس الليلي مرآة النهار
ويضيف د. فوزي، "أفلام الكرتون تبني عالم خيالي مفتوح من الأحداث والشخصيات والأصوات الغريبة غير الواقعية بحيث يعزز قيم وأخلاقيات شاذة. من ناحية أخرى، فالشخصية الكرتونية التي عادةً ما تكون حيواناً أو كائناً خيالياً لا وجود له قد تترجم إلى كابوس أو حلم مفزع ليلاً".
وتعتبر الأحلام حديث نفسٍ ليلي لما يراه الإنسان نهاراً، "ولأن حياة الطفل تنحصر في أفلام الكرتون فهي بذلك المغذي الطبيعي لأحلامه، فإذا تخيلنا أن الطفل يشاهد فيلم كرتون يتناول شخصية شريرة أو وحشاً مخيفاً يهدد حياة الأبرياء، فإن ذلك يتحول عند النوم إلى كابوس مفزع يوقظ الطفل من نومه باكياً في الوقت الذي قد لايستطيع رواية أحداثه".
وينصح الخبراء بعدم ترك الطفل لساعاتٍ أمام أفلام الكرتون دون رقابة أو ترشيد، خاصةً أن أطفال اليوم يستطيعون بكل سهولة مشاهدة أفلام الكرتون من خلال أجهزة الكمبيوتر الخاصة واللابتوب التابلت والموبايل الذي أصبح في متناول الكثيرين.
ويفضل الخبراء اختيار وقتٍ محددٍ لمشاهدة أفلام الكرتون التعليمية الخاصة بتعلم الحروف والألوان والطعام من خلال الأغاني والحكايات الطريفة، إلى جانب ضرورة عدم الاستهانة بالأفلام والألعاب التي تتناول مشاهد رعب أو قتل لأنها بالضرورة ستنعكس على شخصية طفلك.