الأيام الأولى لصغيرك قد تبدو متعبة.. مخيفة.. ومثيرة في نفس الوقت، خاصة إذا كانت تلك هي تجربتك الأولى في عالم الأمومة. قد تظن الأم الجديدة أن الأمر يبدو مستحيلاً إذا لم تتلقَ المساعدة من المحيطين، ولكن الأمر أبسط من ذلك، طفلك لا ينتظر سواك، تعاملي معه بفطرتك وحنانك، لأن بينكما علاقة خاصة جداً بدأت قبل 9 شهور.. كل ما عليك هو اتباع النصائح التالية لتستمتعي بأحلى الأوقات مع صديقك الصغير.
Skin to Skin contact
تسمى هذه الطريقة بعناية الكنجارو، وتعني أن تضم الأم رضيعها بعد الدقائق الأولى لولادته بدون أن يرتدي الرضيع أي نوع من الملابس بحيث تتلامس بشرته مع بشرة الأم، ولهذه الطريقة فوائد كثيرة في تنظيم نبضات قلب رضيعك وضبط درجة حرارة جسده وتنفسه ونموه العقلي، وهي أول وسيلة يربط بها رضيعك بين حياته في رحمك وحياته الجديدة، فضلاً عن إفراز هرمون الرضاعة.
رضاعة الساعات الأولى
إياك والكسل، رضيعك ينتظر محاولاتك في الارتباط به فلا تترددي في إرضاعه ولا تستسلمي لآلام الولادة، ستجدين صعوبة بلا شك، كل الأمهات يواجهن هذا الأمر في الأيام أو الأسابيع الأولى، ولكن إصرارك على الرضاعة الطبيعية يعد هديتك إلى ابنك، خاصة إذا علمت أن الرضاعة في الساعات الأولى من عمر صغيرك هي الأكثر أهمية في حياته فهي كبسولة المناعة له.. نعم تستطيعين!
جدول الرضاعة
كل ما هو مطلوب منك أن تصل فترة الرضاعة إلى 10 دقائق فقط، إذا تجاوزت ذلك إلى 25 دقيقة فتأكدي أن طفلك لم يأخذ الكمية المطلوبة من اللبن ولذلك استمر في محاولة الحصول على وجبته لمدة طويلة ولم يفلح، قومي بوضع جدول للرضاعة تدونين فيه مدة الرضاعة وتوقيتها والتزمي بالرضاعة كل ساعتين أو ثلاث على الأكثر.
والعدد الطبيعي لمرات الرضاعة اليومية يتراوح من 8-12 مرة، أكثر من ذلك يسبب بعض المغص والغازات المؤرقة لمنام طفلك وأقل من ذلك يشعره بالجوع.. ستلاحظين ذلك من خلال محاولته الفطرية لإبلاغك بجوعه إذا مص أصابعه أو ملابسه أو أي شيء يلمس فمه الصغير.
اختلسي دقائق النوم
طفلك لم يعرفك بعد إلا بالرضاعة، فيمكن لأي شخص أن يحمله ويهدهده بدلاً منك لتأخذي قسط من الراحة والنوم لتتمكني بعدها من استئناف مهمتك، إذا لم يساعدك أحد في ذلك عليك اختلاس دقائق النوم أثناء نومه.
البكاء المتكرر والنوم المتقطع
كل ما يحيط بطفلك هو عالم جديد عليه، ومن الطبيعي أن يشعر بالغربة في هذه الأجواء الجديدة لذلك فإن وسيلته الوحيدة في التعبير عن نفسه هي البكاء، اطمئني؛ هذا البكاء يفيد جهازه التنفسي، قد يشير ذلك إلى الجوع أو الرغبة في النوم أو أنه يتألم بسبب اضطراب في معدته بعد رضاعات متكررة.. جربي معالجة كافة الأمور التي قد تتسبب في بكاء طفلك كتغيير الحفاض أو إرضاعه (وفقاً لجدول الرضاعة) وضمه إليك على طريقة الكنجارو، يمكنك أيضا الهمس في أذن طفلك بأن تقتربي من أذنه مباشرة وتقولي (ششششش) بصورة متواصلة، يقول الخبراء إن هذا الصوت هو الأقرب لما كان يسمعه رضيعك في رحمك وهو من أهم وسائل المساعدة في تهدئته.
ارتداد الطعام ليس كارثة
كثير من الأمهات الجديدات يفزعن من ارتداد جزء من طعام المولود وهو ما يعرف بـ "القشط" أو "القلس"، اطمئني الأمر غير مرعب على الإطلاق، يحدث ذلك بسبب أن الصمام العضلي الرابط بين المعدة والحلق لم يكتمل بعد، لذلك يرتد جزء من اللبن ويختفي هذا الأمر بعد شهور من الولادة.
النوم أثناء الرضاعة
هذه الحالة متكررة كثيراً، فالطفل الناعس (sleepy baby)- كما يسميه الخبراء- هو الذي يستغرق في النوم لساعات طويلة تزيد عن 4-5 ساعات متواصلة، لا تستسلمي لنومه، خاصة إذا نام أثناء الرضاعة، إذن النصيحة المباشرة هي مداعبة طفلك خلف أذنه، أو خلع ملابسه، وأكثر ما يوقظ الطفل من نومه هو فك الحفاض، ستجدين صغيرك يستجيب للرضاعة إذا اتبعت تلك الأمور.
حان وقت الاستحمام
في الأيام الأولى من حياة طفلك لا تقومي بتحميمه كثيراً يكفي المرة الأولى التي تتم بالمشفى لمدة ثلاثة لخمسة أيام، تجنبي استخدام أي مستحضرات أو كريمات أثناء الاستحمام لأنها تضر بشرته المتكاملة، قد تبدئين في استخدام الكريمات والمرطبات بعد الشهر الأول، وبعض الآراء تنصحك بتحميم الرضيع بالشامبو وغيره من المستحضرات بعد الشهر الثالث للحفاظ على توازن بشرة طفلك.
طفلك في أيامه الأولى لا يحتاج إلى حوض كبير لتحميمه، يمكنك تحميمه فوق طاولة بسيطة بفوطة صغيرة مبللة واحرصي على عدم وجود أي تيارات هواء باردة في الغرفة.. و احذري من تحميم الطفل في حوض الحمام لأنه قد ينزلق ولا تتحكمين في حركاته المفاجئة.
تقليم الأظافر
قد تلاحظين نمو أظافر يد طفلك بسرعة، وتخشين من إيذاء وجهه بها، إليك الحل عليك ألبسيه جورباً صغيراً يمنعه من ذلك في الأسابيع الأولى من عمره، بعد أن يتم شهرين يمكنك أن تقومي بتقليم أظافره بالمبرد أو المقص الخاص بالأطفال، ولا تنزعجي إذا نزف ابنك عن طريق الخطأ، مرري قطنة مبللة فوق مكان الجرح الذي سيلتئم سريعاً.
اللف بالقماط
هذه الطريقة تعني لف الرضيع بصورة محكمة بالغطاء القطني بحيث يتم ربط أطرافه بـ"اللفة" جيداً، هذه الطريقة تساعد طفلك على الشعور بالأمان والرغبة في النوم لأنها الأقرب لوضعه في رحمك، وهي لا تصلح بعد الشهر الثاني حيث يبدأ طفلك بالركل والحركة وقد يثير اللف المحكم غضب المتمرد الصغير.
كيف تكتشفين الصفراء؟
تخشى كثير من الأمهات من إصابة الأطفال بالصفراء، وهي في الحقيقة ليست مرضاً وإنما زيادة في مادة البيليروبين الموجودة بالفعل في كرات الدم الحمراء، قد تزداد تلك المادة فتظهر بعض الأعراض على رضعيك في اليوم الثلاني أو الثالث كاصفرار جلد الوجه و العينين، يمكنك معرفة إذا ماكان رضيعك مصابا بالصفراء أم لا عن طريق الضغط على جلده بإصبعك خاصة الوجه، إذا لاحظت أثرا لدائرة صفراء (أو تميل إلى الاصفرار) فهذا يعني ضرورة استشارة الطبيب بشأن الصفراء إذا تخطت تلك المادة النسبة الطبيعية لفترة طويلة دون تلقي علاج أو تحسن قد تسبب تلفاً في المخ.