قلما نجد فيلماً يرضي عشاق السينما باختلاف أذواقهم، وقد حاول صناع فيلم Baby Driver أن يقدموا هذه المعادلة الصعبة عن طريق وجبة متكاملة من: الرومانسية، والأكشن، والدراما، والموسيقى، بالإضافة لمشاركة نجوم الصف الأول بالسينما والتلفزيون في البطولة.
الفيلم يقوم ببطولته مجموعة من مشاهير نجوم هوليوود، من بينهم: كيفن سبيسي نجم مسلسل House of Cards، جيمي فوكس بطل Django Unchained، جون هام نجم مسلسل Mad Men، وآنسيل إلجورت بطل The Fault In Our Stars.
قام البريطاني إدجار رايت بكتابته وإخراجه، كما قام ستيفن برايس –الحاصل على أوسكار أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم Gravity عام 2013- بتلحين موسيقى Baby Driver التصويرية. الفيلم بدأ عرضه سينمائياً، من 11 أغسطس/آب الجاري، وذلك بعد أن حظي بعرضه الأول في مهرجان SXSW.
قصة الفيلم: دخول عالم الإجرام ليس كالخروج منه
تتمحور قصة الفيلم حول بيبي (آنسيل إلجورت)، السائق المحترف، الذي لديه هوس بالموسيقى والأغاني، الذي لا يشرع في القيادة إلا عند اختيار الأغنية المناسبة، ونادراً ما تجده من دون سماعات الأذن، بجانب أنه قليل الكلام، وليس بالشخصية الاجتماعية.
بيبي مدين بمبلغ كبير من المال لـ"دوك" (كيفن سبيسي)، المجرم المخضرم، الذي يستغل مهارات بيبي الاستثنائية بقيادة السيارات في القيام بعمليات سرقة وسطو مسلح، ويضطر بيبي للقبول بتلك الأعمال غير القانونية؛ حتى يسدد ما عليه من ديون لـ"دوك".
تتوالى الأحداث ويقع بيبي في حب ديبورا (ليلي جيمس)، التي تعمل كنادلة بأحد المطاعم، ولديها نفس ميوله الموسيقية. ويقرر بيبي أن يقوم بعملية واحدة فقط لصالح دوك، ثم يترك عالم الإجرام نهائياً، بعد أن يكون أنهى دينه، ويعيش مع ديبورا، ولكن دوك يرفض، ويقرر أن يشركه في عملية سرقة محفوفة بالمخاطر.
يجد بيبي نفسه يعمل مع مجموعة جديدة من المجرمين، فيتعامل مع باتس (جيمي فوكس) ذي الشخصية المتهورة، التي يصعب التحكم بها، بجانب بادي (جون هام) الذي كان يعمل في السابق كسمسار ببورصة (وول ستريت).
وبالرغم من تأكيدات دوك على تخطيطه المُحكم لعملية السرقة، فإن بيبي وبقية أفراد العصابة يجدون أنفسهم مُعرضين للخطر، بل إن ديبورا صديقة بيبي أصبحت هي الأخرى مُهددة.
كيف خرج Baby Driver للنور؟
في المؤتمر الصحفي الذي تلى عرض الفيلم بمهرجان SXSW، قام المخرج إدجار رايت بتوضيح كيف استقى الإلهام وراء قصة Baby Driver، وكيف كان المشروع بمثابة شغف وحلم، رغب لسنوات في تحقيقه.
البداية كانت مع أفلام التسعينات الشهيرة مثل: Heat عام 1995 لروبرت دي نيرو وآل باتشينو، وReservoir Dogs عام 1992 للمخرج كوينتن تارانتينو، اللّذين كان لهما أكبر تأثير على كتابة قصة فيلم Baby Driver. وقد تبلورت فكرة الفيلم بالنسبة لـ"إدجار رايت" عام 2003، وذلك بعد إخراج أغنية Blue Song لفرقة Mint Royale.
أما عن تصوير الفيلم، فكان أصعب ما فيه هو مشاهد مطاردات السيارات، التي كان يتم تصويرها أثناء الازدحام المروري بالشوارع الرئيسية بمدينة أتلانتا الأميركية، ما جعل تصوير تلك المشاهد شاقاً للغاية، ومحفوفاً بالمخاطر، بل وصل الأمر إلى أن رايت كان يقوم بربط نفسه بالسيارة التي تقوم بمشهد المطاردة، بدلاً من تصويرها من سيارة أخرى، وذلك حتى يستطيع توجيه نجوم الفيلم بشكل أفضل أثناء تصوير المشاهد.
كيف رأى النقاد Baby Driver؟
منذ عرضه الأول بمهرجان SXSW، تلقَّى Baby Driver إشادة ومدحاً منقطع النظير، سواء من النقاد أو الجمهور. وأكثر ما أثنى عليه النقاد هو الاختيار المتميز لأغاني وموسيقى الفيلم، التي جاءت في تناغم وتوافق مع أجواء الأكشن والمطاردات. كما أشاد النقاد بأداء (آنسيل إلجورت)، واعتبروا دوره بالفيلم خطوة للأمام بعد أدواره بـ: The Fault In Our Stars، وسلسلة أفلام Divergent.
لكن لم يخلُ الفيلم من العيوب أيضاً، فيرى بعض النقاد أن الفيلم كان متميزاً للغاية في نصفه الأول، خاصة مع كثرة مشاهد المطاردات التي يقوم بها "بيبي".
لكن مع النصف الثاني بدأ إيقاع الفيلم بالتباطؤ، فبالإضافة إلى أن المخرج فقد سيطرته على قصة وأحداث الفيلم، ولم يستطع تقديم النهاية المناسبة للأحداث. كما عانت قصة الفيلم هي الأخرى من بعض العيوب، أهمها عدم وضوح أسباب ودوافع قبول شخصيات: جون هام بادي، وجيمي فوكس باتس، العمل بمهمة السرقة لصالح دوك (كيفن سبيسي).
على الرغم من أن عرضه بالسينمات، في شهر أغسطس/آب، فقد حصل Baby Driver على تقييمات إيجابية على مواقع التقييمات الشهيرة، فالفيلم حاصل على 9.2 على موقع Imdb، و100% على موقع Rotten Tomatoes.